أبداً، تكررها حبيبتي ثلاث مرات
أنا أفهم الأبدية
عندما لا أحتمل هذا البيت
أحمله كتعويذة وأمضي
أعدُها بحقول وبأغاني فضيّة
وأعدها أن أفتشّ عن قلبي؛ نسيته في منعطف ما. تخونني ذاكرتي الآن لكنني أدركُ طريقتي في ركله متخلصاً من تعبي القديم ومن أسئلة أصدقائي عن حوريات البحار التي عبرتها.
أبداً، تكررها حبيبتي ثلاث مرات
وفي كل مرة أفهم أن الأبد نَصْل
عندما لا تعودُ وحيداً، تماماً، ترتجف فيما يشبه الصلاة
وتتراجع للخلف.
هذا اليوم، في هذه الليلة، مع كل ما يحفّ بي من شبق الكائنات الغريبة المطمورة في تراب محروق، أجدّ مكاناً للجلوس أمام الحسناوات وأعدّهن
لا تقول حبيبتي، وهي من تهتم بالتفاصيل: إن زجاجة نبيذك فارغة
لا تقول، وهي من تحب الرقص: إن رياحاً تهبّ من كل محيطات العالم نحو خصركَ لتتلاشى بكامل أفكاركَ عن المرات الأولى لكل الأشياء..
كما لا تقول، وهي المصلوبة في الليل: إن شفاهاً تنجو من إبر الياسمين.
أبداً، تكررها ثلاث مرات
متعللة بصناعة سرير حجري لشاعرها
وهو، على الضفة الأخرى، يجهل أن الحورية غواية للبحّارة بنصف أنثى وبنصف وحش.
تكررها ثلاثاً
وهو يمضي:
في الليل، عندما تظهر جروح في العدم، يضيء
قليلاً كحفلة عيد ميلادها السابقة
بمنمنماتٍ مكسورة ووجهٍ يجيد الابتسام
بقصيدة تؤسس لصداقة سريّة بين قلبين
أو بامرأة من ملائكة وزجاج..