سامي دقاقي من المغرب: احتضنت هوليود افريقيا (مدينة ورزازات) في الفترة الممتدة ما بين 11 و13 أبريل 2008 الدورة الثالثة لمهرجان أحواش ورزازات تحت شعار quot; أحواش: ديناميّة من أجل التنميةquot;، وقد عرف المهرجان الذي نظمه المجلس الإقليمي للسياحة بدعم من المجلس الإقليمي لورزازات والمجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، والمجلس البلدي لورزازات، وبمشاركة فاعلين اقتصاديين محليين، حضور أزيد من عشرين فرقة تمثل أجود فرق أحواش، شاركت في إحياء ثلاث أمسيات ألقة في فضاء قصبة تاوريرت، رمز الأصالة والتراث المعماري المحلي، وقد جاء في كلمة السيد عبد الصادق العالم مدير الدورة الثالثة، quot;أن الهدف من هذه التظاهرة الثقافية/الفنية هو دعم المجهودات المبذولة قصد تثمين والحفاظ على هذا الموروث الأصيل الذي يعتبر أحد المكونات الأساسيّة للذاكرة الجماعيّة، والهويّة الوطنيّة في تعددها وتنوعهاquot;، وقد اعتبرت اللجنة الفنية أنّ quot;أحواشquot; فضاء للحوار،ورصد للواقع، وترسيخ للقيم، حيث الشعر(المساق)، والموسيقى( أكوال)، والرقص(تمركات)، واللباس(تزرزيت)، أعمدته الأربع التي لا يستقيم هذا الفن إلاّ بتمازجها لتكون لوحات فنيّة غاية في الدقة والإتقان، كما ترى إلى أنّ قوة quot;أحواشquot; وتميزه يكمنان في الجماعة وقدرتها الغنية والمتفاعلة، في التعبير والاحتفال بالفرد في أقصى درجات التماهي، وفي إبراز الارتباط العضوي بالأرض، وبالإنسان، عبر الحفاظ على إيقاعاته، أشكاله، شفراته، لغته...
وسعت اللجنة الإدارية والفنية موفقة من خلال هذه الدورة التي كانت بالفعل إضافة نوعيّة وغنية لتاريخ المدينة، وذاكرة المهرجان، إلى ترسيخ أهداف عميقة، من بينها: التعريف بالموروث التراثي والثقافي الأمازيغي، وتثمينه وضمان استمراريته، صيانة الحقوق التراثيّة، وتأصيل الالتزام الاجتماعي،المساهمة في التنمية المحلية عبر استثمار المؤهلات الثقافية والسياحيّة للإقليم، جعل مهرجان أحواش فرصة لتلاقح فنّ أحواش مع الفنون التراثيّة الأخرى.
أماّ الفرق المشاركة في هذه الدورة فهي على التوالي:
- أحواش سيدي داود ورزازات- أحواش تاوريرت ورزازات- أحواش تلوات ورزازات- أحواش تيفولتوت ورزازات- أحواش تماسينت ورزازات- أحواش تكريت أيت زينب ورزازات- أحواش أفلاندرا أكدز زاكورة- أحواش أكلكال تالوين- أحواش تسينت طاطا- أحواش إيمينتانوت شيشاوة- أحواش تسكوين شيشاوة.
وقد شهدت الدورة حضور فرق وفعاليات فنية أخرى تنتمي لأجناس مغايرة من الفولكور التراثي المغربي مثل: فرقة أحيدوس قلعة امكونة، فرقة الركبة من زاكورة، فرقة أقلاّل(السيف) من زاكورة، فرقة الطبل من العيون، فرقة كناوة من تنغير، الفنانة الرايسة تبعمرانت، مجموعة أمارك فيزيون.
كما أقيمت بالموازاة مع برنامج المهرجان الأساسي، عدة أنشطة ولقاءات ساهمت في إثراء هذه الطبعة الثالثة، وترسيخ قدمها ضمن خارطة المهرجانات الوطنية الفاعلة، من هذه الأنشطة ما اتسم بالطابع الاجتماعي/ التكافلي، مثل تنظيم أنشطة لفائدة الأطفال المتخلى عنهم والمحتضنين من قبل جمعيّة بسمة ، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار جمعية الشروق، ونزلاء ونزيلات السجن المحلي بورزازت. كما كانت هناك أنشطة ذات ميسم رياضي/ ترفيهي من قبيل تنظيم دوري الكرة الحديديّة بساحة سيدي داود،و سباق النوادل بالمنطقة الفندقيّة، كما شهد المهرجان أنشطة ذات طابع ثقافي/ معرفي مثل ندوة quot;التراث والتنمية المحليّةquot; من تنشيط د. علي المتقي،ود.محمد نجيب بنموسى،
و د. أحمد شكري،و د. محمد الغالي، ومعارض للفنون التشكيلية باسم الطاقات المحلية، وعروض سينمائية.
ولم يغفل المهرجان عن الأنشطة ذات الطابع الاقتصادي/السياحي مثل: معرض الأزياء التقليديّة، ومعرض المنتجات الصناعة التقليديّة، ومعرض المنتجات الفلاحيّة المحلية، وحفلات النقش بالحنّاء، وهي أنشطة امتدت على طول أيّام المهرجان وفي النقط الأساسيّة بالمدينة.
يذكر أنّ الدورة الأولى لمهرجان أحواش كانت في شتنبر 2005 تحت شعار:quot; استثمار التراث في خدمة التنمية البشريّةquot;، بينما اختارت الدورة الثانية في شتنبر 2006 تركيز اشتغالها على هذا الفن التراثي الأمازيغي من خلال شعار: فنون أحواش: الهويّة والامتدادquot;.
في الواقع لقد أثبتت مدينة ورزازت، عبر محطات هذا المهرجان الثلاث، وملتقيات فنية وثقافيّة أخرى، أنّها ليست مدينة للسياحة والمتعة، كما ألصق بها في المخيال الخارجي وربما الداخلي أيضا، وإنما هي كذلك بؤرة لإنتاج الثقافة والفنّ والمعرفة في أسمى تجلياتها، مدينة حاولت/ تحاول موفقة تغيير تلك النظرة التي تبتخس الإنسان في بعده اللذوي/الاستهلاكي، والاستعاضة عنها بجوهر الوجود الإنساني، أي مقاربة الشرط الجمالي العميق في الإنسان، وهي لحظة تصنع ديمومتها مثل هذه المهرجانات والملتقيات الثقافية والفنية التي سعت إلى تأكيدها مدينة ورزازت منذ مدة.
كاتب من المغرب
[email protected]