يوسف يلدا من سيدني: توفي الكاتب والروائي الأرجنتيني إرنستو ساباتو،يوم السبت الماضي، عن عمر 99 عاماً، في منزله بمدينة سانتوس لوغاريس في الأرجنتين، حسب ما أكدته زوجته ألفيرا غونزاليز فراغا لإذاعة (ميتري) الأرجنتينية. وقالت بأن ساباتو كان قد شكا، قبل خمسة عشر يوماً، من مرض إلتهاب الشعب الهوائية، الذي يعد خطيراً بالنسبة لعمره. وكان ساباتو، الذي يعتبر الكاتب الأرجنتيني الأول من حيث سعة إنتشار رواياته عالمياً، يستعد للإحتفال بعامه المئة في 24 حزيران المقبل. وكان سيتم تكريمه إبان معرض الكتاب الذي تم إفتتاحه قبل أيام برعاية المعهد الثقافي في بوينوس آيريس.
وكان ساباتو الذي ولد في بلدة روخاس، التابعة الى إحدى مقاطعات بوينوس ايريس، الى جانب كونه من أبرز الروائيين المعروفين عالمياً، قد نال شهادة الدكتوراه في علوم الفيزياء. حيث عمل فيquot; مختبر كوريquot; بباريس، غير أنه هجر
العلوم، من دون رجعة، في العام 1945 ليتفرغ بصورة كاملة للأدب. وفي العام 1984 حصل مؤلف رواية quot;النفقquot; على أشهر جائزة أدبية في أسبانيا، ألا وهي جائزة سرفانتيس، وتم ترشيح إسمه لجائزة نوبل في الأدب عام 2007، من قبل الجمعية العامة للمؤلفين والناشرين في إسبانيا.
وكان ساباتو يعالج في كتاباته أزمة الإنسان المعاصر، وتأملاته حول عالم الأدب، بحد ذاته. ومن بين أبرز أعماله quot;الكاتب وكوابيسهquot; عام 1963، وquot;إعتذارات ورفوضاتquot; عام 1979، وquot;النفقquot; عام 1948، وquot;أبطال ونعوشquot; عام 1961، وquot;أبادونquot; عام 1974. وأما آخر أعماله الأدبية المنشورة فقد كان quot;اسبانيا في يوميات شيخوختيquot;، وهو عبارة عن حصيلة رحلاته الى المدن الإسبانية عام 2002،في الوقت الذي كانت الأرجنتين غارقة في أزمة إقتصادية حادة.
ويعد إلتزام ساباتو السياسي والأخلاقي الثابت من أبرز السمات البارزة في كتاباته، الأمر الذي دفعه لأن يترأس اللجنة الوطنية للمفقودين، ويعمل على صياغة كتاب quot;أبداً بعد الآن: تقرير ساباتوquot;، والخاص بالأعمال البشعة التي إرتكبتها حكومات الطغمة العسكرية ما بينquot; 1976 ndash; 1983quot;، والذي فتح الأبواب واسعة لمحاكمة المجلس العسكري في عام 1985. وكانت حينها قد تكالبت الإنتقادات من قبل العديد من المنظمات الإنسانية لما نشر في مقدمة التقرير، حول ما سميّ ب quot; نظرية الشريرينquot; والمتعلقة بالعنف السياسي الذي هزّ الأرجنتين خلال عقد السبعينات. وكان ساباتو قد قال في مقدمة التقرير، عن أعوام السبعينات في الأرجنتين quot;إن الحياة قد أصابها الإضطراب، بسبب من الرعب الذي زرعه كل من اليمين المتطرف واليسار المتطرف، أيضاًquot;.
و كرّس ساباتو وقته للرسم، أيضاً، وإن إعترف، في إحدى المرات، بأن quot;رغبة التدمير الذاتيquot; كانت قد دفعته لأن يضع نهاية مأساوية للعديد من أعماله. ولكنه، في عام 1989، وبإلحاح شديد من العديد من أصدقائه، عرض مجموعة من لوحاته الفنية في مركز بومبيدو في باريس، وأخر مثيله في مدريد.
ومرّ الكاتب الأرجنتيني بتجارب مريرة وصعبة مع الموت، حيث كان ولده خورخي قد توفي في حادث مروري عام 1995، وليواجه، بعدها، في عام 1998، فاجعة رحيل زوجته ماتيلدا.
ومن بين الجوائز الأخرى التي نالها إرنستو ساباتو، جائزة مينينديث بيلايو عام 1997، وجائزة غابرييلا ميسترال عام 1983، والتي منحتها له منظمة الولايات الأمريكية quot;أو. إي. آquot;.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات