بتاريخ 12-2- 2008 توصل وزراء الإعلام العرب إلى مسودة وثيقة نعتوها بالوثيقة quot;الشرفquot; تختص بعمل القنوات الفضائية العربية، وتتكون هذه الوثيقة quot;الشرفquot; من اثني عشر بندا.


وبالرغم مما أثارته الوثيقة من جدل كبير في عالمنا العربي، حيث سارع البعض إلى رفضها جملة وتفصيلا، في حين بدت مقبولة عند آخرين، وإلى حد ما في تحييد تلك الدكاكين quot;الفضائياتquot; التي فُتحت بُعيد هبوب رياح quot;الديمقراطية الأمريكيةquot; على منطقتنا المتسلحة بالديكتاتورية الحاكمة والمسيطرة على نبض الشارع، وكذلك في لجم فضائيات أخرى ناعقة بالتمييز القائم على أساس العرق، اللون، الجنس، الدين، وبالتأكيد أن تلك الوثيقة وضـِعت للجم تلك الفضائيات الخاصة والمملوكة لأشخاص لديهم ارتباطاتهم ومصادر تمويلهم البعيدة عن الحكومات، حيث أن أغلب الفضائيات العربية هي عبارة عن فضائيات حكومية رسمية تابعة للحكومات العربية كما هو معروف؛ ومن هذا المنطلق نقول إن وثيقة الإعلام العربي بخطوطها الحمر الجديدة، جاءت لتقويم المعوج في الفضائيات الخاصة أو مابات يُطلق عليه اليوم بالدكاكين.


ويبدو أن الإعلام العربي، وماهو جديد ومستحدث منه، بدأ يتعامل مع القضايا الحيوية والجوهرية التي تمس حياة الناس، بسطحية أو عدم مبالاة وفي أحيان أخرى بتشويه.. فقضايا غاية في الخطورة، كالتربية والتعليم، بالإضافة إلى الموروث وماهو سائد من عادات وتقاليد وقيم دينية واخلاقية وغيرها..، إلا يجب التعامل معها بمنتهى الاحترام والدقة والموضوعية والمصداقية.
الخلل الموجود في الفضاء العربي، يتم علاجه بسياسة quot;العصا والجزرةquot;، وبتنظيم جديد وتقنين، والابتعاد عن سياسة quot; التجارة الفضائيةquot; الهادفة للربحية بغظ النظر عما يقدم من سلع للناس.


من حقنا أن نتساءل، قبل وضع تلك الوثائق: من يُساهم في اطلاق تلك الفضائيات quot;الدكاكينquot; في الفضاء الرحب، أليس هي الشركات التي تقدم خدمات البث الفضائي والمنتشرة في البلاد العربية كالنار في الهشيم، وكذا أليس من حق المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية quot;عرب ساتquot;، والأخرى: نايلسات، آسياسات S3، آسياسات 2.. وغيرها أن تتساءل عن نوعية ومرجعية والمحتوى التلفزيوني لتلك القنوات قبل استضافتها؟! وأليس من حق تلك الشركات أن تفرض شروط محدد تقاضي بها من يخالفها؟! أم أن العامل المادي، أصبح فوق وأهم من العوامل الأخرى، بل ويدفع للتغاضي عن الأخطاء الموجعة التي تدفع العوائل العربية ثمنها وثمن الهرج السائد اليوم باهظاً.


بالتأكيد إننا لانصدق خوف الانظمة العربية على حرية التعبير، ولانصدق سعيها لتنظيم وثائق تساهم في دعم تلك الحرية، ولكن المشهد الإعلامي لايخلو من اشخاص لديهم الالتزام الوطني والواجب الأخلاقي، كما ان الخوف والحرص على الجيل الجديد، كواجب أخلاقي، يدفع أصحاب تلك المؤسسات إلى العودة إلى جادة العمل الصحيح الذي يساهم في تحقيق الصالح والمنفعة العامة، والمساهمة في نهوض هذه الأمة وانتشالها من مستنقع التخلف والتشرذم.

معد الشمري
[email protected]