غبار الجنرال
عندما يَمرّ العاَلمُ مِن بينِ يديكَ
لا تقبضْ عليه،
لا تكتبْ رِوايةً،
ولا تقل: الفلاسفةُ مَرّوا مِن بين يديّ.
إنه غبارُ الجنرالِِ العابر؛
طاحنًا القمحَ في عينيكَ لِتعمى،
ولِيَجُوعَ صوتـُك للهواء وللرؤى.
.................................
.................................
وعندما يَمرّ العاَلمُ من بين قدميْكَ
لا تنظرْ إليه،
إنُه في مَرمى البول!

يَرفعُ للأفُق تُرابَه
شَخصٌ بلا مرْكز،
بين شراسةِ الأمل وقداسة السكينِ
أعلنَ الحرب على نفسِه،
وفي الطريق إلى السلاحِ اعترضَهُ نهرٌ
بلا مَجرى وذاكرة؛
فاستأذنَ الشجرةَ ليصنعَ
من بنْتِها قاربًا للضفة الأخرى.
ماتَ الشيءُ الكبيرُ على قلبه؛
قالوا على القلب ضَريحٌ،
وقالوا على البابِ غابةٌ.
وحدَه الشخصُ قال:
شاعرٌ يَرفعُ للأفُقِ تُرابَه!

رُكامَ القمر
كان يرتطِمُ باسْمِها في الشاطئِ المُشمس؛
فيدُوخُ كشجَرةٍ واقفةٍ على الرمل...
والناسُ على ظلّه تمشي، وظِلّه ينكشفُ
عن هاويةٍ تَقولُ للبحر: quot;تعالَ يا بَحرُ امْلأ العَتَمَةَ
باسْمِكَ، تَوّجِ السُّكُونَ بالموج، إمْلأِ الكَلِمَه quot;
ولمّا افترقا كَسِتارَةٍ بَيضاءَ عنْ شُرْفةٍ في وصْفِ قَوسٍ؛
رأى الحبُّ الفراغَ والبحرَ كاملينَ واسعينَ...
ورأتِِ الريحُ الرَّطِبةُ جفافَ البابِ
في صُورةٍ قُرْبَ ساعةٍ سائلةٍ على إنارةٍ فِضّيةٍ
فوقَ هاويةٍ هَضَمَتْ ركامَ القمرْ!
غزة