عبد الجبار العتابي من بغداد: لم تزل عمليات فرز البطاقات الانتخابية الخاصة بأتحاد الادباء العراقيين مستمرة، وحسب المعلومات الواردة الينا ان حتى عصر الاحد لم يتم فرز الا ثلث القوائم، فيما اشار مصدر في الاتحاد ان النتائج اما ستعلن في وقت متأخر من الليل او صباح الاثنين، وقد علمنا ان القوائم التي تم فرزها اشارت الى تقدم واضح لكل من: ابراهيم الخياط وياسين النصير وفاضل ثامر وعمر السراي ومنذر عبد الحر وجمال الهاشمي والفريد سمعان وعالية طالب واحمد خلف وطه الشبيب ونوفل ابو رغيف واحمد عبد السادة وعلي الفواز، ومن الادباء الذين تضنته الكوتا: هيثم بهنام بردى وحسين الجاف وكفاح الامين.
وشهدت الانتخابات الخاصة بالاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق سجالات عديدة بين العديد من الادباء الذين هاجم بعضهم الاتحاد المنتهية ولايته متهمة اياه بالانفراد بالمكاسب وبتبديد المال من خلال عدم الكشف عن تفاصيل الامور المالية التي بحوزة المجلس المركزي، وعدم الالتفات الى الادباء المرضى وكبار السن فيما اتهم البعض الاتحاد بعدم الاهتمام بأدباء المحافظات، فيما نال الشاعر المخضرم الفريد سمعان هجوما خاصا لانه رشح نفسه للقائمة العامة فيما هنالك كوتا تضمن للمسيحيين مقعدا داخل المجلس، وكانت الاصوات تتعالى من جهات مختلفة من القاعة احتجاجا على بعض المتحدثين مع هتافات واطلاق مفردات تشير الى انتماءات البعض الى احزاب معينة، والاغرب ان اغلب الادباء المرشحين للمجلس المركزي أأتلفوا تحت قوائم حزبية!!.
فاللغط الذي كان يدور منذ الصباح الباكر ليوم الانتخابات (السبت) هو الترويج لقوائم اكثر من الترويج الى اشخاص معينين على الرغم من وجود لقاءات خاصة ومنفردة تروج لاشخاص معينيين، فيما لم تكن هنالك اعلانات تعريفية عن المرشحين الا واحدا، فيما كانت هنالك اوراقا تحمل بيانا لاحد المرشحين يدعو الى التغيير، والقوائم التي تضم (25) اسما، وهو العدد الذي يمثله المجلس المركزي بالاضافة الى خمسة مقاعد للكوتا، اشار اليها البعض بمسميات: القائمة الشيوعية والقائمة البعثية والقائمة الاسلامية التي اشار احد اعضائها بأن هنالك من يشير الى اعضائها بـ (المفسدون الجدد)!!
وهذا التنافس هو ما اضرم السجالات والاحتجاجات التي بدأت بعد قراءة التقارير الثقافية المالية والادارية، بعد ان فتح المجال للادباء بطرح ملاحظاتهم، حيث هاجم بعض المتحدثين اعضاء الاتحاد السابق بشدة مشيرا الى انهم مارسوا التهميش للكثير من الادباء وانفردوا بالمكاسب ولم يقدموا للاديب العراقي ما يحافظ على كرامته.
بدأ المؤتمر الانتخابي بكلمة لرئيس اللجنة التحضيرية الشاعر سبتي الهيتي قال فيها: هذا عرس مشهود للادباء العراقيين لانتخاب ممثليهم تألقت فيها اصواتهم في صوت واحد هو صوتكم، وارجو ان يكون تجمعكم هذا على الخير لكي تتمكنوا ان تنتخبوا بأنفسكم من انفسكم من يمثلكم في قيادة دفة الاتحاد الادباء، اسمحوا لي ان اتفاخر بكم في هذه اللحظة من تاريخ العراق، فأنتم قرة عين العراق، وان اياديكم مثل قلوبكم بيضاء ناصعة واقلامكم ما تزال مثل آمالكم زاهية في رسم طريق المستقبل الجديد لهذا الوطن، كما اشار الى ان رئيس اتحاد الادباء العرب محمد سلماوي اتصل ونقل تحياته للادباء العراقيين متمنيا لهم النجاح والتوفيق.
وبعد قراءة آي من القرآن الكريم، قرأ الشاعر علي الفواز التقرير الاداري تبعه القاص جهاد مجيد بقراءة التقرير المالي، ثم فتح القاضي المجال للادباء لطرح ملاحظاتهم، محددا الوقت بدقيقتين لكل متحدث، حيث هاجم اغلب المتحدثون المجلس السابق، ومنهم نوفل ابو رغيف الذي اعترض اولا على وجود القاص فهد الاسدي ضمن اللجنة التحضيرية قائلا: لا خلاف لدينا على شخصية فهد الاسدي ولكن درجنا على ان يطرح اسم او اسماء لرئاسة المؤتمر من بين اعضاء الجلسة لكي لا ينحاز احد على سيادة اشخاص اخرين، ثم تقرأ التقارير، القاضي اجابه ان الموضوع تمت مناقشته بين اللجنة التحضيرية واللجنة الوزارية، والاسدي سمي بموافقة الجميع، ثم اعترض ابو رغيف على ترشيح الفريد سمعان (الامين العام للاتحاد ) نفسه للانتخابات ضمن القائمة العامة لانه مسيحي، لان المسيحيين لهم مقعد ضمن الكوتا، وهو ما جعل اصوات تنطلق من جانب القاعة على شكل هتافات انه يسمح له، وحاول الفريد نفسه الرد لكن القاضي لم يسمح له، ابورغيف اشار ايضا الى ان الاتحاد وطوال مدته السابقة اغلق الباب على نفسه، مطالبا الادباء بالشجاعة للتغيير.
كما تحدث احد الادباء عن ضبابية التقرير المالي طالبا الكشف عن تفاصيل الاموال التي استلمها الاتحاد من جهات حكومية، وقد قال هذا الاديب انه شخصيا قام بنقل مبلغ 50 الف دولار من الرئيس السابق عجيل الياور، وقد رد عليه البعض بأن المبلغ (مجمد)!!.
ثم تحدث اخرون من ادباء المحافظات عاتبين على ادارة الاتحاد عدم الاهتمام بالادباء وتهميش البعض منهم، وأوضح بعض المتحدثين عن اهمال مقرات فروع الاتحاد في المحافظات، كما اشار البعض الى الاتحاد لم يسع الى ان يشارك اغلب الادباء في المهرجانات العربية والعالمية وانفرد بها لاعضاء هيئته الادارية، وقد اشار احد الادباء الكرد ان الادباء الاكراد كانوا مهمشين ولا احد يلتفت اليهم، كما استغرب الدكتور كريم شغيدل في كلمته اتباع الاتحاد على الرواتب والاعطيات قائلا: الاتحاد حاول انتاج الصيغة البليدة للطغيان والاستبداد كما تاجر بالرواتب وكان يدعو الى ضرورة دفع الاشتراكات من اجل دفع رواتب للادباء وهي اسطورة وخرافة وغير موجودة في عقول الادباء، وهي طريقة استجداء مقيتة لا يشرف الادباء ان يقبضوا رشاوى من الدولة، كما قال: بدل ان يطالب الاتحاد بتوصيف المثقف والاديب راح يستجدي المسؤولين لقنص الظروف الممتلئة بالمال، وكان عليه ان يطالب بتشريع قانوني، كما كان عليه ان يطالب بمنح شهادة دكتوراه فخرية للادباء او نسبة صغيرة في الملحقيات الثقافية، متمنيا من الاتحاد الجديد اعادة البنية الثقافية للمثقف ومساحة للحرية.
وتأسف احد المتحدثين من ان المؤتمر الانتخابي لم يذكر اسم الراحل الدكتور عناد غزوان رئيس الاتحاد السابق او تثمين جهوده الكبيرة في اعادة الاتحاد الى الوجود من جديد.
كما تحدث اديب اخر قائلا: ان اتحاد الادباء يمنح هويات الانتساب الى الاتحاد كيفما اتفق وكان من المفروض ان تكون هنالك لجنة تعرض عليها نتاجات الطالب للانتماء وان تكون بالمستوى المطلوب، كما طالب اديب اخر الحاضرين ان يعرض ملف الاتحاد المنتهية ولايته على لجنة النزاهة ثم خاطبهم بالقول: من يعارض عرض ملف الاتحاد الى النزاهة؟ فلم يرفع احد يده وهو ما اثار عاصفة من التصفيق!!.
بعدها اعلن فاضل ثامر رئيس الاتحاد عن حل المجلس المركزي، مباركا للادباء هذا العرس الكبير والتجمع الذي نحلم به دائما شاكرا الجميع على الجهود التي بذلوها من اجل اقامة الانتخابات، ثم تم الاتفاق على ان يبدأ ادباء المحافظات بالانتخاب، على ان يكون العضو المشارك قد سدد التزاماته المالية وان يبرز هوية تعريفية له.
وبعد ساعات من اجراء عملية الانتخاب التي انتهت في الساعة الرابعة عصرا، حيث اغلقت الصناديق، لكن القاضي المشرف على الانتخابات اعلن بعد ساعات من العد والفرز للبطاقات الانتخابية تأجيلها الى يوم الاحد بسبب الجهد والتعب الذي نال الجميع وتأخر الوقت الى ساعات الليل، بعد فرز (115) بطاقة فقط، وقد اكد ذلك المتحدث باسم الاتحاد ابراهيم الخياط الذي اشار ان عمليات الفرز توقفت بأمر من القاضي سالم الموسوي وتأجيلها الى صباح يوم الاحد بسبب تأخر الوقت والتعب الذي نال من القائمين على العد والفرز.
وجرت انتخابات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق،في قاعة كبيرة في فندق فلسطين (ميرديان) التي غصت بالمئات من الادباء العراقيين، حيث جرت المنافسات للحصول على مقاعد المجلس المركزي البالغة 30 مقعدا (25 + 5 للكوتا) من قبل 109 ادباء من بغداد والمحافظات وبمشاركة 620 اديبا من اصل اكثر من 1500 اديبا تحق لهم المشاركة، بأشراف اللجنة التحضيرية التي يرأسها سبتي الهيتي، وممثلين عن وزارة المجتمع المدني وقاضيين مخولين هما: سالم الموسوي وسامي المشهداني.
وأوضح الخياط: ان الانتخابات جرت بعد اكتمال النصاب القانوني، مؤكدا: ان هناك أكثر من كوتا بين المرشحين، وهي مقعد واحد للسريان وآخر للتركمان وثلاثة للكرد وسيفوزون بالتزكية، مشيرا الى ان الادباء في كل العراق لهم حق اختيار مرشحي الكوتا.
التعليقات