للقصة كبنية سردية القدرة على مزج بنيتين متغايرتين من حيث المرجعيات و الجنس الكتابي الذي تنتميان له، بألية تناصية تنحو بالنص الى اعادة تشكيل محفزاته القرائية، بتفاعل البنى الدلالية لهما والبنية الخطابية التي يقدم بها (انا النص) نفسه كراوية حاضر (بضمير المتكلم) والتي قد تضفي بناءا نفسيا خاصا ، يؤثر ويتأثر بالبنية العلائقية والشكلية العامة للنص ، فلكل نص متناص مع موضوعة معرفية(تاريخية، ميثولوجية.... أو غيرها) بنى دلالية تنعقد بينها وبين تلك الموضوعة اواصر خاصة لتبقيه يدور في فلكها ، ترسم المتن القرائي الذي يقترحه التواتر المتواصل بين هذه البنى المتناصة، بألية قرائية ادراكية ، تستند الى المدى المعرفي للذات المتلقية، وبأندماج هذه البنى تعطي بنية جديدة مغايرة تظهر البنية العلائقية والشكلانية التي تجسد قالب الخطاب الدلالي العام، بعد ان ارتبطت تلكم البنيتين في بنية خطابية جديدة الا وهي البنية القرائية المقترحة.
ولقراءة نص (انا.. على رقعة الشطرنج) للقاصة ازهار علي حسين، يجب اظهار البنية العلائقية والشكلانية التي تتجسد من خلال انشطار البنى الدلالية، والتي هي اولاٌ: رقعة الشطرنج والتي هي فضاءين منشطرين /لأحدهما الاحجار السوداء وللاخر البيضاء /، ثانيا: الشخصية الرئيسية المنشطرة الى ذات حاضرة ومنعكسة بالمرآة / شاطرة نفسي نصفين عدوين /، والانشطار الجسدي /مقسمة يدي بينهما / ، والانشطار الروحي / العب بروحين عدائيين /، ثالثا: الشخصية الميثولوجية (آمو) /اتهيأ ليلة بهيئة رجل لأذهب الى حبيبتي المرآة وأذهب بأخرى بأمرآة الى حبيبي الرجل/، رابعا: انشطار النص الى فضاءين احدهما فنطازي والاخر ميثولوجي.
لو قرأنا النص بتمعن، سنجد ان النص يعيد لم شتات انشطاراته ويدخل في هارمونية تعطيه بنية دلالية متماسكة، تندمج فيها انصاف الانشطارات، بادئة بالشخصية الرئيسية /شعور بالامتلاء بنشوة النصر على النفس بما يعطيني قوة ألم بها شتات انصافي /، / اسمر عيني في عيني مركزة ذاتي / وايضاٌ لَم انشطار الشخصية الميثولوجية من خلال توحدها داخل حجر الشطرنج / قرر حبسي بحجر الشطرنج /، ويتم توحيد شطري النص بواسطة الانتقال من الفنطازيا الى الميثولوجية بأسطرت الواقع الفنطازي عند اندماج الشخصيتين الرئيسية (انا النص) والميثولوجية ، في الناحية الذاتية / ارى صورة تشبه صورتي وبنظرة غير نظرتي وكلام غير كلامي وحركة غير حركتي/، والروحية / لم تجد لها مستقرا اروع من روحك لتكوني انت انا، وانا انت / ، والجسدية /تدخل جسدي مديرة فيه الدماء /.
والنص وهو يوحد بين الانشطارات ــ البنى الجزئية داخل بنيته الكلية ـــ يسعى الى تمرير ثيمته الرئيسية والتي هي ثيمة هروبية انفصامية يقوم عليها المستوى التأويلي، تنتج من حالة الشعور بالوحدة النفسية والاجتماعية / اجد فيها ذاتي المتهمة بالجنون من الناس /، / يجنبني مرارة الخسارة التي لا استطيع التفكير فيها حتى امام نفسي /، وايضا / بأنشطارك الغريب عن البشر / ، لذلك فأن هذه الوحدة تفرض على (انا النص) ان تسعى الى التخلص من واقعها النفسي والاجتماعي بالهروب والانفصام الى واقع افتراضي مغاير عن الواقع الحقيقي، اذ ان هذه الانشطارات هي عبارة عن انشطار العالم الحقيقي الى عالم هروبي واخر انفصامي، وايضا عدم استطاعة (انا النص) من المفاضلة بين الابقاء على عالمها المنشطر أو الهروب الى الوجود المتوحد داخل حجر الشطرنج / التعرف على الماضي احب لك من الحرية فأختاري ان تكوني سجينة أو ابقى معك نلعب الشطرنج /، / وكان علي الاختيار/.
منتدى الشطرة الابداعي
التعليقات