عبدالله الحمد من جدة: روجيناصنع السيناريست أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز فلم quot;علَّمquot; علامة فارقة في السينما المصرية, فيلم quot;الفرحquot; يجعلك quot;تخجلquot; من نفسك حينما quot;تستمتعquot; في مشاهدة quot;المعاناةquot;.
فيلم quot;الفرحquot; لوكيشن واحد, ولكن كان، ببراعة، quot;مساحة كلاكيتquot; لعدَّة متناقضات؛ خيمة الفرح المنصوبة وسط حارة من حارات القاهرة .. نصبها quot;زينهمquot; بنوايا فرح تـُخبئ الكثير من النوايا الأخرى! فكانت تطبيق لمثال quot;وراء الخيمة ما وراءهاquot;.
تلك الخيمة الفرائحية، التي نصبت في زفاف مفبرك لجمع مال النقطة لأب عائلة فقيرة تسعى لشراء ميكروباص، جمعت تلك الخيمة الفرح مرة والكآبة مرات, كانت تلك الخيمة بمرتاديها مجمع للكوميديا السوداء مرة و لدراما القسوة في أفظع صورها مرات.
كل ما في تلك الخيمة بدأ يتشرب اللعبة, فقد جاء quot;معازيمquot; الفرح بنوايا ظاهرها الفرح وباطنها أشياء فضحها مخرج الفلم بقسوة ممتعة! لقد روض المخرج سامح عبدالعزيز مشاعرنا الهائجة وجعل منها quot;خاتمquot; في أصبعه يقلبها كيف يشاء. فحينما تبلغ قمة الفرح والضحك فجأة، وبضربة سوط واحدة، يجعلك تبكي بقسوة.
فيلم quot;الفرحquot; رسم به السيناريست أحمد عبدالله سيناريو من صنف quot;ما لا عين رأتquot; عرى به حتى النوايا، فضح الفرح حتى خواطر النفس عند المشاهد فضحها أمام نفسه قبل أن يفضحها أمام الأخر .. وحتى أكون منصفًا .. لم تكن تلك الخيمة البطلة لتقوم لولا أعمدتها أدائية ممتازة من طاقم ممثلين يغلب عليهم الشباب .. كان جميع الطاقم يقدم شخصيات الفيلم بوعي وإتقان ..لم يكن في فيلم quot;الفرحquot; شخصية كومبارس .. الكومبارس في لحظة من اللحظات يقنعك انه هو الفرح بكل تناقضاته .. من زينهم بتاع الفرح إلى النبطشي quot;عسلquot;، بل حتى quot;ميكرفونquot; الفرح المنصوب في الحارة والذي كان يمارس دوره وسلطته في فضح تلك الخيمة وفرحها المزيف.. كلهم كانوا بكل أمانة quot;في الفورماquot; فيلم الفرح يجعل الإنسان يخجل من نفسه ومن نواياه وأفكاره, فقد كان وجبة محاسبة للنفس بطريقة ممتعة وقاسية ومضحكة ومبكية، لقد كان صدمة نفسية تحتاجها عقولنا ومشاعرنا منذ فترة طويلة من شاشة مصر السينمائية.