الأستاذ المحامي علي صدر الدين البيانوني المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية المحترم/ لندن- المملكة المتحدة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

نحييكم بتحية الإسلام من أرض سوريا الطاهرة، أرض الخير والبركة والمحبة والتنوع والتعددية والتعايش والتسامح التاريخي الرائع الذي جعلها قبلة لكل المضطهدين والهاربين من جحيم الكوارث والمجاعات والحروب والتنازع الأهلي.

فقد بلغنا، وعبر وسائل الإعلام، نبأ مشروع تحالف جديد تزمعون القيام به، مع رئيس ما يسمى بالتجمع القومي الموحد الذي لا يبلغ مجموع أعضائه عدد أصابع اليد الواحدة، ومقره الرئيسي في منتجع ماربيا الباذخ السياحي والأسطوري حيث يلتقي أثرياء العرب، وأصبح مقراً لمسؤولي الأنظمة السابقين. فبعد حلفكم السابق مع المنشق والنائب السابق لرئيس الجمهورية، والذي كان خطوة سياسية انتحارية في الفراغ، غير موفقة تورطتم بها، وضعت مصداقيتكم في غير مكانها الصحيح، والمقبول في الشارع السوري، ها أنتم اليوم، بصدد الإقدام على خطوة أكثر كارثية ومأساوية عبر توارد أنباء عن عقد مؤتمر عام، سيفضي إلى تحالف جديد غير قانوني ولا شرعي، مع رموز المافيات والفساد والاستبداد السوري المشهورين، معتقدين بأن أصحابه، وبما لديهم لديهم من ثروات أسطورية راكموها من دم وعرق وأعناق، وعلى حساب فرح أطفال الفقراء والكادحين، بأنهم يمثـّلون مكونات سورية أخرى، في محاولة تبدو من الآن غير ناجحة لتأسيس محور سياسي جديد غايته الضغط على النظام السوري من جهة، وإبراز مرونة سياسية وانعطاف إيديولوجي لإبعاد الشبهة الفئوية عن تنظيمكم الديني الجهوي من جهة أخرى، في خضم هذا الضغط المتصاعد وغير المسبوق ضد الوطن السوري.

وبما أننا أخوة في العروبة والإسلام، وتربطنا وشائج الوطن السوري، نود أن نلفت انتباه حضرتكم الكريمة، بأن جميع المكونات السورية، هي في قلب الوطنية السورية، وترفض أية هوية أخرى، أو مجرد النظر إليها، والتعامل معها من أية زاوية، ومنظور غير منظورها الوطني السوري. وتعلن جميعها، ومن خلال نخبها الوطنية المميزة، ورجالها الشرفاء المخلصين، بأن لا أحداً يمثلها خارج الوطن السوري، ولم تفوض أياً كان التحدث باسمها وبالنيابة عنها والتفاوض على مشاكلها، وتتبرأ، في ذات الوقت، من كافة أشكال المافيات والرجال المفسدين الدمويين وقطاع الطرق واللصوص الكبار المحترفين، والمفسدين لتاريخ وحياة جميع السوريين. فلا أحد يمثل أحد، ولا أحد ينطق باسم أحد، فهذه المجاميع الوطنية العريقة ليست بضاعة سائبة في سوق النخاسة السياسي ليمتطيها هذا الأفاق أو ذاك المغامر البلطجي. وكل من لم ينتخبه الشعب السوري وبشكل دستوري وشرعي هو لعمري مجرد قرصان سياسي ومدعِ رخيص لا يمثل إلا نفسه وبما تجمع لديه من إرث وتاريخ غير نظيف.

ونود أن نعلمكم أخيراَ، بأن أية تحركات سياسية بناء على تلك الأسس غير الوطنية هي إساءة بالغة للعمل الوطني العام، وستؤسس، ولا شك، لتضعضع البنيان الوطني ممهدة لاحقاً لشرخ في الجدار والجسد السوري الجميل الذي تزينه تلك الألوان الطيفية البديعة، وتجعله مثلاً عالمياً يحتذى للتعايش والتعدد والتسامح الوطني. ولنترك جانباً من كانت لديه أوهام، وأحلام يقظة سياسية بزعامات كرتونية فارغة، فهذا شأنه ومشكلته، ولا يسعنا إلا أن ندعو له بالعودة للصف الوطني والصحوة من هذه الكوابيس السلطوية، ونربأ بكم التورط في أية أحلاف وتجمعات من هذا القبيل، ووضع، وتقديم الأخلاق، والمثل العليا، والمبادئ السامية، هذه المرة، قبل المصالح والمنافع السياسية فسورية وشعبها الحر المتسامح الأبي، أكبر وأسمى من أي تصنيف. ولن يكون لأي حلف، وعمل، وتحرك جديد، لا يأخذ بتلك الاعتبارات، والوقائع، المصير المؤسف والمحزن، لجبهة الخلاص الوطني.

وتفضلوا، سيدي الكريم، بقبول وافر الاحترام والتقدير

30/4/2008


أخوكم في العروبة والإسلام:
المواطن السوري نضال نعيسة