الآشوري


فجراً
طرَقَ الآشوريُّ عليّ الباب
أفتحُ وأقولُ : تفضّل
لا يدخل

فالآشوريُّ على خجلٍ
وعلى عجلٍ
[والسيّارةُ تهدرُ في الأسفل!]

وهوَ سيرحل
جاء يودّعني

وعلى خجلٍ
وعلى عجلٍ
قبّلني في رأسي

غمغمَ شيئاً
وتوارى في قرقعة الدرجِ، وغاب

سنواتٌ مرّت
والليلةَ
شيءٌ ما حوّمَ خلف النافذة الزرقاء
وحوّمَ ثانيةً
فأتاني الهاجسُ
لا بُدَّ هُوَ!

[رفرفْ بجناحيك وخُذْ
خذ هذي الأجواءَ رهينة!

أما رئتيكْ
فاملأْ رئتيكَ رذاذا
فلكَم عبّأتَ عروقي صخباً ونبيذا

لكأنّكَ لم تكُ فرداً
بل كنتَ مدينة!]

آهٍ سركون!

رفرف بجناحيك
وفجراً : إملأ رئتيك

كنت الآشوريّ بغُرّته الفضيةِ
وبجسم العِجْلْ
والآن
طائرُ قُرْقُف

رَفْرِفْ!

ضيوف السيرك

إلى سلمان مصالحة


لا
ليْ
ولا
لكم

نحن ضيوفُ السِِّرك
الخارجون في الأماسي
الضاحكون من على الكراسي
فإن رجعنا، نقطفُ الألم

لا لي
ولا لكم

هذي المدينة الصخّابة
غَلَّتُها تنام في جيوب حوت
هذي المدينة التي
يضحكُ أبرياؤها من أجل ألّا تموت
هذي المدينة التي... ليست مدينة الغلابة!

لا لي ولا لكم

نحن ضيوف السِرك
الخارجون في الأماسي
الضاحكون من على الكراسي
فإن رجعنا للبيوت
احدودبَ السكوت
وضمّنا حُلْمٌ رديءٌ، ضفتاهُ: حنظلٌ وشوك!

نحن ضيوف السِّرك!