ساخرة.. لاذعة.. تحرشت بالسياسيين
عبد الجبار العتابي من بغداد:احتفلت جريدة الكاروك (الاسبوعية الساخرة اللاذعة المستقلة) بالذكرى الاولى لصدورها، في احتفالية اقيمت في نادي العلوية وحضرها نخبة من الكتاب والاعلاميين والمحامين، واعرب رئيس تحريرها الدكتور كاظم المقدادي عن سعادته بالحضور اولا ومن ثم بالسنة التي مرت من عمر الجريدة التي يصدرها على نفقته الخاصة ويشتغلها وحده بمساعدة بعض المساهمين فيها، دون حدوث اية مشاكل كبيرة، وقال: مر على صدور كاروكنا سنة كاملة حيث صدر العدد الاول في 18/8/2007، ومنذ ذلك الوقت ونحن نحاول ان تكون هذه الجريدة الساخرة اللاذعة اكثر قربا لهموم العراقيين، وان تكون ايضا نبض الشارع العراقي، وربما لهذا السبب اصبحت (الكاروك) وجبة غذائية للعائلة العراقية يقرؤها الصغير والكبير، اما في الشارع فقد قطعت لها مكانة خاصة نفتخر بها ويفتخر بها تاريخ الصحافة العراقية، واضاف: ربما لايعرف الكثيرون ان (الكاروك) لا تصدر عن مؤسسة وليس لها تمويل، لاخارجي ولا داخلي، وليس لها مكتب، انها تجربة رائدة في تاريخ الصحافة العراقية ان يصدر صاحب الكاروك جريدته لوحده بمساعدة الزملاء من رسامي الكاريكاتير، واستطرد: استطيع اليوم ان اقول ان مسيرة الكاروك اصبحت صعبة جدا لان الجهد الفردي لايمكن ان يستمر الى الابد.
المقدادي قال انه سمى جريدته الكاروك بعد جهد جهيد من البحث في الاسماء التي تلائم فكرة الجريدة، الى ان اهتدى الى هذا الاسم الذي كما قال يعني: المهد الصفاء النقاء الطفولة، واهم شيء فيه هي الحركة، الاهتزاز، لاسيما نحن نعيش في عصر الاهتزاز، فالاسم يبقى في الذاكرة، مشيرا الى انه اخذ فكرة الاسم من حبزبوز، المقدادي قال ايضا: الجريدة ولدت في نادي العلوية ولكنها ليست ارستقراطية، فهي مع الفقراء والمضطهدين ومع الناس الذين يحتاجون الى احد يقف معهم، قد يكون فيها تجريح ولكنه نقد بناء، تأثرت بجريدة فرنسية اسمها (البطة المغلولة) التي اسقطت العديد من رؤساء الحكومات، وكان السياسيون يدفعونها الى الكتابة ضدهم لانهم كانوا يعتبرونها دعاية لهم، واشارالى انه حصل على بعض التهديدات بسبب نقده اللاذع ولكنه لم ينتبه لها مؤكدا ان في عصرنا الحاضر الكثيرون يتعرضون للتهديد كالقصاب والحلاق، ومن العيب علينا ان نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ونجعلها تعيقنا.
بعده تحدثت النائبة السابقة والمحامية مريم الريس مشيرة الى انها تعرضت الى انتقاد لاذع من قبل الجريدة وهو اول انتقاد تتعرض له في حياتها وقد اتصل بها الكثيرون ليبلغوها فحوى النقد، واضافت: حين قرأته لم اجد فيه تجريحا، لكنني طلبت منه بعض الرأفة في رسم البورتريه، وحقيقة انه شيء مفرح ان نجد جريدة كلها كاريكاتير، وانا ارى ان فيها دبابيس وليس تجريحا او تشهيرا بالشخصيات لان التجريح يسيء الى صاحب القلم قبل الذي ينتقده، وبصراحة.. ان السياسي معرض للانتقاد، وان كانوا ينظرون الى الحالة من جانب اخر، لذلك قلت يجب ان ندعم صاحب هذا المشروع.
وتحدث بعدها المحامي طارق حرب الذي بدأ كلامه بالقول: عيد سعيد وعمر مديد ويوم (كاروكي) جديد لغد اتمنى ان يمن عليكم بالممول النظيف الشريف العفيف، ثم قال: (كرك) المقدادي فولد (الكاروك)، فنعم الوليد ونعم الاب، في احد ايام شهر اب اللهاب جمعتنا مع كاظم المقدادي جلسة سمر، فهبط عليه الوحي، حسب الكاروك فضيلة امران: انها اعتمدت مبدأ حسن النية وسلامة الطوية ونقاوة السريرة، وابتعدت عن كل خبث، واقتربت من نبيل المقصد، فعندما نقرأ الكاروك نجد ان الذي تناقشه هي مسائل عامة وليست شخصية، لان اخر ما نخشاه من الاعلام هو ان ينزع عنه جلباب العام ويتمسك بالخاص، كما انها اعتمدت منهج اشاعة ثقافة السعادة والمرح وابتعدت عن الازدراء والانتقاص من الاخرين.
كما تحدث المحامي عبد الامير حسون قائلا: في (الكاروك) دلالة على الطفولة البريئة وليتنا عدنا الى الكاروك الذي اريد ان اسمع فيه حنين امي عندما (تلوليلي): (دللول يالولد يا ابني دللول)، واضاف: الكاروك نطقت بلغة الشارع العراقي وبالاسلوب الساخر اللاذع الناقد الجارح، وهي دليل على ان الصحافة العراقية بخير وحرية، لذلك احيي صاحبها ومن اسهم فيها.
وتحدث الصحفي الرياضي الدكتور ضياء المنشيء عن الجريدة مثنيا عليها وعلى المواضيع الي تتناولها والتي قال انها محطة تاريخية لما سبقها من اصدار في هذا المجال، وقال: اعتقد ان المقدادي قدم خدمة مزدوجة حيث ان الكثير من الاخطاء تحصل في بلدنا، فهو اولا يريد ان يسمع المسؤول صوت الناس وكذلك يمتص غضب الناس والشارع العراقي، فهي مجال للمواطن للتنفيس عن ما في خاطره.
كما تحدث رساما الجريدة قاسم حسين وعلي عاتب، واعربا عن سعادتهما بالمساهمة في هذه الجريدة الساخرة التي تعتمد الكاريكاتير والبورتريه، وعدا ان ذلك يحسب للدكتور كاظم المقدادي الذي شجعهما على دخول المنطقة الخطرة في الاعلام وهي السخرية من اهل السياسة، واشارا ان اصعب ما يعانيان منه هو الصعوبة في تشويه الوجوه الجميلة، مؤكدين ان خلال المدة التي عملا فيها في الجريدة لم يزعل منهما احد وهذا يعني انهما نجحا.
الدقائق الاخيرة من عمر الاحتفالية تجاذبتها الاحاديث الجانبية الودية بين الضيوف والمحتفلين وصاحب الاحتفالية والرسامين وكانت مفعمة بالسخرية والتمنيات بأن تستمر الجريدة في الصدور بعد ان تجد الممول، لاسيما ان الدكتاور المقدادي اعلن عن توقف الجريدة لمدة شهر لاسباب تمويلية!!.