أدان تأكيد القنطار بأن اغتيال السادات كان لحظة رائعة
جوديا بيرل ... اعتذار الجزيرة ضرورة أخلاقية لهذه الأسباب

محمد حامد ndash; إيلاف: في مقال له نشرته quot;وول ستريت جورنال quot; أعاد quot; جوديا بيرل quot; والد الصحافي الأميركي quot;دانيال بيرلquot; الذي اختطفه الإرهابيون وقتلوه في باكستان قبل سنوات، أعاد فتح ملف اعتذار الجزيرة عن تغطيتها للإحتفالات التي أقيمت بمناسبة الإفراج عن quot; سمير القنطار quot;، حيث بدأ الكاتب مقاله بتساؤل مفاده ... لماذا يرفض بعض المفكرين والأحرار في العالم أن يؤمنوا بالتطور البشري. تاريخيًا كان هناك عشرات الآلاف من المواطنين العاديين يحتشدون في روما القديمة من أجل الاستمتاع بمشاهدة الحيوانات المتوحشة تمزق البشر إلى أشلاء. والآن مثل هذا المنظر من الممكن أن يثير الدهشة وعدم التصديق.

وتابع quot;بيرلquot; ... بالطبع، إن الوحشية مازالت موجودة، ولكن ليس صوتها عاليا كما كان، وباستثناء عروض القتل المفتوحة التي يمارسها أصحاب الفكر الجهادي، فإن الوحشية لم تعد مادة تستخدم لتحفيز الجماهير. وحتى النازيين حاولوا أن يخفوا أعمالهم عن عيون التاريخ، وسواء كان السبب في هذا الإخفاء هو الخوف أو العار فإن الاتجاه واضح: إن قواعد المجتمع المتحضر تتحرك إلى الأمام، وإن تلك القواعد، وليس استثناءاتها، هي التي تشكل عقول شبابنا الصغار وتبرر آمالنا في عالم أفضل.

وربط quot;بيرلquot; بين فكرته السابقة وبين الإفراج عن quot;القنطار بقوله ... لقد كان كل ذلك حقيقيا حتى أسابيع مضت، عندما تسببت مسيرة سمير القنطار في عودة مشاهد العنف إلى الساحة العامة. إن سمير القنطار هو القاتل الذي حطم رأس طفلة عمرها أربع سنوات ببندقيته عام 1979 بعد قتل والدها أمام عينيها. وقد تمت إدانته وحكم عليه بالسجن 542 عاما، ولم يظهر أي ندم. وقد أطلقت إسرائيل سراحه يوم 26 يوليو في صفقة تبادل رفات اثنين من الجنود الإسرائيليين الذين تم اختطافهما بواسطة حزب الله عام 2006. وقد احتفل حزب الله في وجود زعيمهم حسن نصر الله بالإفراج عن سمير قنطار وقد توافد الزعماء اللبنانيون يسلمون على سمير قنطار ويقبلون هذا الرجل الذي هو رمز لهذا العنف.

وحول تغطية الجزيرة لهذا الحدث قال quot;بيرلquot; ... لقد تحول تركيزي بشكل طبيعي إلى قناة الجزيرة، لأن مشاهديها الذين يتراوحون ما بين 50 إلى 100 مليون مشاهد من المغرب إلى الخليج، تلك القناة التي تعد ضمير ومستقبل العالم العربي وسرت قشعريرة في جسدي عندما أعلنت رولا آمين في قناة الجزيرة الإنكليزية وهي تترجم كلمات قنطار من العربية. تخيل صوتا ينطق باللغة الإنكليزية وباللهجة البريطانية بتعاطف مقصود يقول: أنه يرحب بعودة سمير قنطار بعد قضاء 29 عاما في سجن إسرائيل، لقد قضى سمير قنطار اليوم الأول بعد الإفراج عنه يؤكد على أنه سيستمر في القتال ضد إسرائيل. ويأمل أن يواجه العدو مرة أخرى.

ثم عرضت قناة الجزيرة حفلة عيد ميلاد القنطار في مكتب الجزيرة في بيروت يوم 19 يوليو. لقد كانت هناك الموسيقى وتورتة ضخمة لعيد الميلاد وإعجاب من مدير مكتب الجزيرة في بيروت حيث يقول: أخ سمير، إننا نود الاحتفال بعيد ميلادك معك. إنك تستحق أكثر من ذلك.... عيد ميلاد سعيد أخ سمير. إن ما كان يحدث في روما يعد قليلا مقارنة بما تبثه الآن الأقمار الصناعية من مشاهد قتل ووحشية. تخيل ملايين من الناس يشاهدون نموذجهم المثالي قاتل الأطفال، سمير القنطار، وهو يمسك في يده سكينا كي يقطع تورتة عيد ميلاده مع وجود ألعاب نارية وحوله الحضور.

وتابع quot;بيرلquot; ... تخيل ملايين من أطفال المدارس والمعلمين يتلقون درسا في فلسفة الأخلاق من سيدهم. إنه القنطار الذي يقول: كي نكون أمناء إن عمليتنا قد شملت أهدافا مدنية وعسكرية. ليست هناك أهدافا مدنية، إن الصهاينة أنفسهم يقولون على الإسرائيلي أنه جندي الذي يخدم لمدة شهر واحد فقط في العام. تخيل ملايين من العرب المتعطشين للديمقراطية يشاهدون قناتهم التي يثقون فيها وهي تقدم لهم درسا عمليا في الديمقراطية، بينما الاوركسترا منتظرة في المؤخرة من أجل العزف. والقنطار يقول: إن اغتيال الرئيس السادات كان عملية رائعة.... لقد كانت لحظة تاريخية رائعة، والتي أود أن أشاهد مثلها مرة أخرى.

وحول الاعتذار قال quot;بيرلquot; في ختام مقاله ... في رسالة إلى مكتب الصحافة الإسرائيلية اعترفت قناة الجزيرة يوم 6 أغسطس أن أشخاصا في برنامج الجزيرة قد انتهكوا قانون الجزيرة الأخلاقي، وفق ما نشرته quot;هاارتزquot;. إنني أعتقد أن قناة الجزيرة مدينة بتقديم اعتذار رسمي عام، ليس لإسرائيل، ولكن لمشاهديها بشكل أساسي، لمحاولتها تحويل أطفالهم إلى تقليد سمير القنطار, ومدينة بالاعتذار للمجتمع الصحفي لانتهاكها مهنة الصحافة، والاعتذار أيضا لمواطني العالم لمحاولتها إضفاء الشرعية على قتل الأطفال الأبرياء .