إعداد عبدالاله مجيد: لعل الهند علَّمت العالم شيئا عن السلوك الجنسي من خلال كاما سوترا وأمتعته بمشهد الساري المبلل على جسد المرأة في افلام بوليوود لكنها لا تبدو مستعدة بعد لتقبل موضوع الجنس الحساس على الانترنت.
وأظهر استقصاء أجرته صحيفة quot;الغارديانquot; أن شركات الانترنت استخدمت بلا ضجة تكنولوجيات تصفية وفرز لمنع المستخدمين الهنود من الاطلاع على محتويات جنسية.
وعمد محرك بحث ياهو وموقع فليكر لتبادل الصور الفوتوغرافية (الذي تملكه شركة ياهو) الى تغيير موقعيهما في وقت سابق من كانون الأول/ ديسمبر هذا العام لمنع المستخدمين في الهند من تعطيل خاصية البحث الآمن على الشبكة. ويسري هذا المنع على المستخدمين في سنغافورة وهونغ كونغ وكوريا ايضا.
كما منعت شركة مايكروسوفت الهنود الذين يستخدمون محركها بنغ من البحث عن محتويات جنسية. ويتلقى المستخدمون الذين يحاولون البحث عن مواد جنسية تنبيها يلفت انظارهم الى ان بلدهم أو سلطات منطقتهم تشترط إعداد بحث آمن على بنغ يقوم بتصفية النتائج التي قد تتضمن محتويات جنسية.
وتأتي هذه القيود استجابة للتعديلات التي اجرتها الهند مؤخرا على قانون تكنولوجيا المعلومات لعام 2000 الذي يمنع نشر مواد خليعة.
ويحدد القانون الهندي الخلاعة بأنها اي مادة داعرة وتداعب الغرائز الشهوانية أو يميل تأثيرها الى إفساد عقول من يطلعون عليها او يقرؤونها أو يستمعون اليها.
وتشير تقارير محركات البحث الى ان مستخدمي الانترنت في الهند يبحثون عن مواد جنسية أكثر من مستخدمي الشبكة في اي بلد آخر. وتحفل الصحف الهندية الشعبية بصورة شابات متخففات من الملابس عمليا فيما تنضح استوديوهات بوليوود بالجنس من كل مساماتها، بحسب استقصاء الغارديان. ولكن الهند تبقى في الوقت نفسه بلدان متدينا من المعهود ان ينتفض فيه المتزمتون والمحافظون بردود فعل عنيفة على اي مادة يرون انها موحية جنسيا.
تأتي المحاولات الأخيرة لتقييد حرية مستخدمي الانترنت الهنود في وقت عاد موضوع السلوك الجنسي يتصدر عناوين الصحف المحلية في الهند. وبثت قناة اخبارية هندية الاسبوع الماضي شريط فيديو يظهر فيه رجل يقال انه في السادسة والثمانين من العمر ويتولى منصب حاكم ولاية اندرا براديش، في الفراش مع ثلاث حسناوات. استقال حاكم الولاية يوم الأحد الماضي متعللا بأسباب صحية واصر في الوقت نفسه على انه ليس الرجل الذي يظهر في شريط الفيديو.
وكانت الحكومة الهندية اغلقت في حزيران/ يونيو الماضي الموقع البورنوغرافي الوحيد بالصور المتحركة على طريقة افلام الكارتون في الهند. وكان نحو 200 الف هندي يزور الموقع يوميا للاطلاع على مغامرات ربة البيت الكارتونية سافيتا بهابهي.
الآن عاد الموقع بعنوان الكتروني جديد ولكن رابطة مقدمي خدمات الانترنت حذرت من غلقه مجددا لأن محتوياته quot;ليست مقبولة في الثقافة الهنديةquot;، كما قال رئيس الرابطة راجيش تشاريا.
في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي عمدت السلطات الهندية الى توسيع الدائرة التي يغطيها قانون 2000 بما يتيح مقاضاة الشركات التي تقدم خدماتها في هذا المجال بما في ذلك محركات البحث ومقاهي الانترنت. وتكون هذه الجهات كلها ملزَمة بموجب القانون الجديد بالتحلي باليقظة وحجب اي محتويات يمنعها القانون. وتنص العقوبات بحق المخالفين على السجن مدة تصل الى ثلاث سنوات وفرض غرامات مالية تصل الى نصف مليون روبية أو اكثر من عشرة آلاف دولار.
من جهة أخرى يوضح موقع فليكر لتبادل الصور الفوتوغرافية الذي تملكه شركة ياهو quot;ان ما هو مقبول في حديقتك الخلفية قد لا يكون مقبولا في حديقة الآخرين. وكل منا يتحمل المسؤولية عن تصنيف محتوانا في اطار هذا المشهد. لذا عمدنا الى استخدام بعض المصافي لمساعدة الجميع على محاولة تدبير امورهم. وإذا كنت تنتمي في بطاقة هويتك الشخصية الى سنغافورة أو هونغ كونغ أو الهند أو كوريا فلن تتمكن إلا من مشاهدة محتويات آمنة وفق شروط الخدمة المحلية في منطقتك. ويعني هذا انك لن تتمكن من تعطيل خاصية البحث الآمن.