لفافة باردة
و الطّريق إلى الحقيقة
لا يشبه الفجّ السّالك إلى قاع المدينة
المفخّخ بالمواعيد و اليقين...
و لا الطّريق السّريع
بين فخذي
امرأة تبهر الدّنيا بخصيتين نحاسيّتين
و شعر مستعار...
و الهيبيّ (صديقي القديم)
الذي كان يحلم أن يغيّر العالم
غيّره العالم على دفعات
و أفسده بدرس الوقوف
في زحام الطّابور الرّابع
عند الأسوار العالية للقنصليّة الإسبانية
باحثا عن توصية
من سفير النّوايا الحسنة الجديد: ابن بطّوطة!!
كانت الشّمس عمودية
و الهيبيّ (صديقي الحزين)
غارق في رثاء الحال...
و في تأمّل
صبية يرمون الشّذّاد بالحجارة و الجنون...
و في وصف ميزات المرأة
التي دشّنت نهدها بعضّة هيراقليس
و أحيلت على التّقاعد بمن لا يعرفون هيراقليس
و من يطفون فوق سطح السّفينة المثقوب
كطفح جلديّ ملتهب...!!
عند مزار سيّدي بوعراقية
نبّهني الهيبيّ (صديقي الجميل)
إلى موقف الحقّ فوقفت...
و إلى موقف الحافلة الخضراء في رأس المصلّى فوقفت...
و إلى موقف الخادمات في شارع فاس فوقفت...
و إلى موقف البغيّ المقدّسة
في بورديل المدينة فوقفت
و ألقيت عليها سلامي
و قبلة سوداء بطعم هواء فاسد و مرّ!!

طنجة_المغرب