تم مساء يوم الاربعاء 26 سبتمبر 2007 مناقشة الرسالة الجامعية المقدمة من الاستاذ الباحث نصر محمد سعد القذافي لنيل درجة الماجستير في الدراسات الادبية حول تقنيات السرد الروائي في ثلاثية احمد ابراهيم الفقيه وذلك بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في قسم الاداب بها، وقد جرت المناقشة بقاعة المعهد الرئيسية بمقره، بشارع قصر العيني بالقاهرة، وقد تم انجاز الرسالة تحت اشرف الدكتور صلاح فضل، رئيس قسم النقد الادبي، بكلية الاداب، جامعة عين الشمس الذي ترأس جلسة المناقشة وشارك فيها كل من الاستاذ محمد نجيب التلاوي عضوا، والاستاذ محمد بريري عضوا، وقد افتتح الدكتور صلاح فضل جلسة المناقشة العلنية للرسالة بالترحيب بالحاضرين وبالاستاذين المشاركين في الجلسة، واكد على اهمية هذه الدراسات التي تلقى الاضواء على اعمال ادبية صارت معالم علي طريق تطور السرد الروائي العربي مثل هذه الثلاثية، وذلك باستخدام المدارس الحديثة في النقد الادبي والاستفاذة منها في تقديم قراءة جديدة لهذه الاعمال، وكيف انه سعيد لتوجيه الطالب صاحب البحث للاعتناء بدراسة التقنيات بدلا مما تلجا اليه دراسات ودارسين ينتمون لمدارس تقليدية في البحث والنقد والاهتمام بالمواضيع والمضامين واهمال الجانب التقني الفني لمثل هذه الاعمال السردية ثم طلب من الطالب الباحث ان يقرأ تلخيصا لرسالته ولمحة موجزة للافكار الرئيسية التي احتوتها،فاجاب بانه اعتني في هذه الاطروحة باستعراض الرصيد النظري السابق لدراسة الاعمال الادبية وفق هذا المنهج وهذه التقنيات، وقدم ملخصا لكل جزء من الاجزاء الثلاثة للرواية وهي الجزء الاول الذي يحمل عنوان ساهبك مدينة اخرى والذي يدور في ادنبرة شمال بريطانيا حيث ذهب بطل الرواية خليل الامام للدراسة والجزء الثاني هذه تخوم مملكتي الذي يدور في مدينة وهمية مستوحاة من مدن الف ليلة وليلة ويتحدث عن مغامرة روحية صوفية يعيشها ذات البطل والجزء الثالث الذي يدور في طرابلس ليبيا وما يحدث من خلل في علاقته بالمجتمع الذي منه بدا واليه يعود هذا البطل الاشكالي الذي تدور حوله الاجزاء الثلاثة من الرواية ثم تحدث الباحث بعد ذلك وباختصار شديد عن تصوره للمنهج النظري المعتمد للاشتغال على الرؤية ضمن الثلاثية مثل رؤية القلق والسوداوية ورؤية البعد العاطفي والجنسي والرؤية العاكسة للموقف الايدولوجي والتقسيم الطبقي والرؤية الدرامية ضمن مستوى السرد ثم الرؤية الغرائبية وارتفاع النسق الدرامي في الثلاثية، واختار في مجال تقنيات السرد الروائي ان يتحدث في الاطروحة عن تاطير مفهوم الرواي ثم تقنيات المفارقة الزمنية وتقنيات الايقاع الزمني والحديث عن الترابط بين المكان والحدث والشخصية من خلال مستويات الحكي، ثم خصص فصولا للحديث عن التفاعل النصي في الثلاثية واشكال هذا التفاعل وانماط الصيغ السردية ضمن مستوى الخطاب وجماليات هذه الصيغ السردية ، مستفيدا في كل ذلك من الانجازات الالسنية الحديثة في تحليل الخطاب الروائي، وتطبيقها على نص من اهم النصوص في مدونة الرواية الليبية وهو نص الثلاثية الروائية لاحمد ابرهيم الفقيه.
واعطى رئيس الجلسة الكلمة لزميله في الجلسة الدكتور محمد نجيب التلاوي بعد ان قدمه باعتباره احد الاساتذة االجامعيين المعنيين بهذا الموضوع والف كتبا كثيرة عن السرد الروائي وتقنياته صارت مراجع للدارسين، فاشار في مستهل حديثه لسعادته بالمشاركة في هذه الجلسة لاسباب ثلاثة لانها تجمعه مع الاستاذ صلاح فضل احد رواد الحداثة في النقد الادبي، وزميله الاستاذ بريري، وذكر ان السبب الثاني هو النص الادبي الذي تناقشه الاطروحه لانه يحمل تقديرا عميقا لهذا النص وابداعات كاتبه الكاتب العربي الليبي احمد ابراهيم الفقيه وثالث هذه الاسباب هو البحث نفسه الذي جاء متفقا مع مايريده لابحاث الدراسات العليا ودعوته دائما بان تعتني بطرائق واساليب وتقنيات الكتابة بدلا من الطريقة التقليدية التي كان يستسهلها بعض الباحثين في الحديث عن اغراض الكاتب ومواضيعه ثم باشر في استعراض ملاحظاته عن الاطروحة بادئا من تشريح العنوان والفرق بين بنية الرواية وتقنيات السرد فيها وراى ان الكاتب توسع في التنظير وتوسع في التقديم وكتب استعراضا لتاريخ القصة والرواية في ليبيا لا يصب كله في الهدف المبتغى من الاطروحة لكنه اشاد بالتطبيق والاجراءات البحثية التي اعتمدها الكاتب في تحليله لهذا النص الادبي، وبعد ان عدد كثيرا مما رآه هنات لغوية واسلوبية ومنهجية واخرى تتصل بالمصطلحات وضبطها، اشار الى ان هذه الملاحظات لا تقلل اطلاقا من قيمة العمل الذي اكد كفاءة الباحث وقدرته على استخدام الادوات النقدية الحديثة في تشريح العمل والغوص عميقا في بنيته ودلالته وتقديم بحث متميز خاصة فيما يتصل بالتطبيق. وجاء دور الاستاذ محمد بريري استاذ مناهج البحث في معهد البحوث والدراسات الذي ثنى على بعض الملاحظات التي قالها الدكتور التلاوي مضيفا الى ان كثيرا من الصفحات النظرية التي اوردها الكاتب كانت اشبه بتجميع مدرسي لافكار حول النقد وليس جدلا ومناقشة معززة بالمراجع والاسانيد وانتقد كاتب البحث في رجوعه احيانا لمراجع غير معتمدة واقتباسات من باحثين لا يصلون الى مستوى المراجع لكنه اشاد بدوره بتطبيقات كاتب البحث وتوفيقه في القاء الاضواء النقدية على تنقيات السرد الروائي في ثلاثية الفقيه، وناقش الاستاذان التلاوي وبريري الباحث في بعض ما استخدمه من مصطلحات وطالباه بقراءة بعض المقاطع واشارا الى بعض العبارات التي تحتاج لتصحيح وتقويم. وعندما عاد ناقل الصوت لرئيس الجلسة الدكتور صلاح فضل، اشار الى الباحث قائلا له،ان هذه الملاحظات التي قالها المناقشان يجب ان يضعها في الاعتبار لاستكمال ادواته كناقد وباحث ودارس اكاديمي خاصة عندما يدخل مجال دراسة الدكتوراه باعتبار ان البحث للماجستير هو تاهيل واعداد واختبار لجدارة الباحث بدخول مجال البحث، وانسحبت اللجنة لبعض الوقت، وعادت لتمنح الباحث الاستاذ نصر محمد سعد القذافي درجة الماجستير في البحث الادبي بدرجة امتياز، وشارك الحاضرون جميعا في تهنئة صاحب الاطروحة بفوزه بهذه الدرجة والامتياز الذي حققه، فابدى امتنانه وشكره لاستاذه صلاح فضل الذي ارجع له الفضل فيما حققه من نجاح باعتباره الاستاذ المشرف، وذكر انه اهذا العمل الى الروائي والاديب
الدكتور احمد ابراهيم الفقيه لما قدمه من نصوص سردية شعرية كان لها السبق في المكتبة العربية، الى مؤلف الثلاثية بلغتها الانزياحية وشعريتها المكثفة اهدي هذا العمل، الى الذات التي مازالت تحرس العلم، كما جاء في نص الاهداء، وقال ايضا انه سيسعى الى نشر هذا البحث في المستقبل القريب في كتاب لاثراء المكتبة الليبية في مجال النقد الادبي.