عبد الجبار العتابي من بغداد: تحت شعار (الصورة رسالة محبة وسلام)، اقامت جمعية المصورين العراقية صباح يوم الثلاثاء على احدى قاعات بناية محافظة بغداد معرضها السنوي السادس والثلاثين بمناسبة عيد المصور العراقي، تضمن 275 صورة لـ 258 مصورا، توزعت على مجالات: الانسان والعمل، السياحة، الرياضة، البيئة والطبيعة، البناء والاعمار، الفنية،الطفولة والبورتريت، وقد اعلن في نهاية الاحتفال عن اسماء الفائزين الذين كان عددهم (21) تقاسموا الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية.

لكن عليّ ان اذكر امرا غريبا حدث هناك، وهو ان اعلام المحافظة منع الكاميرات الفوتوغرافية من الدخول لتغطية نشاط المعرض، وهو امر اثار الاستغراب لدى الاعلاميين والمصورين المشاركين، حيث ان المعرض للصور الفوتوغرافية!!، وحدثت مشادات كلامية مع رجال استعلامات المحافظة، وهو ما جعل البعض يغادر المكان، فليس هنالك من يتفهم طبيعة النشاط ولا مهمة عمل الاعلاميين، وانتهى الامر بالسماح لعدد من الكاميرات بالدخول، وهو ما اعترض عليه الجميع، وبعد انتظار طويل جاء امر السماح بالدخول، كما ان القاعة التي تم فيها عرض صور كانت درجة حرارتها عالية جدا وصغيرة ولم يستطع احد ان يشاهد الصور كافة، وهو ما جعلنا نحمل مدير الجمعية المسؤولية في اختيار مكان كهذا للاحتفال بعيد المصور العراقي المسكين خاصة ان الحضور اقتصر على عدد من الاعلاميين واعضاء الجمعية!!.

قال المصور علوان السوداني: المعرض روتيني، وكل الصور المشاركة فيه سطحية، كما ان اغلبية الصور لمصورين شباب، اما المحترفون فليس لهم اسهامات في المعرض لاسباب نجهلها، نحن نشجع الشباب من اجل ان يتفقوا على اقرانهم ولكن يبقى للمحترفين حضور في ابداع الصورة وتكنيكها، وهذه اختفت من المعرض، كما ان الصور بالابيض والاسود التي هي اساس فن الفوتوغراف غابت عن المعرض واعتمدت التقنيات الحديثة، اي ان الكاميرا هي التي كانت تصور وليس المصور!!.

اما المصور عبد علي مناحي فقال: لم اشارك في المعرض لعدم وجود منافسين، المصور لابد من أن ينافَس في هكذا معارض والا ما فائدة ان يشترك، صحيح هناك بعض الصور الحلوة ولكن ليس فيها بناء وهو الذي يعتمد عليه الفوتوغراف، الصورة جمال وزاوية وتكنيك، وما شاهدته في المعرض هو الموضوع فقط وليس البناء، لذلك لم تجذبني صورة متكاملة، لان مبادئ التصوير الاساسية غير موجودة، وكان الاعتماد على المختبرات فقط.

وقال المصور قيس كاظم: شاركت بثلاث صور في محوري الطبيعة والانسان والعمل، وفازت احدى صوري بالفضية ولكنني غير مقتنع كون صورتي بشهادة الكثيرين تستحق الذهبية، ولكن مع هذا فاقامة المعرض ربح لنا فنحن نحلم ان يكون لهذا الفن انتشار يخدمه لان تكرار المعارض يعني لمّ عصارة خبرات الفنانين، ولكن المكان غير جيد وكان يجب ان يكون في مكان اخر كي يحقق الغاية منه ويستوعب اكبر عدد من الناس والمثقفين، كما ان الدخول الى القاعة صعب بالاضافة الى عدم وجود تكييف فيها.

اما المصور الشاب سعد الله الخالدي فقال: انا استغرب من حال هذا المعرض، فاسمي موجود في دليل المعرض لكن صوري غائبة، ولست انا فقط فهناك الكثيرون ليس لصورهم اي وجود، ربما يشاركون بها في معارض خارجية باسماء غير اسمائنا وهذا ما هو معروف عن الجمعية، وقد شاركت لانني انتمي إلى الجمعية على الرغم من أن البعض حذرني، واعتقد انهم اشعرونا ان هناك محسوبيات وعلاقات عشائرية.

ثم جرى توزيع الجوائز على الفائزين، فكانت نتائج الجوائز الذهبية كما يأتي:
- في محور الانسان والعمل فاز حيدر خليل الحيدري.
- في محور الصورة الفنية فاز انور علي دروش
- في محور البناء والاعمار فاز عدي حاتم
- في محور البيئة والطبيعة علي اللامي
- في محور الطفولة والبورتريت علي اللامي ايضا
- في محور الصورة الصحفية والرياضية فاز ثائر السوداني

وفي نهاية توزيع الجوائز تحدث الينا هادي النجار رئيس لجنة التحكيم قائلا: (شكلت لجنتان لفرز الصور الصالحة للعرض، اما اللجنة الاخرى فهي لجنة التحكيم وهم مجموعة من الاكاديميين والنقاد والتي عددها فردي كي لايكون هناك تكرار بالاصوات، وقد عرضت امامهم الصور من دون اسماء على ان ترشح ثلاثة اعمال للفوز والعمل الذي يأخذ اكثر عدد من الاصوات هو الذي يفوز بالجائزة.
فيما يقول عبد الخالق شاكر امين سر الجمعية (المعرض جيد من الناحية الفنية ومشاركات عديدة وهذا يدل على نجاح المعرض وصلت الى الجمعية 1200 صورة تم فرز 370 صورة صالحة للعرض ومشاركات من جميع محافظات العراق والمستوى الفني عال جدا ومتميز).
بينما يقول المصور قيس كاظم الفائز بالجائزة الفضية عن الانسان والعمل (مشاركتي هي بحد ذاتها اعتبرها فوزا والصورة الفائزة كانت تستحق الذهبية.. وعموما المعرض متباين في المستوى الفني وقاعة العرض غير صالحة والدخول الى المعرض كان محرجا واثر كثيرافي نجاح المعرض).