في البدء نتوازى:

كنت أسير تحت شجر اللوز.. كنت تحضن حبيبتك
كنت أستنشق غبار سيارات الأجرة.. كنت تشتري لها الورد
كنت أستيقظ على صلصلة جرس سيارة الغاز.. كنت تعزف لها على الربابة
كنت أجرب الثياب الجديدة في غرفة القياس.. كنت تكوي لها ملابسها القديمة
كنت أشرب الحليب.. كنت تعد لها القهوة
كنت أطير في سماء الله.. كنت تمسك يدها على الأرض
كنت أمشي حافية على الشاطئ.. كنت تربط حذاءها
كنت أقرأ الشعر.. كنت تغسل شعرها
كنت أكتب لك الرسائل...
وكنت تقرأها لها

في المنتصف تتواطأ الطبيعة:

كانت هناك غيمة واحدة
تعبر سماء الله من مدينته إلى مدينتي
وكنا نبتسم لمرآها
أنا في الصباح، وهو في المساء
أنا في المساء، وهو في الصباح
لكن الغيمة أمطرت، في مدينته
فنما الورد في شرفته
فأهداه إلى امرأةٍ
أصبحت زوجته

في الختام نكتب قصيدة هجاء:

أنت مجرد عود نعناع وحيد أنا زرعته في عين العاصفة
أنت مجرد زهرة عباد شمس صغيرة أنا سقيتها في الظلام
أنت مجرد زوبعة عابرة صنعها جسدي وهو يدور بسرعة الريح
أنت مجرد قميص أبيض معلق في بيت بلا مشجب
أنت مجرد خطوة صغيرة نسيت أن أرجع قدمي بعدها
أنت مجرد خطوة صغيرة تذكرت أن أرجع قدمي بعدها فساخت في رمل
أنت مجرد إصبع صغير متقشر تحت حنفية المطبخ
أنت مجرد قدم صغيرة في حذاء واسع
أنت مجرد نجمة بعيدة ووحيدة ويائسة في سماء سوداء
أنت مجرد قلم رصاص سها في مشبك دفتر أحمر
أنت مجرد صوت معلق على حبل غسيل مشدود فوق البحر
أنت مجرد خوف ناعم مرق في حرير ثوبي
أنت مجرد خدش سطحي في مرآة الدولاب
أنت مجرد جرح بسيط في بلاستيك الثلاجة
أنت مجرد صحن فواكه منسي على طاولة المطبخ
أنت مجرد خطوط ملونة في بنطلون جارنا
أنت مجرد قبعة على رأس راكب الدراجة
أنت مجرد نملة في كتاب الأطفال الملون
أنت مجرد عواء متوحد لذئب القلب المنفلت
أنت مجرد أب ميت لأطفالي القادمين

www.jokha.com