عندما تجد كلبا ميتاً يجلس على الرصيف، وينظر إليك.. سوفَ تكون يا بني قد قطعت أميال في طريقكَ إلى السوسن النائم، بعيداً، وعلى قمم جبالٍ، يفرطها بللُ الشتاء بثلجٍ باكٍ.
كأنكَ لا ترى. مدَّ إصبعكَ في حدقته وغنِّ، أدره دورةً كاملة وانتظر، سينسكبُ بياضاً على يدكَ وتغفو في مفاتنٍ مبهورةٍ بالرحيق، ويسيلُ دمكَ العلوي نازلاً حدودَ جناحيه الأبيضينِ إلى مدارجِ نور وهلاك.
الناس جميعاً سيقفونَ فوق الجثةِ، ويعفرونَ أنفسهم بالخطايا والعذابات. الأمير قبل الشحاذ سيخلعونَ ملابسهم، ويمثلون طقس موت ادنيس بشكلٍ آخر. التاريخ سيرهق نفسه، كثيراً في سبر أغوار قصة موت الكلب المفتوح العينين، وإصبعك المقصوص في عينه كدليل واضح، أنكَ عورته وأنه أكلك... ما أبقى غير إصبعك!
من يومها الأصبع سيصيرُ رمزاً للشيطان، والكاهنُ لن يقبل منه إلا أن يكونَ أعورا، والكلاب التي تهربُ سالمةً بعينيها الاثنتين من حدود الجنون، ستلاحقها أشباحُ سيدها المقتول.
أنتَ ستكونُ في السديمِ ماشياً مع كلبكَ، وتتحدثان بكلامٍ تافهٍ وتشربان البيرة!