نصرت مردان من جنيف: أعد الموسيقار اليوناني المعروف ثيودراكيس ألبوما يضم مجموعة من قصائد الشاعر ناظم حكمت التي ترجمها إلى اليونانية الشاعر ريستوس تحت عنوان (تحت الثلج)، الا ان محمدآنداج بورزجسكي

فيرا تذرف الدموع قرب جثمان الشاعر

اعترض على هذا العمل باعتباره الوريث الشرعي لأعمال ناظم حكمت.
من هو محمد آنداج بورزجسكي ؟.. هو باختصار شديد الابن الوحيد للشاعر، والذي يعرفه جميع قراء شعر ناظم حكمت باسم (ممد)، والمعروف عنه شدة سخطه وكراهيته لأبيه.
في تعليق لها على الموضوع، ذكرت آري، وهي ابنة الشاعر اليوناني المعروف يانيس ريستوس الذي قام بترجمة مجموعة من قصائد ناظم حكمت إلى اليونانية:
quot; كان والدي على صلات ودية وثيقة بالشاعر، ومن شدة إعجابه به قام بترجمة مجموعة من قصائده، ولا اعتقد أنه فعل ذلك بموافقة رسمية موثقة من الشاعر ناظم حكمت، لأن العلاقات الإنسانية بينهما، كانت أقوى من التعامل الرسمي، وقطعا لم يخطر في بال ناظم حكمت ان ابنه الوحيد (ممد) سيقف بعد أكثر من نصف قرن حجرة عثرة أمام خروج هذا الانجاز الموسيقي إلى النور quot;.
لعل القاريء يستغرب استعمالي اسم محمد آنداج بورزجسكي بدلا من (ممد) وهو الاسم الذي يطلق في تركيا على كل من يحمل اسم (محمد)، ويعود سبب ذلك انه يحبذ هذا الاسم ولايريد أي تنسيب بوالده ناظم حكمت. لذلك يفضل استعمال لقب أمه وجده. فآنداج هو لقب أمه (منوّر)، بورزجسكي هو لقب جده لأمه التي تنتمي إلى أصول بولونية مثل ناظم حكمت نفسه.
ولد محمد بورزجسكي في عام 1951، وقد أنجبته (منوّر) التي ارتبطت مع ناظم حكمت بعلاقة حب عندما كان في السجن، وكان ناظم آنذاك متزوجا من (بيرایه)، وهو في الوقت نفسه اسم والدة ناظم حكمت (حيث أطلق والدها عليها هذا الاسم ا لشدة إعجابه بأم ناظم حكمت)، وكانت بيرايه قبل ذلك زوجة (محمد عرفي 1900 ـ 1969) الكاتب والممثل والمخرج المعروف برحلاته ومغامراته. ولعل الكثيرين لايعرفون بأنه حضر إلى مصر، حيث كلفته رائدة السينما المصرية عزيزة أمير بإخراج فيلم (ليلى) في 1927، وبسبب بعض الخلافات بينهما أتمت هي مع استيفان روستي إخراج الفيلم.
عندما علمت (بيرايه) بعلاقة ناظم بمنوّر، أصرت على الطلاق ورفضت كل محاولاته للمصالحة، ولم تذكره طوال السنوات التي عاشتها.
وفي حياة ناظم حكمت هناك (ممدان)، أولهما هو ابن (بيرايه) من زوجها السابق وداد عرفي، وهو الناقد والناشر محمد فؤاد، وقد ظل محبا لناظم حكمت يصدر دراسات وكتبا عنه، والثاني هو ابنه الوحيد محمد آنداج بورزجسكي من ابنة خاله منوّر، والذي يتحدث عن أبيه دائما بعبارات قاسية:

ناظم ومنوّر

quot; كان أبي رجلا يكتب قصائده مقابل حفنة من الروبلات. لقد ترك أبي أمي دون رحمة وأنا في الثالثة، مفضلا الذهاب إلى أحضان إمرأة أخرى. أنا لا أشعر تجاهه بأي مشاعر إنسانية على الإطلاق quot;.
وقد أقام (ممد) عام 1978 دعوى في إحدى محاكم استانبول لإثبات بنوته لناظم حكمت، وجاء قرار المحكمة لصالحه.
في الحقيقة لقد ظهر موقفه السلبي من والده حتى في موضوع نقل رفاته من موسكو إلى وطنه تركيا. فناظم حكمت الذي يرقد بمثواه الأخير في دير نوفوديفيجيا، وقد بذلت محاولات عديدة لنقل ضريحه إلى تركيا، وكانت زوجته فيرا قد طلبت من الجانب التركي مليون دولار للموافقة على نقل رفات الشاعر إلى وطنه. وقد استعدت بعض الجهات لدفع هذا المبلغ في العام 1999، الا أن الأمر كان يتطلب تقديم طلب رسمي من قبل عائلة الشاعر، إلا أن ابنه الوحيد محمد رفض التقدم بمثل هذا الطلب مؤكدا أن والده لايستحق الدفن في ثرى وطنه، وانه لايشعر بأي عاطفة تجاهه خاصة وانه قد قابله ووالدته منّور بفتور بالغ عند لقائه اليتيم بهما عام 1961 في وارشو بعد مساعدة الكاتب الايطالي جويس ليوسو لهما بمغادرة تركيا للقاء ناظم حكمت. وكان ناظم حكمت غارقا حينذاك حتى آذنيه بغرام غالينا بولسنيكوفا،الطبيبة التي كانت تشرف على علاجه.
وقد باءت جهود الشاعر رفيق أردوران (1928) الذي قام بدور هام في تهريب ناظم حكمت من تركيا بالفشل في إقناع محمد آنداج بورزجسكي بتغيير موقفه

ناظم وبيرايه

والكف عن مهاجمة والده، لذلك مالبث أن أعلن أردوران بأن لاأمل يرتجى منه لذلك قرر الكفّ عن المحاولة.
توفيت فيرا في عام 2001، وحسب وصيتها تم دفن رمادها في قبر الشاعر. وبذلك فإن نقل الرفات بات يتطلب موافقة ابنتها آنّا ستيفانوفا أيضا.
يقيم محمد آنداج بورزجسكي في فرنسا،الا أنه يفضل قضاء إجازاته في استانبول بعد قيامه باستئجار شقة بمنطقة (بويوك آدا) ليمارس فيها الرسم.
كما أنه يمتلك مكتبا خاصا خارج تركيا مهمتها متابعة الحقوق المالية لطبع أعمال ناظم حكمت الشعرية، وتلحين بعض قصائده وعرض مسرحياته، باعتباره الوريث الشرعي الوحيد للشاعر.