ايلاف: رحل صباح اليوم كاتب من اصدق وانبل الادباء هو الصديق الروائي والقصاص وكاتب المسرح والباحث الليبي المجتهد المتميز خليفة حسين مصطفى. كان ناسكا في محراب الابداع ورائدا في مجال الرواية، وكاتبا يتجسد فيه الصدق وتتجسد فيه الامانة والاخلاص لمهنة الكتابة التي كرس لها حياته.دون ان يعتني باي شي ء اخر او يتوسل بالكتابة للحصول على مرتبة بها او يجعلها مجالا للشهرة او الكسب المادي او المعنوي.

كان مؤمنا برسالته الادبية ويرى ان سعادته ومكافأته ومردوده المادي والمعنوي يتمثل فيما يحصل عليه من سعادة بالجلوس الى مكتبه وكتابة ما يعتمل في نفسه وما تجود به قريحته الادبية. وقد ربطتني بالراحل صداقة عميقه ورافقته على مدى اربعين عاما فلم ار منه الا هذا الانسان الجميل الشفاف الصادق الذي يعمل ناسكا في محراب الادب ولهذا فقد ظلمه الاعلام الذي تعود ان يسعى الناس وراء اضوائه والات تصويره ولا يسعى هو خلف الناس. كما ظلمته الحياة الثقافية الادبية التي تغفل احيانا عن امثاله ممن اختاروا التنسك والرهبنة في محراب الابداع.
فسلاما على روحه الطاهرة ورضوان الله عليه لقد رحل ليترك في حياتي شخصيا فراغا مهولا لانه كان الاقرب الى قلبي بين اصدقائي الادباء كما سيترك فراغا في الحياة الادبية الليبية هو مثال القدوة والمثل في الاخلاص لمهنة الادب والاجتهاد والمثابرة وقد كان قدوة لنا جميعا. ففي حين كان الشك يملا صدورنا في لا جدوى هذه المهنة كنا نلتفت لنجد خليفة حسين مصطفى يؤدي رسالته بجدية واخلاص لانه لا يطرح على نفسه مثل هذه الاسئلة التي تجلب الاحباط والياس والقنوت وانما يمضي مع فرحة الابداع واجدا فيها العزاء والسلوى عن كل الافراح الاخرى التي لا تاتي الا بالسؤال والملاحقة. انه لا يعرف المصانعة ولا ممالاة المجتمع ولم تنفذ الى قلبه امراض العصر التي تحظ على الاستهلاك واهتبال الفرص والجري وراء ماديات الحياة فرضى لنفسه واسرته بحياة الكفاف والتقشف ومات شريفا عفيفا جميلا وترك تراثا ابداعيا سيبقى اسمه خالدا على مدى الدهر.
أحمد ابراهيم الفقيه


شيعت في طرابلس عقب صلاة الجمعة الموافق 21/11 من مسجد زميت جنازة الروائي والقاص خليفة حسين مصطفى عن عمر يناهز 64 سنة إثر رحلة مريرة مع ورم خبيث استقر في الاثنى عشر ومنه انتشر في باقي جسمه ليغادر دنيانا الفانية في حدود الساعة الثالثة من صباح يوم الجنازة في بيته بطرابلس.
الراحل في سطور
الاديب خليفة حسين مصطفى من مواليد طرابلس 28/12/1944م، تحصل على إجازة التدريس الخاصة 1967م، عمل في الإعلام منذ بداية السبعينيات وتدرج في المهام الإعلامية من محرر لجريدة الأسبوع الثقافي، فمراسلا لصحيفة الجهاد بلندن ثم مديرا لقسم كتاب الطفل بالدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، فمدير تحرير مجلة سنابل، وأخيرا رئيسا لتحرير مجلة الأمل التي تعنى بأدب الطفل قبل أن يتقاعد.

من مؤلفاته التي صدر أولها عام 1975 صخب الموتى، ثم توالت الاصدارت وهي بحسب معجم الأدباء والكتاب الليبيين المعاصرين لمليطان: توقيعات على اللحم ط75، المطر وخيول الطين 81، ذاكرة الكلمات ط81، خريطة الاحلام السعيدة ط82، حكايات الشارع الغربي ط82، عين الشمس ط83، جرح الوردة ط84، زمن القصة ط84، أراء في كتابات جديدة ط84، القضية ط85، من حكايات الجنون العادي ط85، عرس الخريف ط86، آخر طريق ط86، دراسات في الأدب ط86، خطط صاحب المقهى ط87،