أسقف كانتبري: سيد دارون، جَدّك أنت قرد |
وتحدث المليجي عن رحلة داروين على متن سفينة البيغل والتي دامت خمس سنوات والتي أدت إلى تميّزه كجيولوجي وانتشار اسمه كمؤلف. ومن خلال ملاحظاته للأحياء قام داروين بدراسة التحول في الكائنات الحية عن طريق الطفرات وطوّر نظريته الشهيرة في الانتخاب الطبيعي عام 1838 م. ومع إدراكه لردّة الفعل الذي يمكن أن تحدثه هذه النظرية، لم يصرّح داروين بنظريته في البداية إلا إلى أصدقائه المقربين في حين تابع أبحاثه ليحضّر نفسه للإجابة على الاعتراضات التي كان يتوقعها على نظريته. وفي عام 1858 م بلغ داروين أن هنالك رجل آخر، وهو ألفريد راسل والاس، يعمل على نظرية مشابهة لنظريته مما أجبر داروين على نشر نتائج بحثه. وأضاف المليجي أن كتاب أصل الأنواع يعتبر أحد الأعمال المؤثرة في العلم الحديث وإحدى ركائز علم الأحياء التطوري. وقد أثار الكتاب جدلا بسبب مناقضته الاعتقادات الدينية التي شكلت أساسا للنظريات البيولوجية حينئذ. شكل كتاب داروين هذا عرضا لنظريته التي اعتمد فيها على البراهين العلمية التي جمعها في رحلته البحرية في ثلاثينات القرن التاسع عشر وبحوثه وتجاربه منذ عودته من الرحلة. وأوضح الدكتور المليجي أنه منذ عصر المأمون إلى الآن تمت ترجمة 10 آلاف كتاب علمي فقط، في حين أن بلدة صغيرة في أسبانيا مثلاً تترجم ذلك الكم في سنة واحدة. وأشار إلى أن اليهود حالياً يسخرون علم الوراثة في القضاء على الأمراض الوراثية القاتلة مثل مرضquot; تايساكسquot; الذي يقضي على الأطفال في عمر الخمس سنوات.
وأشار إلى أن كتاب داروين بعنوان أصل الأنواع كان بمثابة نقطة البداية في دخول فكرة الأصل المشترك للكائنات لتفسير التنوع في الطبيعة في المجتمع العلمي. عُيّن داروين بعدها عضوًا في المجمع الملكي وتابع أبحاثه وتأليفه للكتب عن النباتات والحيوانات، بما فيها الإنسان. ومن أبرز كتب داروين كتاب سلالة الإنسان، وآخر ما كتبه كان حول دودة الأرض. وقد دفن داروين في كاتدرائية وستمنستر آبي في لندن إلى جانب كل من وليم هرتشل وإسحق نيوتن تكريمًا لتميّزه في هذا المجال.
فقد كان الكتاب مثار جدل وأثار نقاشات علمية، فلسفية ودينية. لقد تطورت نظرية النشوء والارتقاء منذ عرضها داروين للمرة الأولى ولكن يبقى مبدأ الانتخاب الطبيعي أوسع النماذج العلمية قبولا لكيفية حصول ارتقاء الأنواع. رغم قبول نظرية النشوء والارتقاء الواسع في الأوساط العلمية إلا أن الجدل حولها لا يزال قائما حتى يومنا هذا. الكتاب مازال يقبل عليه القراء إلى اليوم ndash; حتى لغير المختصين.وقال أن داروين وحياته توضح لنا أهمية المثابرة على البحث العلمي رغم اتهامه بالكفر والهرطقة من جانب الكنيسة.
وأوضح الدكتور المليجي أنه منذ عصر المأمون إلى الآن تمت ترجمة 10 آلاف كتاب علمي فقط، في حين أن بلدة صغيرة في أسبانيا مثلاً تترجم ذلك الكم في سنة واحدة. وذكر أن الأمريكيون لا يؤمنون بنظرية داروين وبالتالي تم منع تدريسها في المدارس، وأشار إلى أن اليهود حالياً يسخرون علم الوراثة في القضاء على الأمراض الوراثية القاتلة مثل مرضquot; تايساكسquot; الذي يقضي على الأطفال في عمر الخمس سنوات، والخطورة في المرحلة المقبلة من الفكر اليهودي إذا تعمق في مسألة التخليق الجيني، فحالياً يعمل اليهود على تعديل الجينات الخاصة بالذكاء البشري ويحاولون السيطرة عليها ليكون الإنسان اليهودي ذو درجة خارقة من الذكاء.
وتحدث د. مصطفى فهمي عن تجربته في ترجمة الدارونية الجديدة، مشيراً إلى أن التطور ليس مجرد رأي أو فرض أو نظرية، بل هو حقيقة علمية، وأن هناك تجارب علمية أثبتت حقيقة التطور، وأن الأقوى هو الأكثر تكيفاً مع البيئة، فالتطور شكل من أشكال الطبيعة.وأوضح أن الدارونية فجرت جدل واسع بشأن أصل الحياة وأصل الكون وظهرت خلافات بين اللاهوتيين والعلماء، وهو الجدل الذي ينشأ عند الخلط بين المناهج الدينية والعلمية.
وقال الدكتور محمود خيال أن العلم والمعرفة يأخذان اليوم مفهوم الموضوعية، وأن العلم والدين يتكاملان، ولا يمكن أن يتصادما. وأشار إلى أرقام مخيفة، حيث أن إنتاجنا العلمي في المنطقة العربية لا يزيد عن واحد من ألف من إنتاج العالم وكثير من هذه الأبحاث تتم في معاهد وأبحاث الدول الأخرى. وأشار إلى أن استخدام الجينات في الفترة القادمة سيمثل خطورة كبيرة جدا، وستتم استخدام الجينات الإنسانية في الحروب السياسية، ولا أحد يعلم ماذا سيكون شكل الإنسان القادم خاصة وأن الجينات الإنسانية في حالة تطور مستمر.
التعليقات