على خلفية احتجاجات الادباء على انتهاك الحريات العامة
مجلس بغداد يكشف عن تشكيل اتحاد أدباء بديل، والاتحاد المركزي يرحب!!


عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد الاتحاد الادباء والكتاب في العراق عن تأييده للخطوة التي سيقوم بها مجلس محافظة بغداد بتشكيل اتحاد ادباء بغداد، مشيرا الى ان العراق في وضعه الجديد لا يحتمل اتحادا واحدا بل عشرات الاتحادات

استفتاء: برأيك من هي أفضل دار نشر عربية في مجال الأدب؟

التي من شأنها ان تنهض بالثقافة العراقية، فيما قال احد الادباء ان مجلس المحافظة يسعى الى تشكيل اتحاد ادباء (اسلامي) على اساس ان الاتحاد المركزي قام بالاحتجاج على قرار اغلاق نادي الاتحاد بحجة انه (يتكون من شاربي الخمور) !!.

وجاء رد الاتحاد العام للادباء بعد ان كشف مصدر في مجلس محافظة بغداد أن المجلس سيعلن قريبا وبالتنسيق مع عدد من أعضاء اتحاد الأدباء الرافضين لعمل الاتحاد عن تشكيل اتحاد أدباء بغداد ليكون بديلا عن الحالي، حيث عقد رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي، يوم الخميس، اجتماعاً مع عدد من أعضاء اتحاد الأدباء بحضور مدير دائرة الشؤون الثقافية نوفل أبو رغيف، مبينا أن المجتمعين اتفقوا على تشكيل اتحاد أدباء بغداد ليكون بديلا عن اتحاد الأدباء الحالي.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه،في تصريح صحفي : أن هذا الاجتماع جاء كردة فعل على التظاهرة الأخيرة التي قادها اتحاد الأدباء وعدد من المثقفين بعد قرار مجلس محافظة بغداد القاضي بإغلاق محلات بيع المشروبات الكحولية والنوادي الليلة والذي اعتبره عدد من المثقفين وسيلة لتقييد الحريات الشخصية والمدنية في العاصمة بغداد، وتابع المصدر : أن الهدف من تشكيل مجلس أدباء بغداد هو لبث الانشقاق والفوضى في اتحاد الأدباء الحالي عن طريق تشكيل اتحاد أخر للأدباء تشارك فيه عدة جهات حزبية وغير حزبية، مشيرا إلى أن الأدباء الذين يشاركون في عمل اتحاد أدباء بغداد هم أعضاء في اتحاد الأدباء الحالي، لكنهم رفضوا طريقة عمله وفي مقدمتهم مدير دائرة الشؤون الثقافية.
وقال الناطق الرسمي بأسم الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الشاعر ابراهيم الخياط في حديث خاص لـ (ايلاف) : اذا كانت الدعوة من اجل تأسيس فرع للاتحاد داخل بغداد فالامر منوط بالمجلس المركزي للاتحاد المركزي بأعتباره برلمانا ادبيا، واذا ما اقتنع المجلس بضرورات تشكيل فرع في بغداد فهو الذي سيشرع ويخطط ويشرف وكلمة الفصل الاولى والاخيرة ستكون له وليس لأحد غيره، اما اذا كان المراد تأسيس اتحاد جديد للادباء فنحن مع تأسيس الاتحادات لان الوضع العام في العراق لا يحتمل اتحادا واحدا، ونحن لا ندعي اننا الاتحاد الشرعي الوحيد وانما نتمنى ان يتشكل(قوس قزح) من الاتحادات الوطنية كي تنهض بالوضع الثقافي.

واضاف : نحن في اتحاد المركز نؤيد اية جماعة ادبية تؤسس اتحادا او منظمة ادبية وسوف نحضر ونلقي كلمة ونشجع ونآزر، ولكن من المفيد قوله للتوضيح ان الوضع الجديد للعراق لا يحتمل ايضا الالغاء والاقصاء،لا يمكن لأحد ان يلغي اتحاد المركز لانه مؤسس وفق قانون، لكن نحن مع تشكيل عديد من الاتحادات، ولا يمكن لاتحاد ان يلغي اتحادا، فنحن ورثنا اتحادا يستند الى قانون ويفرض شكلاا واحدا ونوعا ايضا، وما يؤسس من اتحادات لا يتعدى كونها منظمات مجتمع مدني والسبب ان مجلس النواب العراقي اصدر قانونا لمنظمات المجتمع المدني يعتبر من ارقى القوانين في المنطقة بل وفي العالم، وامام مجلس النواب حاليا قانون الاحزاب والاتحادات، ونحن نتمنى ان يتم تشريع قانون الاتحادات، اما يتم تشكيل اتحادات بدون قانون فهذا مخالفة، فالقانون الحالي لايعطي شرعية لاتحاد ادباء اخر، ولكن لو تم تشريع قانون الاتحادات ستكون لدينا فسحة لتأسيس عدة اتحادات وعدة نقابات للصحفيين والفنانين، وهذا يتلاءم مع الشكل الديمقراطي الجديد في العراق.

على الصعيد ذاته قال احد الادباء،طلب عدم ذكر اسمه، لن ادافع هنا عن اتحاد الادباء المركزي لست من يجلسون في نادي الاتحاد ولكن يبدو ان قرار مجلس المحافظة بتشكيل اتحاد بديل يأتي بسبب عقد داخل بعض الادباء الذين لايجدون انفسهم في حالة اندماج مع الاخرين لاسباب هم يعرفونها، واعتقد ان مجلس المحافظة وبناء على احتجاج اتحاد الادباء على غلق النادي التابع له اطلق فكرته بتأسي اتحاد بديل (اسلاموي) بحجة ان الذين اعترضوا على القرار هم (من شاربي الخمور)، وهذا ما قاموا بالترويج له وليس كما جاء في حقيقة الامر من ان انتهاك للحريات العامة، وكم لدينا من انتهازيين يحاولون تعكير الامور الى حد التسميم لمنافع خاصة بهم.

واضاف : برأيي ان قرار مجلس المحافظة بتشكيل اتحاد بديل سيولد ميتا لان اغلب الادباء العراقيين لا يريدون لاهل السياسة ان يكونوا اوصياء عليهم، كما انهم لا يحبذون شبهة الانتماء الى حزب او طائفة على حساب الاخرين، ولكن لكل قاعدة شواذ، كما اعتقد ان تبعات قرار مجلس محافظة بغداد ستكون وخيمة لان الانتهازيين والطفيليين سيتغلون هذه الظروف لتنفيذ اجندات خاصة قد تؤدي الى عمليات اغتيال للادباء والمثقفين.

وكان مجلس محافظة بغداد قرر في السادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بإغلاق جميع النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات الكحولية في بغداد بحجة أنها لا تملك إجازة بممارسة المهنة، فيما رد مئات المثقفين العراقيين على القرار المذكور باعتصام في شارع المتنبي وسط بغداد، كما وقع أكثر من ألفي شخص بياناً يطالب السلطات الثلاث بإلغاء القرار الذي اعتبروه محاولة لإعادة الحياة إلى الوراء عبر تطبيق قرارات النظام السابق.

وكان المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، قال في بيان وزعه مكتبه في النجف، وتلقت quot;السومرية نيوزquot;، نسخة منه، أمس الأربعاء، إن القوات الأمنية نفذت قراراً quot;حكيماً وشجاعاًquot; أصدره مجلس محافظة بغداد يقضي بإغلاق الملاهي الليلية ومحال بيع الخمور العلنية غير المرخصةquot;، مشيراً إلى أن بعض الأصوات quot;الشاذة والمنبوذةquot; من هذا المجتمع المحافظ، ذي الأخلاق والأعراف الإنسانية الأصيلة ترتفع معترضة على القرار ومتباكية على حريات الفرد في العراق الجديد، فيما دعا أهالي العاصمة إلى تأييد القرار من خلال التظاهر أو نشر اللافتات المؤيدة له.