محمّد رجب السامرّائي من أبوظبي: شهد مسرح أبو ظبي مساء أمس الأمسية الأولى التي نظمها نادي تراث الإمارات ضمن المهرجان الرمضاني الرابع الذي أنطلق ثاني أيام الشهر الكريم في أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس نادي تراث الإمارات وبحضور الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان.
وقد شارك في الأمسية التي جاءت تحت عنوان laquo;رمضان ولياليه في الماضيraquo;، كل من الشعراء: سالم بن علي بالعبدة الشامسي وسعيد الراشدي وحاورهم الشاعر أحمد بالعبدة الشامسي.
وقد تضمن الجزء الأول من الأمسية الرمضانية حديثاً للشعراء المشاركين حول أهمية شهر رمضان في حياة الآباء والأجداد، وعن استعدادات الناس في دولة الإمارات لقدومه منذ شهر شعبان على مستوى تحرَي هلال رمضان ليلة التاسع والعشرين من شعبان وإذا ثبتت رؤيته ارتفعت الأصوات الفرحة بقول quot;رمضان هلquot;، ثم ينطلق العديد من الأشخاص إلى كافة المناطق القريبة والمجاورة لإعلام الناس بهذا الأمر الجليل، بينما يتم إخبار الناس في المناطق البعيدة بإطلاق رصاص البنادق ليعلموا بأن الصيام قد بدأ.
وتحدث المشاركون عن رمضان وعن طبيعة الحسَ الشعبيّ فيه كونه يجسد التكاتف والمحبة حيث كان يحرص الجميع على تناول الإفطار في quot;الحظيرةquot; وquot;العريشquot; ضمن مجموعات تجمع أبناء quot;الفريجquot; الواحد- الحيّ- في إطار ما يعرف بـ quot;المجالس الرمضانيةquot;. وتطرقوا للحديث عن السحور الذي كان يسمى لدى العامة quot;النايبةquot;، حيث كان يتناوب الناس على تناول السحور كلّ يوم في بيت أحدهم.
وانتهى المشاركون في الأمسية الرمضانية إلى أنّ شهر رمضان في مجتمع الإمارات قديماً كان يمثل صورة ثقافية روحانية حفلت بالعديد من المظاهر الإنسانية النبيلة. أما الجزء الثاني من الجلسة فقد خصصه المشاركون لقصائدهم النبطية المعبرة عن ألوان من الصور الشعرية الشعبية، استهلت بقصائد المديح التي تتغنَى بشخص ومآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله حيث قدم الشاعر سالم الشامسي قصيدة في هذا الجانب أبرز من خلالها الجانب الإنساني، والقيم الأخلاقية التي تحلَى بها الراحل في تقديره لشعبه وحياة البداوة وتكريم العلماء وبث روح العدالة الاجتماعية بين الناس.
وكانت قصيدة laquo;اللوحة البدويةraquo; هي الاستهلال الجميل الذي بدأ به الشاعر المحاور أحمد الشامسي جولته مع الشعر، والتي جسد من خلالها صوراً من حياة وعادات وتقاليد البدو وأجواء الصحراء. كما طرحت بعض القصائد فنون المطارحة الشعرية من خلال مناخات البادية والصحراء وتعاملها مع الإبل والرعي وسباقات الهجن- الإبل- وما نتج عن ذلك من رواية الشعر في البادية والصحراء، وبروز أنماط مختلفة من القصيدة المعبرة عن الشخصية والهوية الوطنية.
ومن أهم الألوان الشعرية التي قدمها المشاركون هي قصيدة laquo;التغرودةraquo; خاصة ما قيل في فقيد الأمة الشيخ زايد رحمه الله. والتغرودة هي مفرد laquo;تغاريدraquo; وهي من فنون الشعر الشعبيّ في الإمارات، وكان البدو يرددونها وهم على ظهورquot;المطاياquot;، وقد خرجت هذه القصيدة حالياً في تنويعات متفاوتة لمخاطبة أبناء العصر.
بعدها أمتع المشاركون الحضور بتقديم ألوانٍ من شعر المردَة أو quot;المشاكاةquot;، وقصائد في مراقبة شهر رمضان الكريم وأخرى من باب الغزل العفيف مثل قصيدة quot;عديل الروحquot;، وما يبرز مظاهر من عادات وتقاليد وقيمّ وثقافة البادية في إطار يؤكد على جَمال القصيدة في تداخلات وتقاطعات جميلة بين الشعراء المشاركين الذين استمتع الجمهور الذي حضر هذه الأمسية الرمضانية الجميلة لنادي تراث الإمارات.
كما شهد سموّ الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان والشيخ خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان ليلة الخميس الماضي في مسرح أبوظبي حفل فرقة الإنشاد الديني التابعة لدار الأوبرا المصرية ووزارة الثقافة في جمهورية مصر العربية. وقد استهلت الفرقة المكونة من خمسين منشداً وعازفاً بقيادة المايسترو عمر فرحات الجزء الأول من حفلها النوعي بتقديم موسيقى المولد، وتلت ذلك وصلة من التواشيح الدينية.
ثم واصلت الفرقة برنامجها في تنقل جميل ما بين الغناء الفردي والجماعي بأداء مجموعة من الأغنيات التراثية القديمة. الجزء الثاني من برنامج الفرقة فقد خصص معظمه لقصائد وتواشيح في مدح النبيّ الأكرم محمّد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، بينما كان مسك الختام للفرقة من خلال تقديمها لأداء توشيح أسماء الله الحسنى.