لندن: بعد فيلم quot;فهرنهايت 9/11quot; حول حرب العراق وفيلم quot;سيكوquot; Sicko الذي يرفع الغطاء عن حقيقة الخدمات الصحية في الولايات المتحدة، صوَّب السينمائي المشاكس مايكل مور كاميرته هذه المرة نحو الاقتصاد الاميركي عمومًا بشريط جديد. وتقول صحيفة quot;التايمزquot; البريطانية إن الفيلم نال في عرضه الأول خلال مهرجان البندقية اعجاب الجمهور والنقاد الذين قابلوه بالتصفيق في نهاية العرض فيما ابدى بعض المتفرجين حماستهم للفيلم من اللقطة الاولى.
لقطة من فيلم الرأسمالية: قصة حبيركز فيلم مايكل مور الجديد quot;الرأسمالية: قصة حبquot;، على وول ستريت، قلب الرأسمالية الاميركية فيما تقوم الشركات بدور الشرير من خلال ممارساتها على أرض الواقع، كما يصورها الفيلم.
يبدأ الفيلم بوضع الامبراطورية الرومانية ايام احتضارها بعدما شاخت وترهلت، بجوار واشنطن قبل ان يطوف على أمراض اميركا الاجتماعية والاقتصادية في جولة كاشفة. عائلة تُطرد من البيت الذي بنته بنفسها في مزرعة تعيش فيها وتعتاش منها منذ اربعة اجيال. سمسمار عقاري طفيلي يروي بوقاحة كيف يزدهر عمله ويزداد دخله من مصائب الآخرين. كما يفضح الفيلم المنافع المادية التي تجنيها الشركات الاميركية من موت عمالها وموظفيها عن طريق بوليصات التأمين على الأيدي العاملة. ويقدم الفيلم حشدًا من القساوسة والاساقفة الذين يعلنون ان الرأسمالية نظام غاشم وهو ليس في الحقيقة النموذج الاقتصادي المفضل لدى السيد المسيح. وتنفتح عدسة الكاميرا بنهم على نحيب الاطفال واستغاثة المسحوقين والمحرومين.
تقول الناقدة ويندي آيد في صحيفة quot;التايمزquot; ان الفيلم يتسم بتناوله المباشر ولكن حتى الذين يرفضون حضور مور امام الكاميرا سيجدون أنفسهم مضطرين الى الاعتراف بأن تقنياته شديدة الفاعلية حتى وإن كانت تُختَزل في النهاية الى معالجة ما هو بديهي على نحو ساطع ثم تقوم بتبسيطه حتى أكثر.
موضوع الفيلم مطروق سينمائيا وتناولته بصورة اشمل افلام مثل The Corporation (2003) وI.O.U.S.A (2008) الذي رُشح للاوسكار. ولكن الناقدة آيد تقول ان ما يتمتع به السينمائي مور من سمعة سيتكفل بوصول رسالته الى جمهور أوسع.
القضية التي يطرحها مور بشكل مقنع في quot;الرأسمالية: قصة حبquot; ان الأمور ليست على ما يرام في اميركا. وبفضل اسلوب مور المتميز في استخدام المادة الارشيفية وتحريرها بطريقة تعتمد الفكاهة واللعب يعتبر هذا عملاً ترفيهيًا بقدر ما هو عمل سجالي.
ينهي مور فيلمه الجديد بما تعتبره الناقدة آيد اقرب الى شعار الحملات الانتخابية حين يقول quot;إني ارفض ان اعيش في بلد كهذا ولكني لن أهاجرquot; ثم يحث الآخرين على الانضمام إليه في تمسكه بوطنه واصراره على اصلاحه.