يبدو ان قناة الجزيرة ليست مستعدة لمراجعة سياستها ازاء الشعب العراقي، فهي تتخد منه موقفاً عدائياً ثابتاً لايتزحزح مما يدل على انها تنطلق من ثوابت ايديولوجية وعقائدية دينية توجه مسار تعاملها مع العراق بعيدا عن اصول العمل الاعلامي ومهنيته واحترافه والقيم الاخلاقية!

فمازالت الجزيرة تصر على وصف ضحايا الارهاب في العراق ( بالقتلى )، بينما تصف من يقتل في فلسطين ( بالشهداء ) ولاأدري ماهو تعريف الجزيرة العقائدي والفقهي لمفهوم الشهادة وماهي معاييرها في توزيع صكوك الغفران وادخال الموتى الجنة والنار، هل هي معايير حركة الاخوان المسلمين أم معايير الحقد الطائفي ضد ضحايا الارهاب في العراق؟!

وأخر ممارسات الجزيرة ضد شهداء العراق من ضحايا الارهاب حينما وصفت من سقط في التفجيرات الارهابية في كربلاء بالقتلى، ولاندري هل مسموح اخلاقيا ودينيا وانسانيا لدى قناة الجزيرة قتل الابرياء من العراقيين بواسطة المفخخات والاحزمة الناسفة من قبل الارهابيين كي تستخف بأرواح الضحايا من شهداء العراق وتصف بهذا الوصف البارد المحايد الذي يضمر الموافقة والشماتة الطائفية.

سوف لن ينسى الشعب العراقي الروح العدائية لقناة الجزيرة ضده، وتحريضها المستمر لتأجيج الأرهاب والفتنة الطائفية، ولن ننسى ان بعض مذيعات الجزيرة إرتدين اللباس الأسود حدادا على اعدام المجرم صدام حسين في أستفزاز واضح وجرح لمشاعر الناس من ضحايا نظام صدام، ومن الغريب ان تعمي الأحقاد الايديولوجية والطائفية بعض القائمين على الجزيرة وتجعلهم منحازين الى الشر وجرائم الارهاب وتنسيهم مباديء الحق والعدالة!

ويبدو ان رسالة الجزيرة الاعلامية تنحصر فقط في أثارة المشاكل والتحريض على الكراهية، وأخرها تبنيها لأسلوب الدعاية والتحريض ضد مصر ودول الأعتدال الاخرى ومحاولتها خلق الفتنة وزعزعة الاستقرار في هذه الدول أسقط عنها قناع الشعارات والتغني بالعروبة والحرص على مصالح الشعوب العربية.

خضير طاهر

[email protected]