عبد الجبار العتابي من بغداد: صدرت للقاص والروائي العراقي نزار عبد الستار رواية جديدة بعنوان (الامريكان في بيتي) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت،و جاءت الرواية التي زينها غلاف معبر بـ 208 صفحة من القطع المتوسط.
تدور أحداث الرواية عن صحفي ينتمي إلى منظمة سرية عراقية كانت قد تأسست في منتصف القرن الثامن عشر، للقيام بأعمال خيرية وبدعم من الآباء الدومنيكان الا ان المنظمة ومع دخول الجيش الأمريكي إلى العراق تتحول نحو إعادة بناء الهوية الثقافية للوقوف بوجه ثقافة التعصب والانغلاق والخوف ويصبح الصحفي (جلال) من النشطاء الفاعلين في المنظمة ويقوم بأعمال مناهضة للعنف الدائر في البلاد، إلا ان القوات الأمريكية المتواجدة في العراق تضعه تحت المراقبة بإيعاز من ضابط أمريكي كبير تربطه مع الصحفي العراقي علاقة صداقة.
واكد القاص والروائي نزار عبد الستار في حديث لـ (ثقافات ايلاف) ان روايته تتحدث عن استعادة الثقة بالنفس من خلال احياء معرفي جديد يعيد بناء الانسان ويخلصه من ثقافات الخوف الطارئة.
وقال : الرواية ليست معنية بيوميات احداث العراق وانما تنبه الى حافز الاحتكاك بين حضارتين وما نتج عنه من صراع وهيمنة. وتتوقع الرواية ان يؤدي هذا الى اعادة تشكيل الهوية الثقافية وايجاد دافع لمنعطف جديد.
وجاء على غلاف الرواية الاخير:
(وحده مايكل الذي لا ينزعج من ردي بالعربية، التي لا يعرفها، على كلامه الإنكليزي، الذي لا أعرفه، ويبتهج إذا ما قلت شيئا بسيطا بلغته، وجدته يقف باندهاش وحب، كما في مرات عدة سابقة، أمام ثلاجتنا الفستقية، ماركة westing house، المصنوعة مطلع ستينيات القرن العشرين. فتح بابها وتفرج على طعامنا. ألقى نظرة على دواليب المطبخ، وأخذني إلى الحمام. فتش الغسالة، وشم عبوات الشامبو. وعندما وصلنا إلى غرفة المعيشة تمهل، كما في كل مرة، وتطلع إليّ منتظرا أن أقول جملتي الانكليزية المشبعة بالخوف: my wife and my children، فابتسم وهو.. يتراجع.
نقلوا قاذفات أنبوبية، ومناظير، وأجهزة بشاشات، وهوائيات، وصناديق لم يسبق لي رؤيتها،كلفوني بمهمة ترتيب علب الذخيرة، يحدث هذا عندما يكتشفون أنني يمكن أن أكون مفيدا. قبل أربعة أشهر عهدوا إليّ بمهمة حمل جهاز مكعب الشكل يصدر صفيرا خافتا كل دقيقة، وعندما طلبت من مايكل أن ألمس بندقية الـ M16 نهرني بغضب، وأخذ مني الجهاز، وجعلني أجلس على الأرض قرابة نصف ساعة تحت حراسة ذلك الذي يقول لي دائما: fuck you. هذه الأمور تحدث عندما ننسى بشكل مفاجئ، وغامض قوانين العداء التقليدية. أحيانا أجدهم يعيدون ملعقة ساقطة إلى مكانها الطبيعي أو ينجذبون، في مبادرات حنين عارض وغير مسيطر عليه، إلى واجب بيتي مثل إرجاع الكراسي إلى منضدة الطعام، وتنسيق الزهور الاصطناعية في مزهرية منسية).
يذكر ان القاص والروائي نزار عبد الستار بعد من الروائيين العراقيين الذين تميزوا بنتاجهم الادبي، اصدر مجموعته القصصية الاولى quot; المطر وغبار الخيولquot; عام 1995 ببغداد وتبعها برواية quot; ليلة الملاكquot; في العام 1999 والتي اعيد طبعها عام 2008 في عمان عن دار ازمنة الاردنية، كما اصدر مجموعة قصصية بعنوانquot; رائحة السينما quot; بطبعتين الاولى كانت ببغداد عام 2002 والثانية في عمان عن دار ازمنة الاردنية في عام 2008.
التعليقات