كامل الشيرازي من الجزائر: كشف المخرج السينمائي التونسي عبد اللطيف بن عمار، السبت، عن عمله الجديد quot;شامة وألم النخيلquot;، وهو فيلم طويل من إنتاج جزائري تونسي مشترك انتهى من تصويره مؤخرا وسيتم عرضه قريباً بصالات العرض، ويُعد هذا العمل هو الثاني من نوع الأعمال المشتركة لبن عمار بعد إخراجه فيلم quot;عزيزةquot; عام 1981.
وقال عبد اللطيف بن عمار، على هامش عرضه لقطات من فيلمه، أنّه لقي مصاعب كبيرة في إنتاج quot;شامة وألم النخيلquot; الذي تم تصويره بشكل سريع رغم العراقيل، وتدور أحداث الفيلم في تونس، حيث يحكي قصة البنت التونسية quot;شامةquot; التي استشهد والدها في حرب بنزرت، وتستغل شامة عملها لدى أحد المؤرخين، لاكتشاف حقيقة ما وقع في quot;حرب بنزرتquot; التي حدثت في صيف العام 1961، وتسببت باستشهاد ستة آلاف تونسي بنيران الفرنسيين.
وتتعرف البطلة quot;شامةquot; على فنان جزائري مقيم بتونس رفقة زوجته نبيلة وهي صديقتها أيام الدراسة، لتنطلق مغامرة quot;شامةquot; بحثا عن الحقيقة، لتتواتر الأحداث وتتداخل، مستذكرة فصول مكتومة من تلك المجزرة التي ظلت جرحا في عمق الروح التونسية على مدار الـ48 عاما المنقضية.
وبرّر عبد اللطيف موضوعة فيلمه، بحتمية العودة إلى دور المثقفين وإنهاء quot;تزييفquot; التاريخ الذي ظلّ مشطورا بين التاريخ الرسمي وتاريخ الذاكرة الشعبية.
الفيلم الذي أنتجته الجزائرية quot;نادية شرابيquot;، اشترك فيه كوكبة من الممثلين التونسيين والجزائريين، بينهم: ليلى واز، علي ناجح، العربي زكال، سيد علي مازيف، ريم تاكوشت، حسن كشاش، فيما تولى الفنان الجزائري quot;فريد عوامرquot; كتابة موسيقى الفيلم.
واستهجن عبد اللطيف بن عمار عدم وجود سوق للسينما العربية بسبب ما يٌثار كل مرة عن عارض اللهجة، وشدّد المخرج التونسي المعروف على كون التاريخ والدين والأصل واحد، ما يجعل الأرضية واحدة مع جميع الممثلين العرب مهما تعددت جنسياتهم، وجزم بن عمار أنّ مستقبل السينما العربية مرتبط بمشاريع إنتاج ثقافية، تنهي هيمنة الصور والقوالب المصدّرة إلى العرب من الغرب، مُبديا أسفه لكون السينمائيين العرب لا زالوا يعانون كثير من المشاق والصعوبات في سبيل إنجاز الأعمال المشتركة، ما جعل المنتجة quot;نادية شرابيquot; تركّز على أنّ الرهان يكمن في فتح نقاش حول الإنتاج السينمائي العربي- العربي.