محمد الحمامصي من القاهرة: يرقد الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم بالغرفة رقم 517 بمستشفي السلام الدولي بحي المعادي بعد نقله أمس الأول في ساعة متأخرة في حالة إغماء ، وكان لارتفاع في ضغط الدم مع مرضه بحساسية الصدر قد رجح حدوث جلطة بالمخ ، لكن ابنته نوارة والطبيب المعالج بالمستشفي أكادا أنه لم يصب بها
وعلي الرغم من تأكيد المقربين لنجم علي أنه يتماثل للشفاء وأنه بحالة مطمئنة وسينقل من العناية المركزة الليلة إلي غرفة عادية ليتاح للأصدقاء زيارته إلا أن المستشفي أكدت إصابته باضطراب في الوعي وأن حالته الصحية غير مطمئنة . وكان الشاعر الكبير قد أمضي ليلة إصابته ساهرا مع مجموعة من أصدقائه بالجريون (مكان عادة ما يسهر فيه الكتاب والشعراء بوسط القاهرة) وعقب وصوله للبيت دخل في حالة الإغماء .
نجم من مواليد مايو 1929 محافظة الشرقية ويعد أحد أهم شعراء العامية في مصر ، عبر بقصائده عن قضايا الشعب و الجماهير الكادحة ضد الطبقات الحاكمة الفاسدة ، وبسب ذلك سجن ما يقرب من ثمانية عشر عاما .
تنقل نجم بين مهن كثيرة كواء..لاعب كرة.. بائع ..عامل إنشاءات وبناء.. ترزي. و في فايد و هي احدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة و الكتابة و بدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى. و اشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 و تشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة و العمال. يقول نجم: كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, و هي مرتبطة في ذهني ببداية و عيي الحقيقي و العلمي بحقائق هذا العالم, و الأسباب الموضوعية لقسوته و مرارته. ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين وإنما كانت أغان عاطفية تدور في اطار الهجر و البعد و مشكلات الحب الاذاعية التي لم تنته حتى الآن . و في الفترة ما بين 51 الى56 اشتغل شاعرنا عاملا في السكك الحديدية. وبعد هذه الفترة بدأ في نشر دواوينه سجن عدة مرات بتهم مختلفة