كقرآنٍ مهجور
لا يقرأه أحد،..
لا يدركه أحد،..
لا يحاول أحد أن يقترب منه.
يحمل الخبز والخير للناس كافة
لكنه يشعر بالكآبة؛ لانه مهجور،..
مهجورٌ لأنه مخيف
مخيفٌ لأنه قوي
قويٌّ لأنه صادق
صادقٌ لأنه بريء
بريءٌ لأنه بلا خطيئة..
هكذا أنا
تعلقني النسوةُ على صدورهن،
لأنني من ذهب.
ويزينني آخرون في صدور بيوتهم،
ليتخذوني قناعا لزيفهم.
أما السائقون فيعلقونني في مرايا سياراتهم،
مثلما يضع الآخرون صُلبانا، أو يعلقون أحذية صغيرة..
أبحث عمن يقرأ صحائفي
لكن دون جدوى.
يحملني المنافقون،
ويُقسم باسمي الكذبة،
يفتتحون بي مجالسهم،
ويرددوني ساعات خوفهم..
أسائل نفسي مراراً؛ لمَ خُلقتُ؟
أللقتلة ينقشون حروفي على أغماد سيوفهم؟
أو يرفعوني على رؤوس رماحهم؟
أم للدجالين يكتبون آياتي على راياتهم؟
ويحفرون سوري على شواهد قبورهم؟
فلمن أقرأ ذاتي؟
ولمن أُسمع أناشيدي؟
إلا لك
أيها الوحدك
أيها العارفُ الذي قالني ذات خليقة
كنْ فكنتُ
أنتظرُ يدك تبدأ فاتحتي
وعينَك تزيلُ الغبارَ عن وجهي
أو كما نزلتني ترفعني
منكَ إليك

بغداد