النص السردي الأندلسي: مداخل لقراءة جديدة

محمد نجيم: صدر للكاتب والناقد إبراهيم الحجري كتابا بحثيا جديدا عن الإصدار الشهري للمجلة العربية التي تصدر بالمملكة العربية السعودية وتوزع بالعالم العربي موسوما بquot;النص السردي الأندلسي: مداخل لقراءة جديدةquot; يتكون من 139 صفحة من الحجم المتوسط. ويأتي هذا الكتاب تتويجا لانخراط الكاتب في وحدة البحث والتكوين quot;المغرب وإسبانيا: مظاهر التفاعل في أشكال التعبير الثقافيquot;.
ويذهب الباحث في مقدمة هذا الكتيب إلى القول quot;إن تناول النصوص التراثية وفق ما تتيحه المناهج الأدبية التي أثبتت فعاليتها وأداءها الجيد، يفتح آفاقها الدلالية والشكلية أكثر من الدراسات التقليدية التي كانت تكتفي بمناوشتها من السياق الخارجي وتربطها بعناصر دخيلة مما يقتل النص ويفضي به إلى الهلاك. خاصة أن المناهج مهما كانت مرجعيتها فهي لا جنسية لها، وتفتح لها مرونتها الأفق على الارتحال من مجال إلى آخرquot;.
وقد تناول هذا العمل ثلاثة كتب تنتمي إلى زمان موحد هو العصر الوسيط، ومكان مشترك هو الأندلس. ويتعلق الأمر بكتاب quot;حي بن يقضانquot; لابن طفيل، quot;طوق الحمامةquot; لابن حزم الأندلسي، quot;ضون كيخوطيquot; لميجل دي سربانتيس. وهي كتب يجمع بينها السرد، مثلما يجمع بينها كونها مجتمعة تمهد لظهور جنس أدبي جديد هو الرواية مع اختلاف الدرجة والمسافة الزمنية.
إن كثيرا من الكتب التراثية الوسيطة وغيرها تحتفظ بقيمة كبرى من الراهنية. وتتضمن قيما جمالية ومضمونية لا توجد في كثير من الكتب المعاصرة، لتفرض إمكانية العودة إليها في كل مرة بمنهج جديد دون أن تستنفد كل معينها مثل الكتب التي أتناولها هنا بالتحليل المخاتل والدرس المشاكس آملا أن تكون هنات العمل فاتحة لتقدم أعمال أخرى في هذا المجال.
وفي خاتمة الكتاب يستنتج إبراهيم الحجري أن هذه الدراسة المتعددة تفضي إلى quot;كون مجموعة من المسبقات النظرية يجب أن يعاد فيها النظر مثل نظرية الأجناس الأدبية وغيرها. فهذه النصوص لا يمكن تصنيفها في مجال معين مثلما جعلتها الدراسات التقليدية. وبالمفهوم الجديد إن هذه الكتب هي نصوص مفتوحة غير قابلة للتجنيس الصرف. فهي تتضمن عددا من الأجناس بطرق تركيبية دون أن يسيء ذلك إلى شعريتها وجماليتها اللتين تتبلوران في انسجام هذه المكونات كلها. وإذا كان أغلب الدارسين يتفقون على أن quot;ضون كيخوطيquot; هو أول رواية على الإطلاق. فإن الكتابين الآخرين لا يقلان أهمية عنه بالرغم من كونهما أصغر حجما سواء من حيث القيمة الجمالية والشكلية أو من حيث القيم الإنسانية التي يدافعان عنها. فكل من هذه الكتب يشكل انعطافة كبرى في مجاله. والدليل على ذلك الندوات العالمية التي تتناولها بشتى اللغات وفي أقصى مناطق العالم. وقد أثبتت البحوث التي أنجزها مستعربون وعرب أن سيرفانتيس استفاد مما ظهر قبله من كتب أندلسية تتضمن أبعادا سردية. بل الأكثر من ذلك هناك من يذهب إلى أن quot;ضون كيخوطيquot; نفسها لكاتب عربي مجهول نسبها سربانتيس إلى نفسهquot;.
للإشارة فقد صدر للكاتب مجموعة من الكتب منها: أبواب موصدة 2000، أسارير الوجع 2006، آفاق التجريب وتحولات المعنى في القصيدة المغربية 2007. استثناء 2009.