في روايته الأولى (سيرتها الأولى):
محمود عبد الوهاب يستكمل مسيرة إحسان عبد القدوس

محمد الحمامصي من القاهرة: تسعي رواية (سيرتها الأولى) الصادرة أخيرا عن دار شرقيات للكاتب محمود عبد الوهاب أن تختط طريقا في الرواية المصرية يستكمل ما بدأه الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وهو عالم الطبقة الوسطى والعليا في المصري وما تعتمل به من هموم ومشكلات وأحلام وهواجس، حيث يقدم قصة حب ـ لا يمكن التأكيد علي كونها رومانسية ـ غير منفصلة في رؤاها عن الواقع المعاش في الطبقة الوسطى، ويتمتع الكاتب بأسلوب مشوق لا يخلو من هدوء وإن كان عميقا، وقد استقبلت الرواية باحتفاء من جانب النقاد والمبدعين المصريين علي الرغم من كونها الرواية الأولى لكاتبها الذي يكتب القصة القصيرة.

* حدثنا عن تجربة رواية (سيرتها الأولى) وهل تمثل تجربتك الأولى مع الكتابة الروائية؟
** نعم هذه الرواية هي روايتي الأولى، وقد بدأت تجربتها منذ خمس سنوات فقط حيث التقيت صدفة مع الكاتبة سهام بدوي وتطرق بيننا الحديث إلي الأدب والأدباء وإلي أنني أكتب يومياتي ـ مذكراتي منذ عام 1979، وكانت سهام هي الإنسان الوحيد الذي قرأ هذه اليوميات، كان ذلك في منتصف 2002، وأخبرتني بأنني يجب أن أكتب الرواية والقصة، وبدأت أولى محاولاتي بكتابة (سيرتها الأولى) بالتزامن مع كتابة القصة القصيرة، وبالنسبة للقصة لم يمض أكثر من ستة أشهر حتى كتبت أول قصة تصلح للنشر، وتعرفت علي الأستاذ محمود الورداني الذي قرأ قصصي وأعجب بها وبدأ نشرها في أخبار الأدب، وكانت أول قصة لي بأخبار الأدب قصة (المرأة)، وتوالت بعد ذلك قصصي التي نشر معظمها في أخبار الأدب ومجلة أمكنة التي يرأس تحريرها الشاعر علاء خالد، وفي هذه الأثناء كنت قد دخلت مرحلة الكتابة الثانية والثالثة للرواية، وكنت أحيانا أتركها لمدة تصل لستة أشهر ليأسي من قدرتي علي إكمالها بالصورة التي أتمناها لأول عمل روائي لي..وها هي تصدر ويحتفي بها مبدعون ونقاد بمقالات ومناقشات كثيرة.

* ماذا قصدت بعنوان الرواية (سيرتها الأولى) وهو عنوان مطابق وكاشف لمضمون الرواية؟
** لقد اخترته عامدا بعد تدقيق كبير ما بين نحو ستة عشر اسما، ومما أعجبني في هذا العنوان إتاحته الفرصة للسيرة الثانية لشخصية نسمة مظهر بطلة الرواية، فهناك الكثير لم أقله في هذا العمل، وقد كان هذا ضروريا في هذه المرحلة، ولكنى لن أستطيع الإفصاح عن آليات العمل الثاني وكيفية تداخل شخصية نسمة مظهر فيه مع الشخصيات الأخرى التي سترد، ولكن ما أعلمه عن نفسي حتى الآن هو أنه سيكون مكتوبا بأسلوب مختلف.

* أيضا غلاف الرواية جاء أثر قدم، هل ترى العلاقة بين العنوان والصورة والمضمون؟
** نعم جاء الغلاف في غاية التوفيق للمبدعة هبة حلمي، جاء لقدم امرأة وهي التي تأتي أحبها البطل سامح بكل تفاصيلها.
أيضا القدم في الغلاف جاء تبيانا لمدي العشق الذي عشقه سامح لنسمة، أنت إذا عشقت حتى الثمالة، تعشق كل شيء في الحبيب، حتى أن المثل المصري يقول (التراب اللي بيمشي عليه).

* ألا ترى أن شخصية نسمة مظهر بطلة الرواية ومحورها ليست بالشخصية الإشكالية؟
** لا أفهم معنى كلمة شخصية إشكالية وغير معنى بهذا الأمر، أنا أكتب عن شخصية جميلة فريدة لا تتكرر، لديها طموح اجتماعي ومهني وتتميز ببساطة متناهية، ولا تتكرر هذه الصفات كثيرا في إنسان رجل أو امرأة، وربما تكون بهذا المعنى شخصية إشكالية وإن كنت أكرر أنا غير معنى بهذا الأمر.

* ولماذا قصة حب فاشلة دون عنفوان حتى في رؤيتها للجنس؟
** وهل العنفوان ضروري لكي تكون قصة حب فاشلة؟ أنا أرى علاقة، هي فاشلة لأن هناك اعتبارات أخرى اجتماعية أقوى من مجرد الحب، لا شيء غير ذلك.

* تمثل الرواية كتجربة روائية أولى برأيك ما الإضافة التي تحققها علي الاقل بالنسبة لرواية جيلك؟
** الإضافة هو العالم الذي تدور فيه، والذي لم يعد أحد يتكلم عنه في الأدب بعد إحسان عبد القدوس، عالم الطبقة الوسطى والعليا، الأغلبية تكتب الآن عن المهمشين والمخدرات وهو عالم لا أستطيع كتابته لأني لا أستطيع الكتابة عن عالم لم أعرفه أو أعشه، هنا عالم الطبقة الوسطى وهو عالم خصب ما زال به الكثير لم يكتب بعد، وسأستمر في كتابة عوالمه التي رأيتها ولمستها وعشتها وشممت رائحتها وكنت واحدا من أفرادها.

* وماذا عن قصصك القصيرة؟
** قصصي القصيرة ستصدر في مجموعة خلال العام الحالي تحت عنوان (كل شيء محتمل في المساء) وهو عنوان إحدى القصص في المجموعة.