أين هي القيامة لتأكل نصف أعضائي وقافلتي
المعطلة،
الأمس كنت قد نسيت بضاعتي عندها في بداية
المنعطف، كتل ضخمة بدأت تسد طريقها في
القرية التي عاشوا وحرثوا فيها طويلاً أسلافها
دون طائل.

كل يوم تستحم عارية أمام أعين
الرجال المنحرفةِ لكي تظهر لهم
ما فعلته حروب الخدم الجياع
للشهرة
والمال
من خراب
لنهرها الذي اهداه لها ولادها
في عيد
ميلادها
العشرين.

حقاً كان لها وطناً قبل الأنكليز
وقناني البيرة
الصدأة التي ظلت منذ الخليج الأول
معلقةً بلحية
خالق الدواب في عواصم الكون.

وحتى عندما جاءت لتقاسمني
غرفة خدم تقيء فيها صديق لي
ج مئات المرات مع زوجته، أو
قطة قرنسية كان يطلق عليها
اسم العدالة، بقيت هي صامتة أمام التمثال
الذي
اشتريته من أجلها حتى تنسى
عقدة الأوطان،
الأعياد، والسمسم الذي كانت تسهر
عليه ليالي لكي
يكون متلائماً مع الخبز الحار
والفجل الأبيض الذي
يقحمه حارس المدرسة
كل ظهيرة في حزنها القديم
قبل خروج اشقتها من الثانوية
العامة.

تحت ظل أية أنظمة عاشت وماتت الوزة التي
تتحدث عنها بوقار شاعرة من الشرق المتوسط،
تحت عباءة الفلك الأسود المحمل بقتلة يخرجون
علينا
في كل ساحات البلاد،
خطأً سحبت أمي الغطاء عن فخذيها لكي
تخرجني
بيضة وتحطني في صحراء العرب.

هدوء وهدوء آخر... لكن بمقدوري تسميتهم الواحد
عقب الآخر، نفايات الحاضر التي تبقر بطون أولادنا
وعناقيد قلوبنا : في صنعاء الفائرة والمدمية، فيما
يتجول
قزم الخطابات الفارغة ويغور في دماء الباحةِ
ضجة أسنانه المكشرة والوعود الفارغة كقشرة
الجوز الميت.
والغول الآخر في خيمة الجنون
والضحك،
عقيد
الزنكة
والحائط بعد الحائط، فرداً فرداً،
العالم كله
حروب صليبية
وهذيان أسود. قلبي مدمي
في هذا
الصباح الباكر
على دوار اللؤلؤة،
وما يحاك للناس تحت
الجدارية
العريضة والحامل
بالأمال الطرية
جواد سليم
ساحة الأمة.

نسيج أسود خيوطه منسلة في أزمنة
قديمة، مداهمات، حظر تجوال، عزل
مدن من ضفتها إلى ضفتها الثانية
هؤلاء أخشاهم، دون لف ودوران
أكثر من الزلازل التي تخض
حصون
العالم، تدمره
أكثر من
الأوبئة المتنقلة
عبر القارات
والفقر يجول في أحشائها
أكثر من التحولات المناخية
المعربدة في ظل ضيافة الكون
مادم أنهم يغزون كل ليلة نومي
ويفرشونه بكوابيس جليدية،
قطبية ومذاهب
تكفيرية.