ايلاف:صدر في طهران كتاباً باللغة الفارسية للكاتب العربي عبدالنبي القيّم يحمل عنوان quot;خمس مائة عام من تاريخ خوزستانquot; و خوزستان أسم الذي أطلقه رضاخان، شاه ايران في عام 1925 على الاهواز بعد القضاء على الشيخ خزعل بن جابر حاكم المحمَرة(1925-1897)، حيث سمّوا الفرس في عهد الصفوية الاقليم بquot;عربستانquot; بمعنى أرض العرب أو محل الذي يقطنه العرب و بقي هذا الأسم في الوثائق الرسمية الايرانية و جميع الأحكام و المستندات الحكومية الى عام 1925
و للقيَم قاموس عربي- فارسي في 1275 صفحة صدر في عام 2003 في طهران و بعد مرور أقل من ثمانية سنين يطبع للمرة الثامنة، كما له المعجم الوسيط في 969 صفحة صدر في عام 2007 و يطبع للمرة الثانية.
كتابه الأخير حصيلة أ كثر من أربع سنين من البحث و التدقيق و يشتمل على سبع ابواب و يتميز الكتاب بكثرة المصادر وأستشهادات الباحث بتلك المصادر. الباب الأول في تعريف الكتب التاريخيةالفارسية و العربية و الأنجليزية التي كتبت عن تاريخ عرب الاهواز، يحدثنا الباحث في هذا الباب عن ايجابيات و سلبيات تلك الكتب و يبين لنا هفوات و ثغراتهن(ص19الى37).
يروي لنا القيم في الباب الثاني عن آراء و وجهات نظر الكاتب الايراني احمد كسروي الذي يتسم بعدائه للعرب و الذي بعثه رضاخان الى الأقليم بصفته رئيس العدلية في مدينه تستر المجاورة للأقليم من أجل تضعيف سلطة الشيخ خزعل و تمهيد الظروف للقضاء عليه. و لكسروي كتاباً عن تاريخ عرب الاهواز يحمل أسم quot; تاريخ خمس مائة عام لخوزستانquot; و شحّن كسروي هذا الكتاب بآرائه الشخصية و تعليقاته الخاصة و وجهات نظره المعادية للعرب، و بقي كتابه لأكثر من ثمانين عاما مهيمن على الساحة الثقافية الايرانية. و عبدالنبي القيم من خلال روايته لتاريخ العرب عرّج على أحمد كسروي و بعد حصوله على المصادر الأصلية يبين لنا أحقاد كسروي و آرائه الشخصية و أحياناً أكاذيب كسروي و من أجل معرفة القاري لكسروي يحدثنا في الباب الثاني عن بعض كتّاب الفارسيين المعادين للعرب بما فيهم أحمد كسروي و بعد ذلك يحلل شخصية كسروي من خلال كتبه و مقالاته (ص39 الى 76)
يخصص الباحث الفصل الثالث عن تاريخ خوزستان من البداية الى عام 845 الهجري القمري، عام تأسيس حكم المشعشعين بزعامة سيد محمد بن فلاح بصورة موجزة. يكتب فيه أن لهذه البقعة تاريخ أقدم من تاريخ ايران بآلاف السنين (ص75) و قد حكموها العيلاميين الذين كانوا من الساميين قبل سته الف (6000) و شيدوا حضارتهم المزدهرة لحد عام 641 قبل الميلاد. كما يكتب عن أسم خوزستان و أسم عربستان والمنشأ التاريخي لهذين الأسميين (ص77الى 89)
خصص الكاتب الباب الرابع لتاريخ المشعشعين و حكمهم المستقل في الحويزة من مدن الاهواز في عام 845 الهجري القمري وعداء الصفويين لهم مما أدى الى غزو أراضيهم من قبل الشاه أسماعيل الصفوي مؤسس حكومة الصفوية. و يدحض القيم على ما كتبه كسروي عن السيد محمد بن فلاح و اولاده و أحفاده الذين حكموا من بعده، كما يفنّد على بعض ما كتبه كسروي عن quot; مهدوية quot; السيد محمد بن فلاح. يشتمل هذا الباب على مئة و ثمانية و ستين (168) صفحة و يعتبر أضخم باب في الكتاب(ص91ال 259). جديراً بالذكر أن المشعشعين بسطوا سيطرتهم على القسم الشمالي من الخليج و القسم الجنوبي من العراق و بعض مدن العراق الأوسط مثل الواسط، الحلة، كربلا، نجف، ووصلوا الى تخوم بغداد.
جاء الباب الخامس في تاريخ بني كعب الذين حكموا الفلاحية من القرن الحادي عشر الهجري وأحكموا سيطرتهم على القسم الشمالي من الخليج و على مياهه و في عهد الشيخ سلمان الكعبي (1150الى 1182) دحروا غزوات باشا بغداد، كما دحروا عدوان كريم خان زند الحاكم الفارسي وهزموا عدوان الأنجليز و العثمانيون من دجل القضاء عليهم، حيث تصدوا الكعب على جميع تلك الهجمات و بسطوا سيطرتهم على الخليج و القسم الجنوبي من مياهه. يتضمن هذا الباب 127 صفحة و يروي لنا القيم حكم بني كعب في هذه البقعة (ص261الى3889) يتحدث الباحث في الباب السادس عن حكم آلبوكاسب في مدينة المحمّرة و اوّل من أسس هذا الحكم الحاج جابربن مرداو و الذي بزغت نجمته بعد أفول و انحطاط حكم بني كعب أي عام 1275 الهجري
القمري(1857 م). يتضمن هذا الباب ثلاثة وثمانين صفحة و يروي لنا الكتاب عن أحداث هذه الحقبة التاريخية و حيثيات وصول الحاج جابر الى سدة الحكم و بعد ذلك عن حكم نجله الشيخ مزعل، كما يروي علاقاتهم الدولية مع الأنجليز و العثمانيين و حكم القاجار في طهران. كما يتحدث عن العلاقات الودية بين الحاج جابر و أبنه الشيخ مزعل مع حكام الكويت من آل صباح. يتوقف الكتاب عند عام 189 ميلادي نهاية حكم الشيخ مزعل و مجئ أخيه الشيخ خزعل بن جابر و تسلمه مقاليد الحكم (ص389الى 472).
لخّص الباحث الباب السابع من الكتاب عن الأخطأ اللغويه و المطبعية لكتاب أحمد كسروي (ص473الى 483). هذا الكتاب من أصدارات دار نشر quot; اخترانquot; في طهران، كما نأمل أن يترجم باللغة العربية.
- آخر تحديث :
التعليقات