تمر اليوم مصر بمرحلة جديدة مما يمكن تسميته بالصحوة ضد نظام حسني مبارك الذي ورث إذلال الناس من سابقيه من حكام الخاكي. هذه المرحلة هي الاضرابات العامة التي اظهرت غضب الناس بعد ان بلغ بها الجوع حدودا لاتوصف. بالرغم من ثقافة العبودية والاذلال التي تلقوها عبر اجيال الحكام. وقد شاهد العالم كله كيف تداس صور الرئيس مبارك بالاحذية امام شاشات التلفزة وكيف يرد رجال الامن بالضرب المبرح على اجساد ورؤوس النساء والعجائز. وسيرى صور اخرى من كره الشعب لحاكمه خلال الاضرابات الاخرى التي ينظر الجميع لاحدها هذا اليوم الاحد.

وكان الامر لايعني لمبارك في شيء مادام ينال رضا أسياده من ممولي جشعه ونهمه هو وحاشيته من لابسي الخاكي. فبالرغم من مئات البحوث والمقالات من الكتاب والباحثين المتنورين الذي يعرضون خططا لاصلاح البلاد نجد مبارك يركض لاهثا خلف ارباب الفتاوى فاتحا لهم كل مصر لجعلها حديقة خلفية لهم يدنسون فيها عقول الشباب والشابات كما يريدون. فبات القرضاوي والغنوشي وبن لادن مرحب بهم من قبل نظام مبارك واجهزته الامنية على حساب ابناء مصر من المتنورين من مسلمين واقباط كل همهم خدمة شعبهم واستعادة مجد بلدهم الذي داسه مبارك ورهطه بالوحل. وقدمه على طبق من خسة ودناءة لاسيادة من سلاطين الارهاب والوهابية العالمية. وكانت النتيجة جيشا من اللقطاء يلغ اليوم عدد نحو مليوني لقيط بلا اب معروف ضمن اجندة وهابية لتخريج هذا الجيش الذي سيخدم مصالحهم مستقبلا في تخريب العالم كمت حصل في 11 سبتمبر.

و لايمكن الحديث اليوم عن اصلاح مصر في ظل وجود هكذا حاكم فاسد ومفسد لان الاصلاح كما يقال في سنة والتخريب في يوم. بل الاهم اليوم هو التخلص من الذي يعيق الاصلاح وهو حسني مبارك الذ لاهم له الا جمع الاموال على حساب مصر واهلها..

والطرق للاصلاح متاحة وتحتاج الى ناس مخلصين ليعمروا بلادهم وليس كمن اتى بهم مبارك مثل صفوت الشريف ومن لف لفه. وقصص هؤلاء معروفة للمصريين.

والمشكلة ليس في طرق الاصلاح فهي موجودة لكن المشكلة في وجود حسني مبارك في الحكم ومتى ماازيل عن رقبة مصر سنتمكن من اصلاحها.

اما اصلاح المنطقة بشكل عام فامر بعيد المنال الان بسبب غياب الجانب الاخلاقي في نوايا الاصلاح تحت شعار الذي تغلبه العب به.

والاصلاح لايمكن ان يتم بوجود مااسميه بالسرطان الاخواني المدعوم من قبل أنظمة التخلف والارهاب في المنطقة حيث يقوم هؤلاء بشراء ذمم الفقراء لتخريب البلد والناس كما نرى اليوم.

ومع ياسي من ثورة الشعب المصري لان هذا الشعب مر فترات طويلة في ظل ثقافة العبودية والذل ولن يثور الا اذا جاع بشكل كبير جدا كما حصل مؤخرا.

وسيحاول نظام مبارك ابعاد نفسه عن الاضرابات العامة المتوالية والسعي لتحميل شخصيات معارضة لها ومااكثرها داخل وخارج مصر وا اللعب على احاديث الفتنة الطائفية كما ورد في تهنئته للاقباط في عيد القيامة في الاحد الماضي التي ضمنها انه لايقبل الفتنة الطائفية دون اي يسعر بذرة من الحياء بان الاقباط لاعلاقة لهم باي فتنة طائفية بل هم ضحايا هذه الفتنة التي يقوم بها الاخوان وأتباع الوهابية العالمية ضد الاقباط وحتى المسلمين الذي لايوافقونهم على اجنداتهم في مصر.

لكن ليس غائبا عنا سبب تضمينه التهنئة للاقباط حديث الفتنة وهو لاجل إرضاء اسياده ومموليه من ارباب والهابية العالمية. ليظهر لهم انه بتهنئته الكاذبة يظهر نفسه كحاكم للاقباط والمسلمين امام العالم ومن جانب اخر يستغل التهنئة لتهديد الاقباط بالاذعان له ولاسياده الذين يخلقون في كل بلد باموالهم ورشاويهم للحكام خلايا نائمة من الاطفال والمراهقين كجيوش مستقبلية لهؤلاء الشياطين المتسترين باسم الدين تعيد كارثة 11 سبتمر وربما اكبر منها.

عدلي أبادير يوسف

رئيس منظمة الأقباط متحدون

زيورخ