تأتيني اليد!
اليد التي احرقت الأسئلة.
تأتيني الفطرة!
فطرة الانسان بعد الاعلان عن موته.
تأتيني الزهرة!
الزهرة التي جرحت الحلاج.
تأتيني الفكرة!
فكرة الخوف القادم من وراء الشر.
تأتيني اللغة!
اللغة التي سأقدسها.
تأتيني العربة!
العربة التي ستأخذني الى جمهورية افلاطون.
تأتيني حياتي!
حياتي التي سأبللها بقطرات الصمت.
تأتيني الليالي!
الليالي الخالية من الأغاني القديمة.
تأتيني الغابة!
الغابة التي رسمتها بألوان الشعر.
تأتيني الوصايا!
الوصايا التي سأطهرّها بالسموم.
تأتيني الحكمة!
الحكمة التي رفعت بوذا الى السماء.
تأتيني النار!
النار التي تحرق الشفقة.
تأتيني الفصول!
الفصول التي تقتل المحبة.
تأتيني الذاكرة!
الذاكرة التي ستحيا بعد الموت.
تأتيني الصورة!
صورة حبيبتي التي لن أراها في حكاياتي الجديدة.
تأتيني البحار!
البحار التي سأبحر فيها الى الاسطورة.
تأتيني الألحان!
الحان الانسان المزروع في قلب الطبيعة.
تأتيني السفن!
السفن المغادرة بعيداً
عن المدينة التي تجهل اسمي.
تأتيني السنوات الملوثة بالشتاء،
تأتيني الشكوك،
تأتيني الأنهار،
تأتيني الأزقة القديمة،
تأتيني الأشجار،
تأتيني الدروب المطرّزة
بالأحجار والحشائش الصغيرة،
تأتيني آلاف وآلاف الوجوه،
غير انني اختار وجه العالم،
واضعه في فنجان قهوتي الباردة،
ثم ارحل بصمت صوب العالم
الذي لم يولد بعد.
شاعر وكاتب عراقي مقيم في لندن
[email protected]