الغاية النهائية للديانات هي الوصول بالانسان الى مرتبة حب الله والإمتثال الفكري والاخلاقي والسلوكي لما يستوجبه هذا الحب من إلتزام بمباديء العدالة والرحمة والحب والخير.

بينما العبادات والشعائر هي مجرد وسائل للوصول بالانسان الى غاية حب الله، واختلافها بين الديانات كان السبب دوماً في بروز مشاعر التعصب بين البشر الذين يعبدون رباً واحداً جميعهم، ولكنهم يتناسون الغاية وينشغلون بالوسائل ويفتعلون الاختلاف والتصادم والمعارك فيما بينهم!

والعبادات والطقوس ndash; غالبا ndash; ما ترتبط بمشاعر الخوف من نار جهنم والطمع في دخول الجنة، وهي بعيدة عن غاية الديانات الوصول الى مرتبة حب الله.. لذا فهي لاينتج عنها الإلتزام بمباديء العدالة والرحمة والحب والخير... اذ انها ممارسة تجارية نفعية.

بمعنى أخر ان مرتبة حب الله ينتج عنها فوائد عملية للاخرين نتيجة الإلتزام بمباديء العدالة والرحمة والحب والخير اذ بالضرورة سيكون سلوك هذا الملتزم بهذه المباديء سلوكاً فاضلا خيرأ مفيدا للمجتمع، بينما من يؤدي العبادات والشعائر هو يؤديها من اجل نفسه فقط وليس بالضرورة ينتج عنها اي سلوك سوي صالح.

وفيما يخص الطقوس فأن الكثير منها عبارة عن مؤروث أسطوري للعقل الجماعي البدائي كتعبير عن الخوف من قوى الطبيعة والمجهول كان يمارسها الانسان الأول وتوارثناها نحن وقولبناها حسب طبيعة كل شعب ومجموعة بشرية.

وعليه فأن الانسان كلما أبتعد عن سجن نفسه داخل المسميات الدينية والطائفية، والأستغراق في العبادات والشعائر.. كلما استطاع السيطرة على مشاعر التعصب والأحقاد ازاء الاخر المختلف، فالفصل ما بين المسميات الدينية، وكذلك الفصل ما بين المسميات الطائفية ، والتوجه صوب فكرة الله وما ترمز اليه من مباديء العدالة والرحمة والحب والخير سيجعل جميع البشر يتوحدون نحو غاية واحدة.

[email protected]