ألتَّعَبُ لا يُذْرف الرُّوح مرّتيْن
والطّريق، مهْما قِيل، لا تَنْتحِب إلّا عِنْد مُفْترق الصُّراخ
لذلك،
عَلى حافِرٍ مِنْ رَماد،
يشْبكون الأيْدي بالأيْدي، ويهوُونَ شَمالا
لا يحْتاجُ الْوَاحد مِنْهم،
وهو يُقيم، بحَنين، على شَفير الأصْداء الْبَعِيدهْ
إلّا إلَى نفْسه الْمَمسُوسة مِن الْحَياة، الّتي
درَجتْ، عامَ الْبُغاث، في عُشّ الْمآسي
.......
.......
يهبُّون منْ أفْرِشتِهم صَباحاً
خُيولاً ضجَّ فيهَا الشّوْق إلى أثَرٍ مَّا
علَى قَمَرٍ أوْ أرْجُوانْ
ويقْضُون يوْمهُمْ في الدُّعاء على الدّيك الّذي
اسْتَحَر قبْل أَوانِه، والْمَرأة الّتي ابْتَلعَها فرْو الثّعْلب،
والْعَائِلة الّتي انْحَرفَتْ، عمْداً، عنْ آدابِ الْمَائِدة
لا ينْسَوْن أنْ يَحْسُوا نخْباً
في زحْمة الْأَنْفال
وقْتَما
يُديرون ظَهْرهُم، أجْوَف، إلَى برْد الشّمال
صوْب الأرْض،
مُسْترِقِين الرُّوح
لصَهيلِ خامِلٍ في الْجِبالْ...