صوت رولان بارث وعلاماته تستعيده (ماغازين ليترير)
فيليب سولرس: لقد قلبت 68 رولان بارث رأساً على عقب
عبداللّطيف الوراري:كرّست مجلة quot;ماغازين ليتريرquot; الأدبية الفرنسية الشهرية عددها الجاري للكاتب وعالم السيميولوجيا الفرنسي رولان بارث، عبر ملفٍّ متنوّع ومُثير يستعيد صورة هذا المفكّر وآثاره الّتي غيّرت في مجرى الدراسات الأدبيّة خلال منتصف القرن العشرين. هكذا تحدّث برنار كومو عن quot;الفكر باعتباره تخييلاً ذاتيّاًquot;، وإريك مارتي quot;ضدّاً على طغيان المعنى الوحيدquot;، وكتب في quot;قدرة اللغة غير النافعةquot; ألكسندر غيفن، وفي quot;الإمبراطورية الأخرى للعلاماتquot; هيرفي أوبرون، مثلما يفكّر جورج ديدي ـ هوبرمان في quot;الغرفة المضيئة ـ المعتمةquot;، وهو يُحيل على واحد من أعظم الكتب الّتي ألّفها بارث، وأهداها إلى مخيّلة سارتر، كتابquot;الغرفة المضيئةquot; الصّادر عام 1980.
وإلى جانب ذلك، تعيد المجلة نشر الحوار الّذي أجراه كلٌّ من جان خوسي مارشو ودومينيك رابوردين مع رولان بارث قبل عقودٍ خلت، مثلما تستعيد دفاتر رحلته المشهودة إلى الصّين بين 11 أبريل/ نيسان و4 ماي/ أيار من عام 1974،بما فيها تلك الّتي ينشرها لأوّل مرة كريستيان بورجوا، لكنّ الحوار الّذي خصّتْ به فيليب سولرس أحد أنشط أعضاء مجموعة تيل كيل الأدبية الّتي غيّرت مجرى الأدب ومفاهيمه، إلى جانب جوليا كريستيفا ومرسلين بلاينيت، يبقى الأهمّ لاعتبار الصّداقة الّتي جمعته برولان بارث وإرث المعرفة الجديدة الّذي تقاسماه معاً، وقتئذٍ.
في حوار شائق أجرته معه أليوشا فالد لافوسكي، الّتي رتّبت الملف وعملت عليه، يستثير الكاتب الفرنسي فيليب سولرس، بكثير من الظرف والحنين، صفحاتٍ من ذاكرته، سواء تلك الّتي همّت رحلة بارث الّذي رافقه فيها إلى الصين، أو حياته الجديدة الّتي شرع فيها بعد موته أمّه وحزنه عليها، واقترابه من البوذيّة شيئاً فشيئاً، والمشاريع الّتي جمعتهما وكانا يفكّران فيها. وعن سؤال: من هو بارث الّذي يعدّ الأهمّ في نظره؟ وكيف يرى إلى بارث اليوم؟ ردّ سولرس: quot; في الواقع أحتفظ بالكلّ، وكتبه المنشورة دائماً ما تمّت في سلسلتي، وكم كنّا نتسلّى وقت سجاله مع ريمون بيكار. أنا من نشر ردّه عليه: quot;نقد وحقيقةquot;. ثمّ توالت كتبه الأخرى الأكثر أهمّية، من قبيل كتابه الّذي لم يشخ بعد quot;ساد، فوريي، لويولاquot;، وكتابه quot;س/زquot; الّذي كرّسه بارث لquot;سازارينquot; بلزاك، وكتابه الرائع quot;إمبراطورية العلاماتquot;، كما الشأن بالنسبة لquot;الغرفة المضيئةquot;. وعن الموسيقى الّذي يتقاسمها وبارث، قال سولرس:quot; أعتقد أنّ لديّ أذناً موسيقيّة، وكلّ كاتبٍ كان تسكنه الموسيقى. وأذواقنا بيني وبين بارث لا تلتقي تماماً، هو يسمع لشومان أو فوري، وأنا أسمع باخ، باخ دائماًquot;، وأضاف quot; لم تكن أذواقنا هي نفسهاquot;. وحول ما إذا كان بارث في نظره لازال حديثاً على نحو تامّ، أكّد أنّ الحديث إذا لم يكن كلاسيكيّاً فإنّ الأمر ليس على ما يرام، فالكلاسيكيّون محدثون والمحدثون كلاسيكيّون، وأنّه لا توجد قطيعة بينهما. وبخصوص الذّكرى التي يحتفطها بها عن رحلته إلى الصّين، أشار سولرس إلى أنّ هذه الرحلة شكّلت بالنسبة لبارث محكّاً كما تصدع بذلك تقييداته وكراريسه، بخلافه هو الّذي قضى عامين ليفهم شيئاً من ذلك العصر الصيني، بل استدعى الماويّة ليُحيط علماً بquot;كيف تشتغل هذه الحضارة العجيبةquot;. وعن أحداث 68 ماي الشهيرة، قال: quot;لقد قلبته رأساً على عقب، ولم يكن معارضاً. كان قلقاً للغاية في تلك الآونة، مع مجموعة تيل كيل. وإذا كانت 68 غيّرت عاداته، إلّا أنّ بارث اعتبر الأمر ليس سيئاً على هذا النحو، فهو تحديداً انتقالٌ بين الأجيال. وختم سولرس الحوار بقوله: quot;يمكننا أن نستعيد بصدد بارث هذه العبارة الجميلة لفولتير ضدّاً على كلّ صيغ الفظاظة، اليوم وغداً: quot;لماذا هو على حقًّ دائماً؟ ذلك لأنّه كان ذوّاقةquot;.
وإلى جانب ذلك، تعيد المجلة نشر الحوار الّذي أجراه كلٌّ من جان خوسي مارشو ودومينيك رابوردين مع رولان بارث قبل عقودٍ خلت، مثلما تستعيد دفاتر رحلته المشهودة إلى الصّين بين 11 أبريل/ نيسان و4 ماي/ أيار من عام 1974،بما فيها تلك الّتي ينشرها لأوّل مرة كريستيان بورجوا، لكنّ الحوار الّذي خصّتْ به فيليب سولرس أحد أنشط أعضاء مجموعة تيل كيل الأدبية الّتي غيّرت مجرى الأدب ومفاهيمه، إلى جانب جوليا كريستيفا ومرسلين بلاينيت، يبقى الأهمّ لاعتبار الصّداقة الّتي جمعته برولان بارث وإرث المعرفة الجديدة الّذي تقاسماه معاً، وقتئذٍ.
في حوار شائق أجرته معه أليوشا فالد لافوسكي، الّتي رتّبت الملف وعملت عليه، يستثير الكاتب الفرنسي فيليب سولرس، بكثير من الظرف والحنين، صفحاتٍ من ذاكرته، سواء تلك الّتي همّت رحلة بارث الّذي رافقه فيها إلى الصين، أو حياته الجديدة الّتي شرع فيها بعد موته أمّه وحزنه عليها، واقترابه من البوذيّة شيئاً فشيئاً، والمشاريع الّتي جمعتهما وكانا يفكّران فيها. وعن سؤال: من هو بارث الّذي يعدّ الأهمّ في نظره؟ وكيف يرى إلى بارث اليوم؟ ردّ سولرس: quot; في الواقع أحتفظ بالكلّ، وكتبه المنشورة دائماً ما تمّت في سلسلتي، وكم كنّا نتسلّى وقت سجاله مع ريمون بيكار. أنا من نشر ردّه عليه: quot;نقد وحقيقةquot;. ثمّ توالت كتبه الأخرى الأكثر أهمّية، من قبيل كتابه الّذي لم يشخ بعد quot;ساد، فوريي، لويولاquot;، وكتابه quot;س/زquot; الّذي كرّسه بارث لquot;سازارينquot; بلزاك، وكتابه الرائع quot;إمبراطورية العلاماتquot;، كما الشأن بالنسبة لquot;الغرفة المضيئةquot;. وعن الموسيقى الّذي يتقاسمها وبارث، قال سولرس:quot; أعتقد أنّ لديّ أذناً موسيقيّة، وكلّ كاتبٍ كان تسكنه الموسيقى. وأذواقنا بيني وبين بارث لا تلتقي تماماً، هو يسمع لشومان أو فوري، وأنا أسمع باخ، باخ دائماًquot;، وأضاف quot; لم تكن أذواقنا هي نفسهاquot;. وحول ما إذا كان بارث في نظره لازال حديثاً على نحو تامّ، أكّد أنّ الحديث إذا لم يكن كلاسيكيّاً فإنّ الأمر ليس على ما يرام، فالكلاسيكيّون محدثون والمحدثون كلاسيكيّون، وأنّه لا توجد قطيعة بينهما. وبخصوص الذّكرى التي يحتفطها بها عن رحلته إلى الصّين، أشار سولرس إلى أنّ هذه الرحلة شكّلت بالنسبة لبارث محكّاً كما تصدع بذلك تقييداته وكراريسه، بخلافه هو الّذي قضى عامين ليفهم شيئاً من ذلك العصر الصيني، بل استدعى الماويّة ليُحيط علماً بquot;كيف تشتغل هذه الحضارة العجيبةquot;. وعن أحداث 68 ماي الشهيرة، قال: quot;لقد قلبته رأساً على عقب، ولم يكن معارضاً. كان قلقاً للغاية في تلك الآونة، مع مجموعة تيل كيل. وإذا كانت 68 غيّرت عاداته، إلّا أنّ بارث اعتبر الأمر ليس سيئاً على هذا النحو، فهو تحديداً انتقالٌ بين الأجيال. وختم سولرس الحوار بقوله: quot;يمكننا أن نستعيد بصدد بارث هذه العبارة الجميلة لفولتير ضدّاً على كلّ صيغ الفظاظة، اليوم وغداً: quot;لماذا هو على حقًّ دائماً؟ ذلك لأنّه كان ذوّاقةquot;.
التعليقات