تعتبر الاتفاقية المعروضة على العراق من قبل أميركا من منظور سياسي عقلاني عملي بعيداً عن الشعارات والديماغوجية ومشاعر العدوانية الغوغائية الجاهزة.. تعتبر هذه الاتفاقية فرصة كبيرة لمساعدة العراق سياسيا واقتصاديا وعلميا وامنيا.

فمنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ولغاية الان لم يستطع المجتمع العراقي قيادة نفسه والحفاظ على ثرواته وبناء دولة حديثة متطورة يسودها الاستقرار والامان، وحسب طبيعة المجتمع العراقي التي تنزع الى التدمير الذاتي، وفي ظل غياب مشاعر الانتماء الوطني لدى غالبية العراقيين، والافتقار للعقل المؤسساتي الناجح في النشاطات الجماعية.. يصبح من الضروري وضع العراق تحت الوصاية الأمريكية لحمايته من نفسه ومن العالم الخارجي.

ومن خلال ردود الفعل التي ظهرت.. فأن الاتفاقية لديها الغطاء السياسي الشرعي وستمر بسهولة دون مصاعب، فالاحزاب الكردية موافقة عليها، والتنظيمات السنية كذلك نستشف من صمتها انها موافقة، وايضا القائمة العراقية لأياد علاوي.. مما يعني ان هذه الاتفاقية ستحصل على مباركة الاغلبية في الحكومة والبرلمان.

أما بخصوص اعتراضات الاحزاب الشيعية والمرجعية.. فأن هذه الاطراف ستجد نفسها معزولة ولن تقوى على مجابهة أميركا والاغلبية السياسية الموافقة على الاتفاقية، وستوافق في الاخر بعد ان تكون قد فضحت نفسها وكشفت عن تبعية قراراتها وارتهانها بالقرار الايراني بشكل مطلق.


ان تجارب الاتفاقيات السابقة التي عقدتها اميركا مع اليابان والمانيا وكوريا الجنوبية وتركيا ودول الخليج العربي.. أثبتت فائدة الوجود في الأمريكي في هذه الدول من كافة النواحي، وفي مجتمع مشتت وفوضوي وتسكنه عقدة التدمير الذاتي كالمجتمع العراقي.. سيكون من حسن حظه ان يحظى بالرعاية الامريكية الطويلة وفق قاعدة تبادل المصالح المشتركة بين البلدين.

خضير طاهر

[email protected]