ترجمها عن الاسبانية غدير أبو سنينة: بيدرو هافيير سوليس (مناغوا 1963) شاعر وروائي وناقد، نشر له العديد من الأعمال منها: الانسان: اله في المنفى، قاموس بابلو أنتونيو كواذرا الفلسفي (1991)، كمائن (1994)، رحلة بابلو آنتونيو كواذرا (1996)، حياة ورقية (1999)، الحركة الطليعية في نيكاراغوا، أنتولوجيا وتحليل (2002)، وغيرها. وهو عضو في عدة مؤسسات ثقافية.

سلحفاة
كل الأشياء تبدو ساكنة:
الريح ورقصة الأوراق
المياه بلا حراك كما الرخام
شريحة معدنية تُزرع في بطارية قديمة.
كل الأشياء تبدو بلا حياة:
حتى الحياة

عينان جاحظتان تطلان من الحجر.
درع محدَّب، مليء بالبثور، على عاتق جدار
تهز أجفانها البليدة ناسكا لطيفا لاهيا
كل الأشياء تغوص في الفناء:
الموت، الأحشاء.
أتحسر على أيامٍ طاعنة في السن:
على البيت، المهد، اللحد.

زمن
الى ماريو كاهينا بيغا

رياح تهب من مؤخرة السفينة
تدفع القارب نحو المياه.
عندها أهجر ضفافي
فالوقت ماء
كنهر يتدفق.
المنفيون ينشدون الدفء بين الأمواج.
والأثير يُقلى على نار الزمن.
تخمد النار،
بعد أن تنقض على الأثير
بسعير جحيمي.
تعود الأشياء حارقة باهتة
لا عائق أمامها
عمود من الهواء يمزق القلوع
فالوقت هواء
كل شيءٍ يتبدد،
يزحف نحو العدم
ورياح تأتي من مقدمة السفينة
تدفع القارب نحو الرمال
عدت من حيث غادرت
تحت غيوم متعبة
فالوقت تراب.

أسئلة ما بعد الطلاق
عينان شديدتا الحزن،
لم تهجراني يوما.
يحيط بي ذبولهما ويضيِّقُ علي.
في صوته نبرة الألم
يبحث عن كلمة تعطيه الأمان
وسط بحرٍ محيطٍ من اللايقين
-أبتاه، كيف قلت ألا شيء يفرقنا؟
ان كنت ملأت الأشياء غياباً،
وتركت ndash;دونما تحديد- حقيبتي داخل الخزانة؟
-أبتاه، أي حلم جديد سيحمل سريرك لي
ان لم تعد تعانقني كل صباح؟
-أبتاه، متى سنعاود الجلوس معا على مائدة الافطار،
تناولني الخبز والزبدة؟
-أبتاه، ماذا أفعل كي تسمع صوتي
قائلا لك
قرب لي الطعام،
ساعدني كي أربط عقدة الحذاء؟
-أبتاه، ماذا أفعل كي تمسح جبهتي المغسولة للتو
وترافقني بركاتك؟
-أبتاه، كيف سأستعيد سعادتي
بسماع خطواتك في حين تتبعك بنباحها ليزا
عندما كنت تفتح لي الباب
عند عودتي من المدرسة؟
-أبتاه، لا زلت أتساءل
كلما أغمضت عيني ليلا دون رؤيتك
ما الذي حصل كي أبقى مقسوماً هكذا
تماما كما قلبي المحطم؟