تحتضن مدينة وهران الجزائرية فعاليات المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي الذي يشهد احتفاء خاصا بالسينما الخليجية وسط حضور مصري محتشم. كما يشهد حفل الإفتتاح الرسمي تكريم الممثل الجزائري الراحل العربي زكّال، والممثلة الجزائرية شافية بوذراع إضافة إلى الممثلة الكويتية حياة الفهد.


ستكون مدينة وهران الجزائرية (430 كم غرب العاصمة)، اعتبارا من نهاية الأسبوع المقبل، قبلة عشاق الفن السابع مجددا من خلال احتضانها فعاليات المهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي، المقررة في الفترة ما بين 16 و23 كانون الأول- ديسمبر الجاري، إذ يشهد الموعد مشاركة 34 عملا ستتنافس على الجائزة الكبرى quot;الأهقار الذهبيquot; وست جوائز أخرى.

يشار إلى أنه خلافا للعرف الذي كرسته الدورات الثلاثة المنقضية، حيث ظلت تقام في الثلث الأخير من شهر تموز/يوليو، ارتأى المنظمون تأخير هذا العرس السينمائي إلى النصف الثاني من الشهر الحالي، بعد أن حامت الكثير من الشكوك حول إلغاء الحدث الذي صنع لنفسه اسما مميّزا رغم قصر عمره.

واستنادا إلى إفادات قدّمها نبيل حاجي المكلف بالإعلام على مستوى المهرجان لـquot;إيلافquot;ّ، فإنّ الطبعة الجديدة التي تحظى برعاية كريمة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تتضمن إلى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 13 فيلما وأخرى للأفلام القصيرة 21 فيلما، عديد الفقرات، حيث ستنشط ندوتان حول quot;النقد السينمائي في الوطن العربيquot; وأخرى حول quot;الموسيقى التصويريةquot;، فضلا عن احتفاء خاص بالسينما الخليجية، فيما سيتم تكريم كوكبة من الوجوه الفنية العربية.

أما في الشق الخاص بالأفلام الروائية الطويلة، يتضمن برنامج المسابقة الرسمية، كلا من: quot;الساحةquot; لمخرجه quot;دحمان أوزيدquot; وquot;طاكسيفونquot; لمخرجه quot;محمّد سودانيquot; اللذين يمثلان البلد المضيف الجزائر، إضافة إلى quot;النخيل الجريحquot; لمخرجه quot;عبد اللطيف بن عمارquot; وهو إنتاج تونسي جزائري مشترك، كما تحضر تونس بفيلم quot;آخر ديسمبرquot; للمخرج quot;معز كمونquot;، ويكتمل الحضور المغاربي بفيلم quot;المنسيونquot; للمخرج quot;حسن بن جلونquot; (المغرب).

وإذا كانت السينما المصرية حضرت في آخر دورة بثلاثة أفلام، هي quot;خلطة فوزيةquot; لمجدي أحمد علي، quot;دكان شحاتةquot; لخالد يوسف، وquot;الميكانيكي quot; لمحمود كمال، فإنّ مشاركتها هذه المرة ستقتصر على فيلم quot;ميكروفونquot; لـquot;أحمد عبد اللهquot;، في حين سيكون الحضور السوري والعراقي مزدوجا لكليهما، بفيلمي quot;مرّة أخرىquot; لجود سعيد، وquot;حرّاس الصمتquot; لسمير ذكرى (سوريا)، وquot;كارنتيناquot; لعدي رشيد عثمان، وquot;ابن بابلquot; لمحمد الدراجي، في إطلالة عراقية خاصة.

كما يشارك لبنان بفيلم quot;شتّي يا دنيquot; للمخرج: بهيج حجيج، في وقت لم تتخلف دولة الإمارات وكذلك قطر عن التظاهرة، إذ تقترح الأولى quot;ثوب الشمسquot; لسعيد سالمين، بينما تقدّم الثانية quot;عقارب الساعةquot; لخليفة المريخي.

وتتضمن لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، ترسانة من الأسماء البارزة، يقودها الروائي الجزائري المعروف quot;رشيد بوجدرةquot; رئيسا للجنة، النجمة السورية quot;سوزان نجم الدينquot;، الناقد المغربي quot;أحمد بوغابةquot;، الموسيقار التونسي quot;ربيع الزموريquot;، إضافة إلى هالة زريقات من الأردن، quot;كولات نوفلquot; من لبنان، والمخرج الإماراتي quot;عبد الله حسن أحمدquot;.

أما مسابقة الأفلام القصيرة، فستتولى تقييمها لجنة تحكيم مشكّلة من المخرج التونسي quot;إبراهيم اللطيفquot; رئيسا، الممثلة السورية quot;نادين سلامةquot;، المخرج المغربي quot;محمد نظيفquot;، ناهيك عن quot;صالح عمرانquot; من البحرين، وquot;سالم دندوquot; من موريتانيا.

وتتضمن لائحة الجوائز: الجائزة الكبرى quot;الأهقار الذهبيquot;(قيمتها 50 ألف دولار)، جائزة لجنة التحكيم، جائزة أحسن فيلم، جائزة أحسن سيناريو، جائزة أحسن تمثيل رجالي، جائزة أحسن تمثيل نسائي، وجائزة أحسن فيلم قصير، مع إدراج عدد من التنويهات.

يشار إلى أن مهرجان وهران يسلط الضوء على السينما الخليجية، حيث سيعرض الفيلم الكويتي quot;بس يا بحرquot; لمخرجه quot;خالد الصديقquot;، والفيلم البحريني quot;حكاية بحرينيةquot; لمخرجه quot;بسام الذوّاديquot;، والفيلم الإماراتي quot;دار الحيّquot; لمخرجه quot;علي مصطفىquot;.

كما يوفر فضاء quot;نظرة على السينما الخليجيةquot;، الفرصة لمشاهدة تسعة أفلام قصيرة لمخرجين شباب من دول الخليج العربي ويتعلق الأمر بستة أفلام إماراتية هي: quot;تنباكquot; لعبد الله حسن، quot;جنة مريمquot; لمحمد الحمادي، quot;غيمة شروقquot; لأحمد زين، quot;حبل الغسيلquot; لعيسى الجناحي، quot;أشششquot; للثنائي quot;شمة أبو نواسquot; وquot;حفصة المطوعquot;، وفيلم quot;لالquot; لكل من quot;ياسر النياديquot; وquot;هناء الشاطريquot;، إضافة إلى الفيلم السعودي quot;دميةquot; لريم البيات، وآخر بحريني quot;مريميquot; لعلي العلي، على أن تختتم النظرة بالفيلم القطري quot;أحبك يا شانزيليزيهquot; لمهدي علي.

مساجلات مرتقبة حول النقد السينمائي العربي والموسيقى التصويرية

على صعيد النشاط الأكاديمي الذي واظب المهرجان على تكريسه في سابق طبعاته، لن يشذ الحفل عن القاعدة، إذ سيقارب quot;سبل النهوض بالنقد السينمائي العربيquot; في ندوة فكرية يشترك فيها فريق من النقاد العرب، سيتم خلالها ndash; بحسب البرنامج- تناول جملة من النقاط التي لها صلة بالواقع النقدي السينمائي في البلدان العربية، خاصة ما يرتبط بالرهانات المختلفة التي تشهدها هذه الممارسة وسبل تطويرها ضمن التحولات الإعلامية ووسائط النشر الجديدة (المدونات الخاصة والمواقع الإلكترونية)، وما يتصل رأسا بعلاقة النقد السينمائي العربي بالمتلقي، وصوت الناقد وحريته وعلاقته بالإنتاج السينمائي العربي.

وسيعقب منتدى النقد السينمائي العربي ندوة ثانية حول quot;الموسيقى في السينما العربيةquot; بمشاركة لطائفة من مؤلفي الموسيقى العرب، وتختص الندوة المذكورة بموضوعة الإبداع الموسيقي في الفيلم السينمائي، ومكانة المؤلف الموسيقي في المشهد السينمائي العربي وعلاقته بالمخرج المؤلف. كما ستكون الندوة فرصة لتقديم تجارب إبداعية في الوطن العربي.

حفل الإفتتاح الرسمي المزمع سهرة الخميس السادس عشر ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيكرّم الممثل الجزائري الراحل العربي زكّال، وشافية بوذراع، إضافة إلى الممثلة الكويتية حياة الفهد.

يشار إلى أن الدورة الأخيرة شهدت تتويج الفيلم المصري quot;خلطة فوزيةquot; لمخرجه مجدي أحمد علي بالجائزة الكبرى quot;الأهقار الذهبيquot;، ونالت النجمة المصرية إلهام شاهين جائزة أحسن ممثلة، فيما آلت جائزة أفضل ممثل لحسان كشاش، بينما تقاسمت أفلام جزائرية ومغربية وسورية وتونسية بقية الجوائز، في حين خرجت أفلام quot;رحلة إلى الجزائرquot; لعبد الكريم بهلول، quot;ميكانوquot; لمحمود كامل، وquot;دكان شحاتةquot; لخالد يوسف صفر اليدين.