المراجعات النقدية التي قام بها عدد من الكتّاب المعروفين ndash; كاظم جهاد، صلاح نيازي، عبد القادر الجنابي، عادل صالح الزبيدي، بهجت عباس، انطوان جوكي، وآخرون- لترجمة الشعر على وجه الخصوص، ليست مراجعات عابرة إنما تنطلق من فقه باللغة المترجَم منها وحذق بمقتضيات اللغة المترجَم إليها. هذه المراحعات، أسميها: نقد الترجمة، راجياً أن يرتقي هذا الجهد إلى حقل: العلم. لا أعني الترجمة وحدها فهي علم قديم، إنما نقد الترجمة. ولكي تكتسب هذه الملاحظات شرعية العلم، يجب الابتعاد عن الملاحظات الجارحة، والالتزام بمعايير علمية مقارِنة بغية إثراء الترجمة لا الانتقاص من المترجِم على نحو ما جرى في قسم من المراجعات، وكأن لحظة الترجمة كمين منصوب للمترجِم من قبل خصومه.
ليس جديداً أن نقول: إن ترجمة الشعر صعبة، بل هي مغامرة حقيقية يشرع فيها المترجم طوعاً. ذلك أن الكلمة في الشعر ليست بنت المتداول، أو بنت المعنى الوضعي الذي ينام في القواميس، إنما بنت السياق الذي وضعتْ فيه نصياً. وهكذا يجب أن تُقرأ قراءة عمودية وأفقية؛ بمعنى أن الكلمة في وسط النص الشعري ربما تقترن دلالياً بكلمات أخرى في أول النص وآخره وربما بالتجاور معها. لاحظوا، على سبيل المثال، نقول في الإنجليزية:
1- Last night.
2- Last night I went to a concert.
ونترجم ذلك إلى اللغة السويدية على النحو الآتي:
3 - I garing;r.
4 - I garing;r kvauml;ll gick jag till en konsert.
عندما تسأل شخصاً سويدياً عن معنى التعبير الإنجليزي رقم (1) فسوف يجيبك بالتعبير رقم (3) لكن عندما تسأله عن التعبير رقم (2) فسوف يجيبك بإضافة كلمة:
Kvauml;ll
وقد أصبحت الإضافة ضرورية في بنية الجملة الزمنية والدلالية بسبب وجود كلمة:
en konsert
فهذه الكلمة التي في نهاية الجملة، أضفت بعداً زمنياً آخر على الكلمة التي افتتحت بها الجملة فلا تستطيع أن تترجمها بـ: أمس، كما في رقم (3) بل يجب أن تترجمها بـ: مساء أمس أو ليلة أمس؛ لأن الحفلة الموسيقية تقام عادةً في المساء، ووجود هذه الكلمة في الجملة أضفى على الظرف ( أمس) تحديداً زمنياً اكتسبه من السياق لا من الكلمة لذاتها، ولذلك يضيف الشخص السويدي في هذه الحالة كلمة أخرى ليكتمل المعنى على نحو ما أشرنا. وثمة ملا حظة نحوية ضرورية تختلف فيها اللغة السويدية عن اللغة الإنجليزية، وهي أن الفعل يتقدم على الفاعل عندما لا تُفتتح الجملة بالفاعل فتسبقه اداة معينة أو ظرف، كما في التعبير السابق رقم (4). فلو أردنا أن نقول:
1- قابلتها في الطريق، فيجب أن يتقدم الفاعل على الفعل فتكون الجملة على النحو الآتي:
jag trauml;ffade henne paring; vauml;gen.
2- متى ألتقي بها؟. هنا يجب أن يتقدم الفعل على الفاعل فتكون الجملة على النحو الآتي:
Nauml;r trauml;ffar jag henne?.
هذه الخاصية اللسانية ( النحوية) ضرورية لفهم ما يقال في نطاق هذه اللغة، واكتشاف الممرات التي يسلكها المعنى داخل الجملة. وهكذا بالنسبة لترجمة الأعلام، إذ يجب معرفة النظام الصوتي للغة المترجم منها، فقد أشار الجنابي إلى خطأ في ترجمة اسم علم فرنسي [ مارتن دو ريان] بسبب عدم الدقة في معرفة ما ينطق وما لا ينطق، أو عدم معرفة كيفية نطق بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية. ولذلك فإن كثيراً من أسماء الأعلام المترجمة إلى اللغة العربية لم تكن صحيحة، بسبب عدم المعرفة الدقيقة للخصائص الفونولوجية للغة المترجم منها، فعلى سبيل المثال تُرجِمَ اسم الكاتب المسرحي السويدي ( يوهان اوغست سترندبَري) إلى اللغة العربية بـ: جوهان اوغست ستريندبيرغ، وهذا خطأ كبير، فأنت حينما تنطقه بهذه الصورة سوف لن يتعرف عليه أي شخص سويدي مطلقاً؛ لأن النظام الصوتي للغة السويدية يختلف عن النظام الصوتي للغة الإنجليزية، وقد توهم مترجم أعمال اوغست سترندبَري بتطابق الصوت السويدي مع الصوت الإنجليزي. أين الخطأ إذن في ترجمة اسم هذا الكاتب المسرحي الشهير؟. لاحظوا الآتي:
Johan August Strindberg
1- j == y
2- g ( L, R) == y
3-i == bil / vill
4- e == َ
إن الصوت ( جَيْ) الإنجليزي ينقلب إلى الصوت ( يِيْ)، والصوت ( غِيْ) الإنجليزي ينقلب إلى ( يِيْ) إذا جاء بعد صوتَيْ ( الآر، والأل). أما الصوت رقم (3) فينطق طويلاً إذا جاء بعده صوت صحيح واحد، وقصيراً إذا عقبه صوتان صحيحان كما هو موضح في المثال (3) أما الصوت الأخير رقم ( 4) فيشبه الفتحة في اللغة العربية ولا يشبه مطلقاً نظيره الإنجليزي.
وأحياناً، يغيّر النبر معنى الكلمة كلياً، فينتج معنى آخر لا علاقة له بالأول لا من قريب ولا من بعيد كما في هاتين الكلمتين في السويدية:
1- anden: البطة - ( akut accent) نبرة حادة
2-anden: الروح ( grav accent)نبرة غليظة
كل هذا، ونحن نتحدث هنا عن جمل تداولية بسيطة، ومن المؤكد أن الأمر يختلف في حال ترجمة الشعر ذي اللغة المعقدة، إذ لكل شيء دلالة تقصدها الجملة الشعرية قصداً.
إن الكلمة النصية، تشبه المولود الذي يأتي عارياً من الثياب واللغة والتفكير ليكتسبهما من خلال سياق الحياة الذي وضع فيه، وشيئاً فشيئاً يكسو نفسه بالثياب واللغة والتفكير وأشياء أخرى، وهكذا فإن الكلمة تدخل النص عارية من متعلقاتها الدلالية القديمة لتتجلبب بقيم النص ورؤية الشاعر وصراعاته الداخلية. والنص عادةً، يُدخِلُ الكلمة في لعبة دلالية جديدة هي ما تقتضيه لحظة الإبداع الشعري. وينطبق هذا على الجملة الشعرية/ النصية، فليس ثمة جملة تلتزم معيارياً بقواعد مسبقة، فالنص يهدم كل المقتضيات ليشيّد جملته على الحذف الدال، والترميز المعقد، والتورية الموحية، والتكثيف الخصب، والتصوير الذي يقتضي تأويلاً إذ تتماهى الجملة بالصورة، أو الإيقاع، أو السرد، أو حتى السكت. جملة الشعر، مطبّ للقارئ عليه أن يفطن جيداً خوفاً من السقوط في هذا المطبّ؛ لذا فإن النص عموماً لا يمكن اعتباره نشرة أخبار بل سرداً لعالم جوانيّ ممزّق لا يخضع لأي منطق معقول. وطبقاً لذلك، تتغير الكلمة والجملة والنصّ.
ومع ظهور النزعات الشعرية وتطور الأشكال والأساليب، وميلاد فهم جديد لوظيفة الشعر، ونشأة أجناس أدبية مزاحمة للشعر الذي تربع على عرش الفنون لقرون، أصبحت الجملة الشعرية أكثر تعقيداً، ومن هنا كان عبد القادر الجنابي على سبيل المثال يلحّ في نقده الترجمي على وجوب معرفة كيف كان يفهم الشاعر المترجَم له الشعرَ؟ كيف يَفهم العالمَ؟ كيف ينظر إلى الأشياء، إلى نفسه، إلى اللغة، إلى...؟. وهو يعتقد، كما حدثني في مكالمة تلفونية طويلة، أن المترجم يجب أن يعرف ظروف كل قصيدة قبل أن يشرع بترجمتها، كما يجب أن يعرف المذهب الشعري للشاعر وموقفه من العالم والأشياء والشعر، لذلك قام هو بقراءة عدة دراسات مهمة حول رينيه شار وقصيدة نهر السورغ قبل أن ينتقد ترجمة شاكر لعيبي ويعيد ترجمة القصيدة ثانية.
ينتقد الجنابي الترجمة التي لا تعير اهتماماً للدلالة المترتبة على التشكيل النحوي للجملة الشعرية، فيمضي إلى كشف الاضطراب في الترجمة نتيجة لذلك الجهل في دلالة التركيب النحوي ووظيفته في النصّ. ولاشك في أن عدم التمييز بين الفعل والمصدر والاسم والنعت والمفرد والجمع واسم الفاعل والفعل [ كما اكتشف الجنابي في ترجمة لعيبي، وفاضل العزاوي، وبول شاؤول] هو مشكلة من مشاكل ترجمة الشعر، ذلك أن المعنى في كل لغات العالم إنما هو مخلوق في غاية الرقة والشفافية، فكل تغيير في الصيغة والتركيب مكلَّف بتأدية معنى معيّن. وطبقاً لذلك، لا يجوز للمترجم الذي يترجم نصاً من العربية إلى أية لغة أخرى أن يترجم ( بزغ) إلى ( بزوغ) فالمعنى لم يكن واحداً بين الفعل والمصدر، فلكل واحد منهما بنية زمنية ودلالة مختلفة. هذا يعني أن تغيّر الصيغة يترتيب عليه تغيير في الدلالة الزمنية يكتمل بها المعنى العام للكلمة.
[email protected]
ليس جديداً أن نقول: إن ترجمة الشعر صعبة، بل هي مغامرة حقيقية يشرع فيها المترجم طوعاً. ذلك أن الكلمة في الشعر ليست بنت المتداول، أو بنت المعنى الوضعي الذي ينام في القواميس، إنما بنت السياق الذي وضعتْ فيه نصياً. وهكذا يجب أن تُقرأ قراءة عمودية وأفقية؛ بمعنى أن الكلمة في وسط النص الشعري ربما تقترن دلالياً بكلمات أخرى في أول النص وآخره وربما بالتجاور معها. لاحظوا، على سبيل المثال، نقول في الإنجليزية:
1- Last night.
2- Last night I went to a concert.
ونترجم ذلك إلى اللغة السويدية على النحو الآتي:
3 - I garing;r.
4 - I garing;r kvauml;ll gick jag till en konsert.
عندما تسأل شخصاً سويدياً عن معنى التعبير الإنجليزي رقم (1) فسوف يجيبك بالتعبير رقم (3) لكن عندما تسأله عن التعبير رقم (2) فسوف يجيبك بإضافة كلمة:
Kvauml;ll
وقد أصبحت الإضافة ضرورية في بنية الجملة الزمنية والدلالية بسبب وجود كلمة:
en konsert
فهذه الكلمة التي في نهاية الجملة، أضفت بعداً زمنياً آخر على الكلمة التي افتتحت بها الجملة فلا تستطيع أن تترجمها بـ: أمس، كما في رقم (3) بل يجب أن تترجمها بـ: مساء أمس أو ليلة أمس؛ لأن الحفلة الموسيقية تقام عادةً في المساء، ووجود هذه الكلمة في الجملة أضفى على الظرف ( أمس) تحديداً زمنياً اكتسبه من السياق لا من الكلمة لذاتها، ولذلك يضيف الشخص السويدي في هذه الحالة كلمة أخرى ليكتمل المعنى على نحو ما أشرنا. وثمة ملا حظة نحوية ضرورية تختلف فيها اللغة السويدية عن اللغة الإنجليزية، وهي أن الفعل يتقدم على الفاعل عندما لا تُفتتح الجملة بالفاعل فتسبقه اداة معينة أو ظرف، كما في التعبير السابق رقم (4). فلو أردنا أن نقول:
1- قابلتها في الطريق، فيجب أن يتقدم الفاعل على الفعل فتكون الجملة على النحو الآتي:
jag trauml;ffade henne paring; vauml;gen.
2- متى ألتقي بها؟. هنا يجب أن يتقدم الفعل على الفاعل فتكون الجملة على النحو الآتي:
Nauml;r trauml;ffar jag henne?.
هذه الخاصية اللسانية ( النحوية) ضرورية لفهم ما يقال في نطاق هذه اللغة، واكتشاف الممرات التي يسلكها المعنى داخل الجملة. وهكذا بالنسبة لترجمة الأعلام، إذ يجب معرفة النظام الصوتي للغة المترجم منها، فقد أشار الجنابي إلى خطأ في ترجمة اسم علم فرنسي [ مارتن دو ريان] بسبب عدم الدقة في معرفة ما ينطق وما لا ينطق، أو عدم معرفة كيفية نطق بعض الأصوات أو المقاطع الصوتية. ولذلك فإن كثيراً من أسماء الأعلام المترجمة إلى اللغة العربية لم تكن صحيحة، بسبب عدم المعرفة الدقيقة للخصائص الفونولوجية للغة المترجم منها، فعلى سبيل المثال تُرجِمَ اسم الكاتب المسرحي السويدي ( يوهان اوغست سترندبَري) إلى اللغة العربية بـ: جوهان اوغست ستريندبيرغ، وهذا خطأ كبير، فأنت حينما تنطقه بهذه الصورة سوف لن يتعرف عليه أي شخص سويدي مطلقاً؛ لأن النظام الصوتي للغة السويدية يختلف عن النظام الصوتي للغة الإنجليزية، وقد توهم مترجم أعمال اوغست سترندبَري بتطابق الصوت السويدي مع الصوت الإنجليزي. أين الخطأ إذن في ترجمة اسم هذا الكاتب المسرحي الشهير؟. لاحظوا الآتي:
Johan August Strindberg
1- j == y
2- g ( L, R) == y
3-i == bil / vill
4- e == َ
إن الصوت ( جَيْ) الإنجليزي ينقلب إلى الصوت ( يِيْ)، والصوت ( غِيْ) الإنجليزي ينقلب إلى ( يِيْ) إذا جاء بعد صوتَيْ ( الآر، والأل). أما الصوت رقم (3) فينطق طويلاً إذا جاء بعده صوت صحيح واحد، وقصيراً إذا عقبه صوتان صحيحان كما هو موضح في المثال (3) أما الصوت الأخير رقم ( 4) فيشبه الفتحة في اللغة العربية ولا يشبه مطلقاً نظيره الإنجليزي.
وأحياناً، يغيّر النبر معنى الكلمة كلياً، فينتج معنى آخر لا علاقة له بالأول لا من قريب ولا من بعيد كما في هاتين الكلمتين في السويدية:
1- anden: البطة - ( akut accent) نبرة حادة
2-anden: الروح ( grav accent)نبرة غليظة
كل هذا، ونحن نتحدث هنا عن جمل تداولية بسيطة، ومن المؤكد أن الأمر يختلف في حال ترجمة الشعر ذي اللغة المعقدة، إذ لكل شيء دلالة تقصدها الجملة الشعرية قصداً.
إن الكلمة النصية، تشبه المولود الذي يأتي عارياً من الثياب واللغة والتفكير ليكتسبهما من خلال سياق الحياة الذي وضع فيه، وشيئاً فشيئاً يكسو نفسه بالثياب واللغة والتفكير وأشياء أخرى، وهكذا فإن الكلمة تدخل النص عارية من متعلقاتها الدلالية القديمة لتتجلبب بقيم النص ورؤية الشاعر وصراعاته الداخلية. والنص عادةً، يُدخِلُ الكلمة في لعبة دلالية جديدة هي ما تقتضيه لحظة الإبداع الشعري. وينطبق هذا على الجملة الشعرية/ النصية، فليس ثمة جملة تلتزم معيارياً بقواعد مسبقة، فالنص يهدم كل المقتضيات ليشيّد جملته على الحذف الدال، والترميز المعقد، والتورية الموحية، والتكثيف الخصب، والتصوير الذي يقتضي تأويلاً إذ تتماهى الجملة بالصورة، أو الإيقاع، أو السرد، أو حتى السكت. جملة الشعر، مطبّ للقارئ عليه أن يفطن جيداً خوفاً من السقوط في هذا المطبّ؛ لذا فإن النص عموماً لا يمكن اعتباره نشرة أخبار بل سرداً لعالم جوانيّ ممزّق لا يخضع لأي منطق معقول. وطبقاً لذلك، تتغير الكلمة والجملة والنصّ.
ومع ظهور النزعات الشعرية وتطور الأشكال والأساليب، وميلاد فهم جديد لوظيفة الشعر، ونشأة أجناس أدبية مزاحمة للشعر الذي تربع على عرش الفنون لقرون، أصبحت الجملة الشعرية أكثر تعقيداً، ومن هنا كان عبد القادر الجنابي على سبيل المثال يلحّ في نقده الترجمي على وجوب معرفة كيف كان يفهم الشاعر المترجَم له الشعرَ؟ كيف يَفهم العالمَ؟ كيف ينظر إلى الأشياء، إلى نفسه، إلى اللغة، إلى...؟. وهو يعتقد، كما حدثني في مكالمة تلفونية طويلة، أن المترجم يجب أن يعرف ظروف كل قصيدة قبل أن يشرع بترجمتها، كما يجب أن يعرف المذهب الشعري للشاعر وموقفه من العالم والأشياء والشعر، لذلك قام هو بقراءة عدة دراسات مهمة حول رينيه شار وقصيدة نهر السورغ قبل أن ينتقد ترجمة شاكر لعيبي ويعيد ترجمة القصيدة ثانية.
ينتقد الجنابي الترجمة التي لا تعير اهتماماً للدلالة المترتبة على التشكيل النحوي للجملة الشعرية، فيمضي إلى كشف الاضطراب في الترجمة نتيجة لذلك الجهل في دلالة التركيب النحوي ووظيفته في النصّ. ولاشك في أن عدم التمييز بين الفعل والمصدر والاسم والنعت والمفرد والجمع واسم الفاعل والفعل [ كما اكتشف الجنابي في ترجمة لعيبي، وفاضل العزاوي، وبول شاؤول] هو مشكلة من مشاكل ترجمة الشعر، ذلك أن المعنى في كل لغات العالم إنما هو مخلوق في غاية الرقة والشفافية، فكل تغيير في الصيغة والتركيب مكلَّف بتأدية معنى معيّن. وطبقاً لذلك، لا يجوز للمترجم الذي يترجم نصاً من العربية إلى أية لغة أخرى أن يترجم ( بزغ) إلى ( بزوغ) فالمعنى لم يكن واحداً بين الفعل والمصدر، فلكل واحد منهما بنية زمنية ودلالة مختلفة. هذا يعني أن تغيّر الصيغة يترتيب عليه تغيير في الدلالة الزمنية يكتمل بها المعنى العام للكلمة.
[email protected]
التعليقات