وصلنى على بريدى اليكترونى رسالة من شخص مجهول يدعى دكتور عـ مـ احاطنى علما بوجود كتاب من تاليفة عنوانة quot; الثورة الاسلامية وغزو العالم quot;.. واوضح لى انه يشبه بروتوكولات صهيون مع الفارق الاخلاقى (حسب قوله)..وقد تضمن كتابة على النقاط التالية التى انقلها نقلا حرفيا من رسالته:

1/أسس العقيدة الإسلامية المعلومة من الدين بالضرورة، ومن لم يلتزم بها يخرج من الملة.
2/إقامة حلف إسلامي ذات تسليح نووي وتغير النظام الدولي.
3/العمل لإعلان مصر دولة نووية، وتسليم الجيش المصري الأسلحة النووية لتوزيعها استراتيجياً لردع جميع الأعداء في العالم.
4/طرد الصليبيين وحلفائهم من الكويت وقطر و فلسطين والعراق وأفغانستان و جميع دول المسلمين.. وتسيير جيوش الإسلام إليهم.
5/أصول العلمانية...والأدلة على كفر من ينتسب إليها.
6/خطط إسقاط النُظم الإسلامية العلمانية... والنُظم المنافقة.. واستبدالها بنظام إسلامي.
7/إعلان وتطبيق دستور إسلامي في جميع الدول الإسلامية.
8/حصر لجميع الدول و المدن الإسلامية في العالم... وتأميم جميع حقول النفط والطاقة و الشركات الأجنبية داخل العالم الإسلامي.
9/عملية البدء لاسترداد أسبانيا والبرتغال وصقلية والبندقية وجنوب فرنسا وغيرهم... وفرض الجزية على الكفار أينما كانوا... ونزع أسلحتهم.
10/إقامة معاهدة دولية وتحالفات عسكرية لمنع قيام حروب نووية.
11/كيفية تحقيق السلام..وتحكيم العلم والعقل... ودعوة رؤساء العالم للإسلام.

وفى نهاية رسالتة لم ينسى كتابة رقم تليفونة للاتصال بة فى حالة اذا كنت ارغب فى الحصول على نسخة من الكتاب او النشر فى جريدة المصرى التى نقوم باصدارها فى استراليا.

ومن عادتى الا اقوم بالتعليق علانية على الرسائل العديدة التى تصلنى يوميا وانما افضل الرد على الشخص الراسل بطريقة مباشرة على عنوان بريدة ولكن لخطورة ما جاء فى هذة الرسالة فاننى افضل ان اعلق عليها من خلال هذا المنبر كما اننى ايضا اود ان اترك الفرصة للقراء للرد على ما جاء فى هذة الرسالة الذى يعكس بصدق وامانة مايدور فى عقول الكثيريين من المتطرفين المتاسلمين وما يضمرونة للعالم شرقا وغربا على السواء من كراهية وعداء شديد لم تعرفة البشرية فى تاريخها الطويل من قبل.

بداية لا اعرف اى نوع من الدكتوراة يحملها او حاصل عليها هذا المدعو عـ مـ .. هل هى دكتوراة من جامعة الارهابى العالمى الشهير بن لادن او مساعدة ونائبة الاول الارهابى المتطرف المصرى المولد الدكتور الظواهرى ام من جامعة الطالبان واولادهم واتباعهم؟؟ واذا كان هذا هو حال عقول المتعلمين والمثقفين وخريجى الجامعات من ابناء الدول العربية والاسلامية فماذا يكون حال الجهلة والاميين الذين لم تسمح ظروفهم بدخول المدارس اوالجامعات والحصول على شهادات دكتوراة مثل الدكتور؟

ان ما جاء من افكار هدامة مخربة فى رسالة هذا المتطرف الذى يحرض ويدعو لقيام حرب عالمية ثالثة هو للاسف الشديد ما يدور حقيقة فى فكر وعقول الكثيريين فى العالم العربى والدول الاسلامية.. هو ما يحلمون بة ويتطلعون لحدوثة.. هو بالتمام والكمال ما يخططون لة ويسعون لتحقيقة بكل الطرق والوسائل المتاحة امامهم من ارهاب وقتل وتفجيرات وعمليات انتحارية هنا وهناك كان اخرها منذ ايام قليلة فى اكبر فنادق العاصمة الاندونسية جاكرتا وادى الى قتل عدد غير قليل من الابرياء.

نعم هؤلاء من عينة الدكتور عـ مـ يريدون غزو العالم والقضاء على كل الديانات الاخرى وفرض الاسلام على شعوب ودول العالم بالقوة والسلاح ولذلك فهم يخططون لامتلاك القنابل الذرية ndash; لان السيوف والخناجر والجنازير لم تعد تنفع - لاستخدامها عند الضرورة ضد من تسولهم انفسهم على المقاومة او رفض افكارهم الشيطانية الظلامية الدموية من شعوب ودول العالم.

اننى اخشى ان اقول ان الثورة الاسلامية قد بدأت بالفعل منذ بداية السبعينيات عندما تولى السادات الحكم فى مصر وقام باعطاء الضوء الاخضر لاخوان الخراب والارهابيين وغيرهم من الجماعات الاسلامية المتطرفة للسيطرة على الشعب المصرى وفرض سطوتهم ونفوذهم علية..

والذى ينظر الى مصر اليوم يرى بوضوح ان حالة التطرف والتردى والتخلف وعدم الاستقرار الذى يشهدة المجتمع هناك هو بكل تاكيد من اهم نتائج هذة الثورة الاسلامية العالمية التى قادها الرئيس المؤمن محمد انور السادات وتركها من بعدة للرئيس محمد حسنى مبارك لكى تعمق جذورها وتثبت اقدامها فى ارض مصر وتكبر برعاية ومباركة النظام وتعطى ثمارها التى كان من ضمنها اول مولود اخوانجى فى قطاع غزة!!

ولاشك كلنا يعرف ان ثورة السادات الاسلامية لم تكن قاصرة فقط على مصر وانما زحفت الى السودان ثم الى الصومال ولبنان وافغانستان وباكستان وبعض الدول العربية والافريقية والاسيوية الاخرى وادت الى فوضى كبرى وحروب اهلية بين ابناء هذة الدول. وبالاضافة الى مصر فقد لعبت ايران بلا شك دورا بارزا هاما فى اعطاء قوة دفع وحيوية للثورة الاسلامية العالمية. وقد كان لثورة ايران ايضا مولودها الاسلامى الاول فى لبنان والمعروف باسم حزب الله.


اعود مرة ثانية لرسالة الدكتور عـ واقول له ان افكارك الشيطانية الهدامة التى وضعتها فى كتابك هى الذريعة والحجة التى سوف تستغلها الدول الكبرى لفرض سيطرتها ووصاياها على الدول العربية والاسلامية اجلا او عاجلا... ان العالم يادكتور لن يسمح لعصابات ايران او حماس او بن لادن او متطرفى اخوان الخراب بامتلاك اسلحة الدمار الشامل لانهم يعرفون انها سوف تكون نهاية العالم وفناء البشرية.

اما عن قولك ان المسلمين يجب عليهم البدء لاسترداد أسبانيا والبرتغال وصقلية والبندقية وجنوب فرنسا وغيرهم فاننى بدورى اطالب هذة الدول بطلب تعويضات باهظة من الدول العربية لتعرضها للغزو والاحتلال من قبل الجيوش الاسلامية وقتل مئات الالوف من ابناءهم.. اطالب بفتح ملفات المجازر الدموية البشعة التى ارتكبت نتيجة تعرضها لغزو الجيوش الاسلامية.

اخيرا وعلى اى حال رغم مرور عشرات السنيين على قيام الثورة الاسلامية الكبرى على ارض مصر وايران وبعض الدول الاخرى الا انها حمدا لله فقد كانت قاصرة على عدد قليل من الدول العربية والاسلامية فقط..

وقد اثبت تجارب هذة الدول ان المزج بين الدين والسياسة هو نوع من العبث والجهل والتهريج والانتحار الاجتماعى والافلاس السياسى ولا يؤدى فى نهاية المطاف الا الى التخلف الشديد والجوع والفقر وتمزيق وحدة المجتمع والتراجع عن ركب الحضارة والانسانية...

صبحي فؤاد