انْهَضُوا...!
أيّها المَغزولوُن بالطينِ الأسْمَر
فمازالَ العالمُ يَعْلُكُ خَرَسَ النِسْيان ـ حتَى هذهِ اللّحْظَةـ
ويتبوّلُ على نفسهِ...
وهو يرى صورَه المُضْحِكَة في نَشْرَةِ الأخْبَار
مُلوَّنَةً بالدَّمِ والاحْتِلالاتِ
هَاهُوَ التُرَابُ، الذي تَرَكهُ النَّهْرُ وسَاِئداً للمَوْتِ
يَحْضُنُ الجُذُورَ والخُطى وألوَاحَ الطّينِ
يَا رُؤى الآلِهَةِ وأغَانِي الكَاهِنَاتِ
أيُّهَا الشُطَّارُ...
إنْهَضُوا...!
مُلَثَمينَ بِرايَاتِ القَرَامِطَةِ عَلَى مَشَارِفِ الكُوفَة
لِجِبَايَةِ الخُمْسِ والزَّكَاةِ ومِفْتَاحِ الخِلافَة
إنْهَضُوا...!
أيّهَا الأحِبَّةُ مِنْ دَوْخَةِ هَذَا الهُتَافِ المُمِلّ
وشُّعَرَاءِ دَوْلَةٍ يَسْكُنُها الأجْلاَف
يَا سَاكِنُو القَلْبَ ونَايَ الحَنِين
إنْهَضُوا...!
بِكُلِّ أسْمَاءِكُم المَسْرُوقَةِ مِنْ سِجِلاتِ حُقُوقِ الإنْسَان
أيُّهَا القِدِّيسُون القَادِمُون مِنْ العَطَشِ الكَربَلائِي والمُدُنِ المَنْسيَّة
أيُّهَا الرَّائِعُون مَجْداً أعْلَى مْنْ السَّمَاءِ وأقْرَبُ مِنْ النَّجْمَةِ القُطْبيَّة
أيُّهَا النَائِمُون كَالأطْفَالِ فِي رِيشِ القَمَرِ فَوْقَ أشْجارِ الحَديقَة
أيُّهَا النَّخِيلُ العَالِي وهَدَايَا طِّفُولَتِي
انْهَضُوا...!
واحْكُوا لِي حِكايَاتِكُم الجَميلَة
جَاءَ الجَهَلَة...
والكَِثيرُ فَقَدَ النَامُوسَ
إنْهَضُوا...
لَقَدْ تَأخَّرْتُمْ...!