أسمعُ، ويدي تنجو من الحريّة تقريباً.
إنها يبرين تبكيهِ منذُ جاء،
تبكيه في غده الشديد الاحمرار.
يبرين صحراء الحزن،
وعويلها مناجل المستقبل.
***
في جزيرةٍ محروقةٍ بدأتْ لعناتُهُ تنصبُّ كشلالاتٍ على غدهِ المغدور.
قالتْ يبرين:
قاتِلوكَ لعنةٌ، وروحكَ النبيلةُ لا تغفر
غداً، وهو أقربُ من كلِّ سنواتك السابقة، يتورطُ الدّهماءُ في دمكَ،
ومن شرايينهم يطولُ نزيفكَ.
ما أشقاهم بمصيركَ الوشيك!.
***
وكأرواحِ القياصرةِ المغدورين
وكانتقام قبورهم من ظاهر الأرض،
ستكون روحكَ زوالُ روما،
وسيكون قبركَ شاهداً على المآتم.
فاحذر السكّينَ والسم
احذر الرصاصَ والضغينة، فالقادم نهاية الطمأنينة
وبداية نزول إنسان الغابات.
منعطفات القياصرة سيول هلاك
وهي طوفان نوح.
***
قالت يبرين:
لن يترك من بعده عصا موسى
ولا صليب المسيح،
كما لا حياة لكتاب الأمي العظيم إلا لأيامٍ قلائل!
أيام خوف مستمرٍ وأبدي
حالكة كقلب لصّ سرق النوايا الملكية الطيبة، ثم غرزها في قلبي.
قالت يبرين:
قلبي دهناء الغد البائس ونفوذه.
***
يا محبة الله
أيكون الغدُ أمسَ القتيل إلى هذا الحدّ؟!
وهل سأصنع من بصيرتي موقداً لشتاءٍ بلا نهاية؟.
يا محبة الله
ألهميه صبراً يليق بحزنه على قاتِليه،
وجنبي روحَه أي طريقٍ للأذى وهي تصعدُ إلى الأعالي
متأمِّلةً فوضى الفتنة
وخراب الأرض.