الكنتاوي لبكم: لكي تكون كاتبا جيدا عليك أن تلاحق الملاحق الثقافية والمجلات ووزارة الثقافة و اتحاد كتاب بلدك و بيوت الأدب، لذلك أنت مطالب بتأسيس وكالة للبحث عن مقعد شاغر في هذه المؤسسات أو تكليف مخبر أو وضع إعلان في صفحة الوفيات تخبر فيه كلالمسؤولين عن الثقافة في بلدك أنك في عداد الأحياء حتى لا يظهر نعي متأخر في مقدمة جريدة متأخرة.
لا أحد يحترم الثقافة في بلدك، أن تكون مستحثة فهذا أفضل، ربما تظفر بمنحة تنقيب وتلتقط لك صورة ومن تم تعمم على المجلات الثقافية أو تنشر في دليل سياحي، وسيكون حالك أفضل لو كنت مغني هيب هوب أو صاحب تقريعة أو تقليعة فنية أو صوتا لا يشكل نشازا في عرف منظمي الحفلات و السهرات الفنية التي غالبا ما يقع خلط بينها وبين الأنشطة الثقافية من باب الجهل أو من باب سد الأبواب على كل صوت إبداعي.
في مغرب اليوم على كل مبدع أو مثقف أن يخجل من نفسه الكل في ركن الظل المركون، صوت المبدع خافت جدا كأننا مهرجون في ساحة روادها صم بكم، المبدعون و المثقفون إما أصحاب كراسي تخشى مؤخراتهم ركلة خلفية،أو بسطاء كحال أغلب الشعب يصارعون اليومي بالكتابة في الظل أو البحث عن جهات خارجية تسلط عليهم الضوء أكثر، كل المؤسسات الثقافية في وطننا تصيب بالخذلان ndash;هذا رأي و لا ألزم أحدا به، كنا كتبا جددا أو كتابا كرسوا نفسهم للإبداع ربما جميعنا نتفق على أن مغرب اليوم لا يحتفي بالثقافة بالشكل الذي يجب، لطالما كانت ثقافتنا ضحية شعارات حزبية وحسابات ضيقة وتمريرات عجيبة بين لاعبين يحترفون خدمة أهدافهم الشخصية.
لتخجل وزارة ثقافتنا بكل مندوبياتها ومشاريعها، ليخجل اتحاد كتابنا بكل هياكله وفروعه،و ليخجل بيت الشعر، أمام ما يقوم به أفراد هنا وهناك بإمكانياتهم البسيطة من اجل خلق حراك ثقافي، لتخجل الأموال التي تصرف على سفريات من أجل تمثيل ثقافتنا و لتخجل معارض الكتاب،و لتخجل مشاريع الدعم الثقافي، وليخجل كل من يظن نفسه مسؤولا عن الثقافة في بلدنا، ليخجل الكتاب و ليخجل كتابي الذي تخبرني وزارة الثقافة منذ سنة أنه في عداد الأحياء لدى لجنة القراءة، تبا لي أهنت كتابي عندما وضعته بين أياد مجهولة، وبالمناسبة لترح وزارة الثقافة لجنة قراءتها، سأعفيهم من الحكم على كتاب ينكل بسيرة الحب بعد أن نكلوا به، و أقر بكامل قواي الشعرية أني لا أريد من وزارة الثقافة أن تنشره ضمن سلسة الكتاب الأول، أهون لدي أن ينشر في سلسلة الكتاب الأخير ضمن أردئ دار للنشر في العالم.


منشور رسمي لقلبِ نظام القلب
الواقع مر
لكني أحبك مغموسة في البن
سمراء كشمس متأخرة
عن حصتها المدرسية

أعدل بك مزاج مصيري
مصيري لم يعد مشغولاً بمستقبله
قد يعني بين نهديك
علمين لوطن واحد
أحبك لأن الحب خسارتي النظيفة
من المدافع و حفلات التأبين والنصر

ليس حباً كبيراً
ليس حباً صغيراً
لسنا معنيين بلعبة الأحجام

حب تحمله عصفورة في تحليقها الأول
أو تجهض به الأرض
حب ترخص له الدوائر الرسمية
حب مريض نفسياً
حب لا ينصح بمشاهدته لمن هم اقل من 16 سنة
حب في نسخته الأصلية
أو مدبلج كفيلم رديء
ليس مهماً
بقدر أن استدرجك إلى حب الحرائق
والأمطار في جسدك الاستوائي

الحب، وظيفتي الأخيرة
طردتني الملائكة والشياطين
ما عدت قادراً على تقليم أظافر اليأس
لا شيء سوى قلقي مربوط إلى أحصنة

يجره العالم في حفلته التنكرية
يصرخ وراء أصابع الأطفال
وينتحر كل حرب لضعفه الجنسي
العالم الذي يحبنا فرائس للدبابات
يتوقعني رصاصة في صدرك
العالم الذي غير وجهته
بعد أن عثرت عليه ساق أبي المبتورة

يجره الوطن في ثكنات لصوصه
يترصدني عاطلاً عن الأمل
متجمهراً حول رجال الأمن
أرميهم بالصراخ المسيِّل للحزن
يتراجعون لأول مرة
لأني أشبه مستقبل أبنائهم

يجره الشارع وراء مؤخرات الطالبات
وصايا الأمهات
بأن نغض الشهوة عن سيرة الصعلكة

يجره المجانين خلف العقلاء:
يا عقلاء أتموا دروس الجبر
نريد أن نخرج جميعا إلى الحياة

يجره السكارى
يهشمون على روحه غيبوبة
ليقرأ عليه المتقين صلاة الغائب

تجره الكتب إلى نهاياتها المفتوحة
لم تكن الكتب صادقة كفاية
ليقود المعنى مظاهرة ضد اللاحب

تجره بكائية قديمة إلى ما بعد الحداثة
فيرقص على حروفه السماسرة

يجره مراهقون
يدخنونه ويقبلونه للمرة الأولى
كاكتشافٍ عظيم لقارته الفاجرة

يجره مثليون جنسيون إلى غرف الدردشة
يتحول إلى مدينة افتراضية

يجره الفاشلون من خيباته
كما لو كان اليد الوحيدة التي صفعت أحلامهم

تجره القنوات الفضائية من قارةٍ الى قارة
يتحدث بلغة واحدة
ولا يفهمه أحد

تجره مغنية بلهاء من شعره الأشعث
يردد معها سخافات
تتحول الى أناشيد وطنية في عيد الحب

يجره الطغاة الى عرشهم
تهتف بموته الساحات العامة:
عاش النظام ومات الحب

تجره القصيدة التي أكتبها الآن
لن يتغير شيء
بقدر اتساع ثقبٍ جديدٍ في قلبه.


- المغرب