يوسف يلدا ndash; سيدني: عندما رنّ جهاز الهاتف الخاص بالكاتب ماريو فارغاس يوسا، يوم الأحد الماضي، وإستمع الى الإقتراح الذي قدمه المتكلم، يبدو أن الردّ على ذلك كان واضحاً. خوان كارلوس، ملك إسبانيا هو الذي إتصل بالكاتب البيروفي، مقترحاً عليه رئاسة معهد سيرفانتيس. لكن مؤلف (حديث في الكاتدرائية) طلب من ملك إسبانيا أن يمهله بضعة أيام بغية التفكير، بعد أن أخبره أنه ليشرفه ذلك.
وقد إقترح رئيس الحكومة ماريانو راجوي على الملك خوان كارلوس أن يطلب ذلك من الكاتب بإسم الحكومة. وكما هو معروف عن خوان كارلوس إيلاءه الإهتمام الكبير للسياسات المتعلقة باللغة، وإهتمامه بمتابعة الإنجازات التي حققتها الأكاديمية الملكية الإسبانية، من خلال إستراتيجيتها المتبعة في أميركا اللاتينية ومعهد سيرفانتيس، لم يتوان لحظة في الإتصال بفارغاس يوسا، حسب ما ذكرته مصادر في وزارة الخارجية، والقريبة أيضاً من الحاصل على جائزة نوبل للآداب.
والمعروف أن سياسة الحزب الشعبي المتعلقة بالمعهد الذي يعمل على تدريس وترويج اللغة والثقافة الإسبانية، في جميع أنحاء العالم، هي سياسة لها طموحاتٍ واسعة.
وكان وزير الشؤون الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ndash; مارغاليو قد قال عن فارغاس يوسا، الذي يحمل الجنسية الإسبانية منذ العام 1993 لوكالة إيفي: quot;أنه إنسان ذكي جداً. عاشق للحرية، وأحد المدافعين عن الديمقراطية، ومن المتحمسين للثقافة الإسبانية. وموافقته على قبول رئاسة معهد سيرفانتيس، هو بمثابة إنجاز ثقافي للمجتمع الإسباني، والمجتمع الأمريكي اللاتينيquot;.
وقد تأسس معهد سيرفانتيس في العام 1991، بميزانية سنوية بلغت 100 مليون يورو، وله 77 مركزاً موزعاً على 44 دولة في القارات الخمس.
وكان فارغاس يوسا، البالغ 75 عاماً، قد أعلن مؤخراً في إيطاليا، خلال مشاركته في نشاطٍ خاص بالبرلمان الإيطالي، عن نيته في الإقامة، منذ الآن، في مدريد، كما أفادت مصادر وكالة إيفي في روما.
ومن الجدير ذكره أن حكومة خوسيه ماريا أثنار (الحزب الشعبي)، كانت قد عرضت على فارغاس يوسا في عام 1996 أن يرأس سيرفانتيس، غير أن الأخير رفض العرض، بعد لقاء مع رئيس الحكومة.