عبد الجبار العتابي من بغداد: احتفلت مدرسة الموسيقى والباليه التابعة لدائرة الفنون الموسيقية العراقية صباح يوم الثلاثاء بمناسبة انتهاء السنة الدراسية، وتضمن برنامج الاحتفال الذي حضره عدد كبير من المثقفين والاعلاميين واباء وامهات واصدقاء الطلاب الذين تخرجوا والذين قدموا مهاراتهم ومواهبهم، وهو ما جعل الحضور يعبرون عن اعجابهم بمفردات المنهاج الذي تضمن عزف مقطوعات موسيقية غربية وعربية وتراثية ورقصات ابهجت الحضور،اشار العديد من الحضور الى بهجتهم بهذا التواصل الثقافي ان الباليه والموسيقى عنوانان بارزان للتطور الذي يحصل في البلد الذي يظل النور يشع في جنباته،حيث قدمت مجاميع الطلبة عدة فعاليات موسيقية متنوعة ابتدأت بنشيد موطني بقيادة رشيد لطيف ثم نشيد (بغداد يا قلعة الاسود) بقيادة علي خصاف، ومن ثم عزف الطلبة اوكسترا القسم الغربي بقيادة جنيد محمود، عزفوا مقطوعات لهايدن وبتهوفن وسميتانا وتجايكيو فسكي، وقدمت الطالبة هايدي بمصاحبة اساتذة المدرسة صولو، فيما قدمت فرقة الكورال ترتيلة الميلاد من التراث الانكليزي، وانا الوم نفسي من الفلكلور الالماني بقيادة عدنان نزار.
وفي قسم الموسيقى الشرقي قدمت الفرقة سماعي بيات قديم بقيادة احمد عبد الجبار و كذلك (هله يا ام عبد، شروق وها ليلة حلوة)، وقدمت فرقة الابتدائية مقام حجاز ديوان مع اغنية (النوم محرم) بقيادة جمال ناصر، اما رقصات الباليه التي ادتها براعم المدرسة فكانت رقصة باليه حديث ورقصة دويت ورقصة اتود ورقصة بولكا ورقصة (شكر بلم فيري) من باليه كسارة البندق.
وتحدث مدير المدرسة احمد سليم غني، وهو احد اعضاء الفرقة السمفونية العراقية وقد عبر عن سعادته بهذه المهارات لطلابه المميزين، فقال: في السنوات الاخيرة توضحت الصورة بأنتقالنا من حال الى حال افضل حيث هذه النشاطات بسبب زيادة عدد الطلبة والمشاركات ومهرجانات المدرسة الى ادت الى تكثيف الدروس العلمية بالاضافة الى الدروس الفنية وكذلك تعزيز الملاك التدريسي بأصحاب التخصص والخبرة، كما عملنا على ترميم البنى التحتية للمدرسة، فضلا عن استحداث رياض اطفال في المدرسة بالاضافة الى الابتدائية والثانوية، وهي تجربة لمسنا منها ان توجهنا صائب وصحيح، حيث يدخل الى الابتدائية بدون اختبار، والان اقسام المدرسة تعمل بشكل جدي وملتزم لانضاج جيل مثقف وفني مع حملة لشهادة علمية تؤهله لدخول عموم كليات البلد، فخريجو المدرسة في البلد بعضهم اطباء والكثيرين خارج البلد يبدعون في كافة المجالات من ضمنها الموسيقية.
اما الفنان علي الخصاف وهو احد تدريسيي المدرسة فقال:هذا الاحتفال من الاشياء الجميلة التي تقيمها المدرسة بمناسبة تخرج الطلبة، وعموما هناك اهتمام من قبل المدرسة خلال المدة الاخيرة من حيث الادامة وتوفير الكوادر التدريسية المتطورة لكن المدرسة مهملة ولازالت تفتقد الى الترميم والبنى التحتية والقاعات والصفوف والمناهج التدريسية بالاضافة الى التقنيات الحديثة بالموسيقى في العالم، وان كان هنالك اساتذة يعملون على قدم وساق لانشاء اكثر من مواد تدريسية.
واضاف: هذه الاختفالية اشتركت كل الاقسام الموجودة في المدرسة من موسيقى شرقية وغربية اضافة الى انني قدمت مقطوعة مرتبطة بنا ارتباطا مهما وتاريخيا بنا وهي (بغداد يا قلعة الاسود) بعد ان اعددتها اعدادا جديدا ووزعتها الى الاوركسترا.
وتابع: الفنون رسالتها انسانية ورسالة محبة وسلام وتآخي، نحن نريد ان ننقل هذه الاحتفالية الى العالم الاخر الذي لا يعرف ما يجري في العراق، تهديدات مستمرة ووضع امني مرتبك ومع ذلك نعمل ولدينا نشاطات فنية منها الموسيقى والباليه واسمع ان زملاءنا خارج العراق يستغربون ويقولون هل من المعقول هذا ونحن لا نسمع غير الالم الكبير والتفجير والوضع السياسي المرتبك،وانتم تقدمون الموسيقى والباليه، هذه الاحتفالية رسالة انسانية ومحبة وسلام للاخرين تؤكد حب العراقيين للفنون والثقافة وهي رسالة معبرة وواضحة.
فيما تقول مدربة الباليه زينة اكرم فيضي: تميزت نشاطاتنا هذه السنة بالعديد من الفقرات ومنها رقصة الفالس،ولدينا ايضا رقصة باليه حديث، والمدرسة تتطور باستمرار نحو الافضل، نحن نسعى الى تدريب الطلبة على المؤلفات الحديثة المعاصرة للباليه،ولدينا صغيرات وصغار يعشقون هذا الفن ويؤدونه بحركات رشيقة جدا.
واضافت: هذه رسالة ان العراق هو اصل الثقافات والفنون وانه بلد الضوء والاشعاع، وانه ليس بلدا متخلفا، وهذه المدرسة خير دليل فأبوابها بقيت مفتوحة طوال هذه السنين، والذي يدخل ليتعلم الموسيقى والباليه يكون فكره نظيفا ولا يمكن ان يسعى الى الشر والتخريب بل انه يسعى الى تطوير ذوقه وقابلياته وان يعلن نفسه فردا مفيدا للمجتمع.
وقال المايسترو احمد عبد الجبار: كان هذا الحفل اكثر اعتناء من السنوات الماضية، وهو نتاج ما تعلمه الطلاب خلال وجودهم في المدرسة المهمة هذه، والتي هي ثقافة عالمية وهذه الاحتفالية للتأكيد على مدنية المجتمع العراقي واثبات ان حاله حال اي مجتمع اوربي او امغربي بشكل عام.
وقالت الطالبة فاديا خليل: انا اعزف فيالو وبيانو، وهذه الاحتفالية تمثل تخرجي من المدرسة وتكون اهم حفلة ونبذل فيها اقصى ما لدينا من جهد لانها شرف لنا ولمدرستنا وانا سعيدة بهذه المشاركة، وانا متدربة بالفرقة السمفونية وطموحي ان اكون عضوة فيها، مدرسة الموسيقى والباليه مدرسة راقية وحضارية وتؤكد على ان العراق بلد الثقافات والحضارات.
وفي الختام استطلعنا رأي احمد شاكر والد احدى الطالبات فقال: انه يوم بهيج وسعيد ان نشاهد هذا التميز لمدرسة اسمها الموسيقى والباليه، واؤكد على كلمة الباليه التي تدل على تطور البلد وانه لن يسمح للظلام ان يدنس انواره
- آخر تحديث :
التعليقات