الصورة المهينة للمسيحيين فى موقع الاخوان المسلمين

فوجئت يوم الثلاثاء 28 ابريل بخبر عنوانة quot; بلاغ للنائب العام ضد ملاك مزارع الخنازير فى مصرquot; منشورا فى موقع quot;الاخوان المسلمينquot; على الانترنت يتحدث عن بلاغ من محامى اخوانجى مجهول للنائب العام يطالبة فية بتقديم اصحاب مزارع الخنازير فى مصر الى محاكمات جنائية عاجلة وفى أعلى الخبر وضعت صورة نصفها خنازير والنصف الاخر لمصليين مسيحيين داخل كنيسة قبطية يتوسطها صليب!!

حاولت أن افهم ما هى العلاقة بين بلاغ هذا المحامى الاخوانجى وانفلونزا الخنازير وصورة الكنيسة والصليب والمصليين الاقباط المنشورة مع الخبر فلم اجد ادنى علاقة بينهما اللهم اهانة المسيحيين بطريقة وقحة متعمدة لا تصدر الا من اولاد الشوارع وتحقير وازدراء الديانة المسيحية بطريقة فجة يعاقب عليها القانون فى اى دولة متحضرة غير مصر quot;المتعوسةquot; كما سماها احد الاخوة الكتاب.


وقد قمت مباشرة بعد قراءة الخبر بالكتابة الى موقع الاخوان المسلمين محتجا على هذة الاهانة البالغة التى لوكانت صدرت مثلها من انسان مسيحى لهاجت بكل تاكيد جموع المسلمين فى مصر وكل انحاء العالم الاسلامى وخرجت المظاهرات بسببها تهدد وتتوعد بالانتقام والثار لاهانة الديانة الاسلامية والمسلمين ونبى الاسلام !! وكنت اتوقع ان يصدر اعتذار للمسيحيين من القائمين على هذا الموقع وحذف الصورة المرفقة مع الخبر فورا الا انهم للاسف تصوروا ان نشر ردى او تعليقى على موقعهم كان كافيا وهذا خطأ كبير لان ما تم نشرة هو ازدراء وتحقير صريح للمسيحيين والديانة المسيحيية بدون مبرر او وجة حق.


لا شك ان نشر هذا الخبر فى الموقع الرسمى للاخوان المسلمين بهذا الشكل المهين لمشاعر المسيحيين فى مصر وبطريقة تحاول الربط اوالايحاء بان ثمة علاقة بين المسيحيين وانتشار انفلونزا الخنازير فى مصر لانهم (اي المسيحيين لا يمانعون فى اكل لحوم الخنازير) فية تجنى وتزيف للحقائق والواقع وجهل تام بمسببات انتشار هذا المرض الخطير..


ان هيجان quot;الاخوان quot; ومطالبتهم بالقضاء على مزارع الخنازير فى مصر ليس هدفة خوفهم على بلدهم او حرصهم على وقف انتشار هذا المرض اللعين بين السكان وانما لانهم ينظرون الى الامور ايا كانت من منظور دينى بحت وبعقل جاهل اعمى متعصب.. للاسف ان الاخوان يتصورون ان الغالبية العظمى من اصحاب مزارع الخنازير فى مصر هم من المسيحيين رغم ان الواقع يقول ان هناك مئات من هذة المزارع مملوكة لمسلمين بعضهم من كبار رجال الاعمال المعروفين.. وتصوروا ايضا ان تدمير مزارع الخنازير يعد بمثابة ضربة قوية مؤلمة لعدد غير قليل من المسيحيين المشتغلين فى هذا المجال رغم ان الواقع يقول ان القضاء على مزارع الخنازير فى كل انحاء مصر سوف يخرب الوف البيوت ويزيد عدد العاطلين عن العمل.. والشىء المؤكد هو انة سوف يكلف الدولة والمجتمع المصرى الكثير ماليا واجتماعيا.

لقد كان اولى بنواب الاخوان فى مصر طرح حلول عملية وعلمية لمعالجة ازمة انفلونزا الخنازير والتى من المعروف علميا انها تنتشر وتنتقل من فرد لاخر عن طريق الجهاز التنفسى... وكان اولى بهم بدلا من الدعوة لغلق ابواب الرزق امام الوف المصريين ان يطالبوا المسئولين فى الدولة بمحاكمة اصحاب المتاجر والاماكن المنتشرة حاليا فى كل انحاء مصر والتى تستخدم وتتمسح فى الدين الاسلامى لبيع الاوهام والاكاذيب والنصب على المرضى المصريين الذين يعانون من امراض خطيرة مثل مرض القلب او الكلى او السرطان وغيرهم... الم يسمع نواب الخراب عن المتاجر التى تبيع جهار نهارا العلاج السحرى من هذة الامراض وغيرهما من الامراض الخطيرة المزمنة عن طريق شرب بول البعير والجمال وغيرها من الحيوانات؟؟

واخيرا لا اعرف كيف انساقت السلطات المصرية بغباء وجهل شديد وراء مطالب اخوان الخراب المغرضة واتخذت قرارها بذبح كل الخنازير وحفظ لحومها فى ثلاجات وبيعها فيما بعد لصالح اصحابه ا!!


وماهى الحكمة من ذبح هذة الخنازير اذا لم تكن فى الاصل مصابة باى امراض وتعريض اصحابها - الذين غالبيتهم من اغلب الغلابة فى مصر - للافلاس والجوع والتشرد والنوم فى الشوارع؟


ليت المسئولون فى مصر يدركون ان الخطر الحقيقى على مصر ومستقبلها ليس هو وباء انفلونزا الطيور او الخنازير او غيرها وانما الخطر الاكبر هو انفلونزا التطرف والتعصب الاعمى الذى اصاب عقول بعض المصريين لان الاول لة الامصال والادوية الواقية منة اما المرض الثانى فعلاجة صعب يحتاج الى قرارات حاسمة وشجاعة من قيادات النظام المصرى لمحاصرتة والقضاء علية.

بالمناسبة كاتب هذة السطورلا ياكل لحوم الخنازير او الكلاب او القطط او اى نوع من الحيوانات او الطيور او حتى الاسماك رحمة بها وشفقة عليها من القتل وايمانا منى بان الطيور والحيوانات من حقها العيش والتمتع بحياتها مثلنا تماما.


صبحى فؤاد
استراليا
[email protected]