دبي: إذا كان المخرج هيثم حقي قد وضع الأسس، وأرساها، ووطَّدها، فإن المخرج حاتم علي هو من أعلى البنيان، وتسامق به، حتى وصل به ذرى نالت المخرج السوري حاتم عليالاعتراف العربي، قبل السوري، وجعلته المخرج الأشهر، في حقل الدراما العربية عمومًا، باعتباره القادر على الادهاش كل مرة، سواء عبر لغته البصرية، أو اهتمامه بالتفاصيل؛ أدقها.
ومع ذلك فإن المخرج حاتم علي، القادم من الأدب quot; له مجموعة قصصيةquot;، ومن المسرح quot;طالبًا في المعهد العالي للفننون المسرحية، ومن مدرّساً فيهquot;، والمتألق تلفزيونيًا quot;ممثلاً، مؤلفًا، ومخرجًاquot;، لم يكفّ عن التعبير عن أحلامه بالعمل السينمائي!.
هكذا كأنما السينما تبدو هنا صنو المسرح، على صعيد الحلم، فمن النادر أن تجد ممثلاً تلفزيونيًا لا يعبر عن حلمه بالوقوف على خشبة المسرح؛ أبو الفنون جميعًا، كما يقولون، خاصة وأن الغالبية الأعم من ممثلي التلفزيون لدينا، إنما هم من خريجي المعهد العالي للفنون والمسرحية، ووجدوا في التلفزيون ملاذًا لهم بغياب حركة مسرحية نشطة، كافية ووافية!.
وسيكون من الملفت أن النجاحات الباهرة، من حيث الشهرة والإنتشار، وحتى الثروة، لم تغن هؤلاء جميعاً عن نشدان حلم السينما، والعمل بها تمثيلاً أو إخراجاً!..
وفي الوقت الذي يمكن رد النهضة الدرامية السورية، على الصعيد الفني، على الأقل، لجهود القادمين من عالم السينما، ودارسيه، كما في حالة المخرج هيثم حقي، التي ذكرنا، فمن الجدير أنها ترافقت بشيء من التنظير، بصدد وجود لغة سينما، ولغة تلفزيون، وانقسم المنظرون بين وجود أو عدم وجود هذه اللغة أو تلك!..
ومع تأني التنظير هذا، أثبتت التجربة العملية المتسارعة أن كسر البنية التقليدية للمسلسل التلفزيوني quot;انظر: البنية الجديدة للمسلسل التلفزيوني، لقيس الزبيدي، دار قدمس 2005quot;، وخرق التقاليد المُتعارف عليها، طوال سنوات مضت، من عمر الدراما التلفزيونية، والتي أفضت بالتالي إلى التصوير بكاميرا واحدة، واعتماد مبدأ اللقطة في البناء، والخروج من الأستوديو.. إنما كانت في النهاية محاولات عملية للاقتراب من سينمائية التلفزيون.